شكيب الأشخم لاعب تنبأ له العارفون بكرة القدم - منذ ظهوره الأول في صنف الأكابر- بمستقبل كروي زاخر، لكن ما إن بدأ نجمه يسطع حتى تغير حال هذا اللاعب، وسرعان ما أفل نجمه الذي كان يبحث له عن مكان في سماء نجوم الكرة في تونس، إلا أنه ورغم عدم تقدمه في السن خاض تجارب كروية عديدة لما يمتلكه من خصال فنية تضمن له في كل مرة مغامرة كروية رغم ما عرف عنه ب «مغامراته» خارج الميادين التي كانت سببا في حرمانه من التألق في مناسبات عدة. «الأسبوعي» التقت هذا اللاعب قبل مغادرته أرض الوطن في اتجاه تجربة احترافية جديدة هي الثالثة بالنسبة إليه وأجرت معه الحوار التالي: في بداياتك وقع الحاقك بصنف الأكابر بصفة مبكرة كيف تم ذلك؟ كنت أبلغ من السنّ ست عشرة سنة وأنتمي إلى الأواسط حين الحقت بالأكابر ويعود الفضل في هذا إلى المدرب الجزائري محمد الحنكوش الذي شركني ومنحني الفرصة الأولى للبروز، ثم من بعده المدرب عز الدين خميلة الذي عوّل عليّ كلاعب قار في الأكابر ومن ثمة كانت انطلاقتي الحقيقية وكنت من الأساسيين مع المدرب جلال القادري في الموسم الذي حققنا فيه الصعود إلى الرابطة الأولى وكذلك في الموسم الأول منحني المدرب فريد بن بلقاسم الفرصة الكاملة للعب كأساسي في فريق أكابر القوافل. اعتقد الشارع الرياضي حينذاك بأن تكون انطلاقتك الحقيقية مع الترجي، لكنها كانت نقطة ضعف في مسيرتك؟ أولا يشرفني أنني لعبت في صفوف هذا النادي، كنت ككل لاعب أحيانا من الأساسيين وأحيانا من الإحتياطيين، وعشت بعض المشاكل التي كان لها أثر كبير في تجربتي تلك. وماهي هذه المشاكل أو من قبيل ماذا؟ كنت لاعبا شابا في مقتبل العمر فكل لاعب هو بدرجة أولى انسان ومعرض في أي لحظة للخطأ ولكن أحمد الله أنني تجاوزت تلك الفترة بما فيها من أخطاء. لكنّ مسؤولي الترجي كانوا في كل مرة يمنحونك فرصة للعودة إلى الجادة؟ أحاطني الكثير منهم بالرعاية وأخص بالذكر السيدين عزيز زهير وحمدي المدب وكذلك طارق ذياب الذين آمنوا جميعا بقدراتي الكروية، ولكن ما حدث عجّل برحيلي من الترجي. خضت تجربة قصيرة مع المنتخب الأولمبي وكنت محظوظا بتسجيلك لهدف في أول مشاركة لك معه لكن التجربة سرعان ما انتهت ماهي الأسباب؟ شرف كبير لي ولجهة الجنوب الغربي أنني مثلتها يوما ما في أحد المنتخبات الوطنية حيث كانت أول دعوة لي للمنتخب وأنا على ذمة فريق القوافل، ووفقت في التسجيل في أول مباراة لي، وشاركت في عدة تربصات استعدادا لأولمبياد2008 ، لكن الإصابة التي تعرضت لها آنذاك والمشاكل التي حدثت معي زادت الطين بلة ولم تتم دعوتي مرة أخرى. كانت لك تجربة احترافية أولى مع فريق مولدية الجزائر، كيف تقيمها؟ تجربتي تلك كانت ناجحة ومع فريق له اسم من ذهب في البطولة الجزائرية سجلت معه عدة أهداف وكنت محبوبا من قبل جماهيره. ولماذا لم تتواصل تلك التجربة إن كانت ناجحة؟ ألم يقع التخلي عنك؟ كل ما في الأمر أنه تم تغيير قانون مشاركة اللاعبين الأجانب في الفرق الجزائرية ولم يعد بإمكان أي فريق تشريك أكثر من لاعبين اثنين مما يحتم عليّ البقاء أحيانا احتياطيا وهو ما رفضته،وحتى ماديا لم يعد العرض المالي في مستوى طموحاتي، زيادة عن أن القانون الجديد يفرض أن يكون اللاعب الأجنبي دوليا في بلده الأصلي. حققت مع فريق النجمة الليبي قدرا لا بأس به من النجاح، ما سبب قطعك لتلك التجربة؟ أعتبرها من أنجح تجاربي فقد كنت هدافا للفريق بسبعة أهداف ونحت اسمي في الكرة الليبية ناهيك وأنني تلقيت عدة عروض من فرق مثل خليج سرت والترسانة وغيرها، لكني فضلت العودة إلى فريقي الأول القوافل بعد أن علمت بعودة المدرب فريد بن بلقاسم الذي أكن له كل الإحترام وأفضل العمل معه. بالرغم من أنه تربطك علاقة متينة بالمدرب فريد بن بلقاسم وهو من الذين ساهموا في بروزك ونجاحك إلا أنه خيّر عدم الحاقك ولو بالتشكيلة الإحتياطية للقوافل في اللقاءات الأخيرة واضطرك لطلب الخروج من النادي؟ هذا صحيح لكن لا تنس أنني التحقت بتحضيرات الفريق بصفة متأخرة وشاركت في بعض المباريات الودية وربما كان لي مكان أستحقه في التشكيلة الأساسية، إلا أن الإطار الفني رأى غير ذلك أما أنا فلا أفضل أن أبقى احتياطيا لذلك طلبت الخروج من الفريق. أليست حادثتك صحبة زميلك حمادي الجريدي هي التي كانت سببا في وضعك على قائمة المغادرين؟ صحيح أن تلك الحادثة أثرت عليّ معنويا وليس كرويا، لأنه وقع تهويل الأمور والحادثة لا تستحق كل تلك الضجة التي رافقتها، فأغلب اللاعبين تحدث معهم مثل هذه الحوادث. ولكن بم تفسر احالتكما على مجلس التأديب واقرار عقوبة مالية عليكما؟ ج: ما روجه البعض هو أنني ذهبت إلى سوسة للسهر في احدى النوادي الليلية، والحقيقة غير ذلك فنحن كنا في زيارة لشقيقي لا غير ولم أسهر في أي ناد ليلي ولكم أن تسألوا الهيئة المديرة التي أحالتنا على مجلس التأديب بسبب مغادرة الفريق قبل مباراة هامة وما انجر عنه من تعب السفر. ذكرت أن فضل القوافل عليك كبير وأنك ترعرعت فيه، لكنك تنكّرت لفريقك بمشاركتك في اضراب اللاعبين في بداية الموسم بم تفسر ذلك؟ أنا دائما وفيّ لناديّ الذي نشأت فيه وكل ما في الأمر حينها هو أنني كنت واحدا من المجموعة وشاركتها في قرارها الموحد ليس إلا. كان بإمكانك على الأقل وأنت «ابن النادي» أن تبحث مع زملائك عن حلول أخرى؟ معذرة أنا لم أكن قائدا للفريق ولم أقترح كيفية التعبير عن آراء المجموعة التي كانت متشبثة حينها بعودة المدرب، ثم إن علاقة الإحترام المتبادل بين المجموعة فرضت عليّ القبول بموقفها... تجربة هذه السنة مع القوافل وعلى عكس التوقعات كانت محدودة وقصيرة،لماذا؟ وماهي وجهتك القادمة؟ تلقيت عدة عروض من خارج حدود الوطن وكانت خاصة من بعض النوادي الليبية مثل الترسانة وخليج سرت والنجمة الذي عبر عن رغبته في اعادة التجربة معي، لكنني فضلت عرضا من مالطا، من فريق يلعب بالدرجة الأولى ويحتل المرتبة الخامسة حاليا هو فريق «سلايما وندرز» وسألتحق به خلال هذا الأسبوع. ألم تتلق عروضا من نواد تونسية؟ بالعكس بل إنني أرفضها حتى لا أبقى عرضة للأقاويل التي ما انفكت تلاحقني باستمرار وخاصة أنني أرغب في اللعب في راحة بال. كلمة أخيرة؟ أتوجه لأحباء القوافل بنداء لأجل الوقوف إلى جانب فريقهم، وأعلمهم أنّ حبي للفريق يعرفه الجميع وآمل أن يعود القوافل إلى الإشعاع مجددا ليحقق نتائج كتلك التي حققها سابقا في مواسمه الأولى بالرابطة المحترفة الأولى.