حياة السايب يا أجبن من أن تواجهوا شعبا مباشرة فتضربونه في الظّهر. يا أجبن من أن تقفوا وجها لوجه مع الشعب الذي أخذ زمام أموره بنفسه فإذا بكم تتراجعون تتربّصون بلحظة ينكشف لكم فيها كعب آخيل لدى شعب بمجرّد أن برزت لكم أنيابه ارتددتم على أعقابكم كالفئران خائفين مرتعدي الفرائس. اليوم خرجتم من جحوركم بعد أن بان لكم أن الشعب التونسي عاد إلى حياته العادية.اليوم خرجتم من مخابئكم بعد أن فتحت المدارس والمعاهد والجامعات أبوابها تحاولون ضرب الشعب التونسي في مقتل. تعلمون أن التونسيين لا شيء أعزّ عندهم ولا شيء أنفس لديهم من سلامة أبنائهم فانقضضتم على المدارس تروّعون التلاميذ وتقتحمون معاقل العلم. أنتم يا من لا تدركون قيمة العلم لأن فاقد الشيء لا يعطيه يرضي خروج التلاميذ من مدارسهم خائفين غروركم المرضي. حركتكم مقصودة ومشروعكم جهنمي وتدبيركم مفضوح. أنتم أيها الذين يزعجكم مشروعنا الديمقراطي ويحبط مشاريعكم المظلمة يبدو أنكم لم تستوعبوا الدرس. يبدو أنكم لم تفهموا أن الشعب قد قال قولته وهو يمضى إلى الأمام. لن تنفع محاولاتكم في ترويع الشعب التونسي. إنّ أبواب السّماء أقرب إليكم من أن تزعزعوا ثقة الشعب التونسي في مستقبله وفي مشروعه الحضاري الكبير. لم تفهموا بعد وأنتم من لا يفهم إلا لغة الغدر أنه لا خيار أمام الشعب التونسي اليوم بعد أن قام بالأهم سوى التسلّح بالصبر والوقوف وقفة رجل واحد كي يقوى على أعدائه. صكّ الإنعتاق ليس أعز علينا اليوم من أن نرى بلدنا وقد عاد إلى حياته الطبيعية ولكن ماذا إن كان لابد من أن ننتظر لحظة تستيقظ فيها الضمائر. ضمائر حتى هؤلاء الذين ربما وقع تخديرهم أوإيهامهم بأنه يمكن أن تؤدي مخططات تقوم على ترويع التلاميذ والأطفال بالمدراس والمعاهد وحتى بمحاضن الأطفال إلى زعزعة ثقة الشعب التونسي في إنجازه العظيم. لقد خلّصتنا الثورة الشعبية من طاغية ومن جبروت الحاكم. لقد أنجز الشعب التونسي الأهم وبقي المهم. صحيح لقد استفاقت المدارس أمس في أكثر من مكان بتونس على صوت التخويف والترهيب ولكن ليصل إلى من يهمّه الأمر أنّ الأولياء إن هبّوا إلى أبنائهم فإنّ العابثين لم ينزعوا من قلوبهم تلك الرغبة الجامحة في التمسك بالحرية. لقد أهدانا شعبنا صكّ الإنعتاق بعد أن دفع ما دفع من ثمن باهض ولم يعد أمامنا من خيار سوى أن نشهر هذا الصكّ في وجه كل متربّص بالشّعب تحرّكه أوهامه أو أطماعه ونجدّد لهم القول بأن أبواب السماء أقرب إليهم من زعزعة ثقة شعب في إنجازه العظيم.