حالة من الخوف والقلق والفزع سادت قاعة الإنتظار المخصصة لوصول المسافرين بمطار تونسقرطاج عشية يوم أمس، بين مرتقب يعلم بوصول قريبه أو عائلته وآخر على وقع المفاجأة لا يعلم إن كان من ينتظره على متن إحدى الطائرات المخصصة لجلب التونسيين العالقين بليبيا أم لا. كان بهو المطار يغص بالمواطنين المرتقبين وببعض ممن وصلوا ليلة أمس الأول الذين قرروا الانتظار والإعتصام حتى التأكد من وصول بقية العالقين، مطالبين السلط المعنية و الحكومة المؤقتة والخطوط الجوية التونسية التدخل سريعا. قهر وظلم كانت الأجواء مشحونة بحالات هستيرية من الغضب والإنتقاد لأحد مسؤولي الخطوط الجوية التونسية بمطار طرابلس يُدعى "المولدي" مستنكرين تعمّده وحسب تصريحاتهم السمسرة على حساب حياتهم بالرغم من أن الكثير منهم لا يملكون المال. كما أكد أغلب "الناجين" الذين وصلوا عشية أمس أنّ الأوضاع مزرية ومهينة وتبعث على القلق الشديد بمطار طرابلس بليبيا تستدعي التدخل الجدي والسريع من كلّ الأطراف، فقد تعرّض العديد منهم بما في ذلك النساء والأطفال إلى الإهانة والضرب والتهديد أضف إلى ذلك الجوع والبرد في ظلّ انعدام المواد الغذائية الأساسية وحتى وإن وجدت فإنها تباع بأثمان باهظة جدا، ف "باكو القوفرات" وقارورة الماء على حدّ قول بعضهم بيعت ب4 دنانير تونسية. هذه الهستيريا من الصراخ والإستنجاد لإنقاذ العالقين في ليبيا، كانت أيضا بسبب ما عاشوه وشاهدوه من تقتيل ودماء وأصوات للدبابات والطائرات المروحية وصوت "الكرتوش" الذي طال التونسيين أيضا حسب قول بعضهم. فقد أكّد الكثير منهم أن هناك من التونسيين من تعرضوا إلى التقتيل والحرق أحياء والرمي من الطوابق العليا للعمارات ويقسمون بصحة أقوالهم ونقلهم للأحداث، إضافة إلى سلبهم أموالهم تحت طائلة التهديد بالأسلحة النارية.. ولم تصب هستيريا الخوف والفزع "الناجين" فحسب بل طالت وأصابت بعض الأهالي ممن تواجدوا بالمطار، البكاء بأصوات عالية والصراخ والتهديد بقتل وحرق أنفسهم إن لم تتدخل السلط لإنقاذ الباقين العالقين بليبيا والتوعد بعدم مغادرة بهو الإنتظار قبل أن يقع طمأنتهم وإرسال الطائرات إلى التراب الليبي ووصول أقاربهم إلى تونس.