استضاف علاء الشابي في الحلقة الاخيرة من برنامجه «هذا أنا» الفنانة نوال غشام ولقد كان يمكن أن تمر هذه الحلقة بسلام كعديد الحلقات الماضية لولا ملاحظتين استرعتا انتباهي الاولى تتعلق بتوضيح علاء الشابي لما جاء على لسانه ولسان ضيفه المنصف السويسي من كلام أثار الكثير من التساؤلات وربما الاستياء في أوساط عائلة المرحوم صالح جغام واحبائه مما استوجب التوضيح والاعتذار من طرف علاء ففي سؤال لعلاء الشابي موجه لمنصف السويسي حول من حاول عرقلة مسيرة هذا الاخير المسرحية رد المنصف السويسي بأن هناك مسؤولا ثقافيا مات موتة شنيعة (بالغاز) هو الذي حاول وضع العصا في العجلة أمامه خلال مسيرته المسرحية في تونس فما كان من علاء الا أن عقب متسائلا: ما تقليش صالح جغام؟ ولئن جاء هذا التعقيب في صورة تساؤل الا انه اثار استياء الكثيرين فما الذي جعل «مخ» علاء يذهب مباشرة الى اسم صالح جغام ؟ هل المرحوم هو الوحيد الذي توفي بهذه الطريقة حتى يصبح مرجعا؟ ولئن سارع المنصف السويسي الى نفي هذا الاستنتاج المتسرع محددا خصال المرحوم التي يعرفها القاصي والداني والتي أكدت رفعة اخلاقه وترفعه عن مثل الاساليب فإن علاء الشابي أبى في حلقة نوال غشام الا أن يرفع الالتباس نهائيا من خلال توضيح جاء في وقته واعتذار صريح عما يمكن أن يكون قد سببه من إستياء بكل براءة . وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أن علاء الشابي يبقى من طينة المنشطين الكبار الذين يعرفون كيف يعترفون بخطئهم كما يعترفون بنجاحاتهم. وهذا يحسب له كميزة قل أن تتوفر في غيره من المنشطين وفي قناة عرفت في أغلب الاحيان بإحترامها الشديد للمشاهد ونحن نقول له بدورنا «من إعترف بذنبه فلا ذنب عليه». هذا أنا (2): لا يا مدام.. غشام الملاحظة الثانية التي استرعت انتباهي في هذه الحلقة هو ما جاء على لسان الفنانة نوال غشام في معرض حديثها عن بدايتها في عالم الغناء فقد صرحت بكل ثقة بأن أغنيتها «ما فيه ما نتفكر ماضي هواك أجراح» من كلمات حسن شلبي وألحان محمد علام كانت أول كليب صوّر في تونس وكان بإمضاء رؤوف كوكة. وقد إنتابني نوع من التساؤل حول ما سمعت . فهل أن نوال غشام تقصد بهذا أنها أول من صورت كليبا بتونس أم أن هذه الأغنية هي أول كليب مصور لها شخصيا في تونس. الفرق بين الاجابتين واضح وضوح الشمس ولعلي أخيّر الاجابة الثانية لأنها أقرب الى الحقيقة. أما إذا كان الجواب الأول فإني أحيل الفنانة نوال غشام الى أرشيف التلفزة الوطنية حتى تكتشف بنفسها كم من فنان وفنانة قد سبقها الى ذلك في عصر مازالت التلفزة فيه بالأبيض والاسود. فنعمة وعلية (في أغنية ياخيل سالم) ومحمد الجراري (يا اللي تحب تسحر راجلها) والهادي السملالي (عند ولدي يا حضار) وتوفيق الناصر (اذا مرّ يوم ولم أتذكر) وربما غيرهم من الفنانين صوّروا هذه الاغاني بطريقة الكليب التلفزي بطريقة تضاهي الكليبات العصرية ولكنها خالية من عري البطون والسيقان ومناظر غرف النوم ومن الايحاءات الجنسية الفاضحة. نتمنى أن تكون نوال غشام قد قصدت الجواب الثاني لأنه في صورة العكس فإن هذا يعد تجنيا كبيرا على كل من ذكرت من الفنانين وعلى تاريخ الكليب في تونس. أما اذا كان ما تدعيه صحيحا فيجب عليها حينئذ أن تسجل إسمها في موسوعة غينيس للارقام القياسية كأول فنانة صورت كليبا في هذه البلاد وهذا شرف لا يدانيه ولا يضاهيه شرف. نسمة صباح.. وغياب الكتاب برنامج نسمة صباح من البرامج المحورية في برمجة قناة تونس «7» اذ أنه يحتوي على فقرات عديدة متنوعة في عديد المجالات من الصحة إلى الزراعة إلى الطبخ إلى الرسم وهو برنامج يبث في وقت يستعد المواطنون فيه إلى الالتحاق بأعمالهم والتلاميذ بمدارسهم ورغم محاولات التطوير والتجديد التي تقوم بها أسرة البرنامج من حين لآخر لاضفاء مزيد من الحيوية فإنه يلاحظ وبصفة غريبة غياب الكتاب عن هذا البرنامج. وأنا أقصد هنا الكتاب بجميع أنواعه، فنحن لا يكاد يمر يوم في تونس الا ويصدر لنا كتاب في القصة أو الشعر أو النقد أو الدراسة التاريخية والاجتماعية وغيرها هذا بالاضافة إلى الكتاب الأكاديمي الذي يخص الميدان الجامعي خاصة ولست ادري لماذا لا تخصص نسمة صباح فقرة يومية لتقديم كتاب تونسي في جميع مجالات الكتابة مساهمة منها في تشجيع الكتاب والترويج له الذي هو ترويج للثقافة والعلوم بصفة عامة ففي عصر الأنترنات والوسائط المتعددة ما احوجنا إلى غرس روح حب المطالعة وحب الكتابة في ابناائنا وهذا لا يعني أنّ هذا البرنامج لم يعتن بالكتاب بل استضاف في عديد المناسبات عديد الكتّاب لتقديم انتاجهم، ولكننا نطمح إلى أن تكون هذه المساحة مساحة قارة ويومية مثل أكلة اليوم فالعقل مثل البطن محتاج إلى غذاء يفتح شهيتنا لبقية اليوم فكتابنا وشعراؤنا وقصاصونا يشتكون دائما من عزوف وسائل الاعلام المرئية خصوصا عن التعريف بانتاجهم في حين تحظى مباريات الرياضة وحفلات الفنانين بأكبر الدعاية والاهتمام فهل تخصيص خمس دقائق يوميا في نسمة صباح للتعريف بمجموعة شعرية أو قصة أو كتاب نقدي بالشيء المثقل والكثير على برنامج يتواصل أكثر من ثلاث ساعات مقترح نسوقه إلى اسرة البرنامج لعله يلقى اذانا صاغية حتى يعود للكتاب التونسي اشعاعه الاعلامي.