اليوم الثالث من اعتصام شباب صفاقس بساحة المقاومة بالقصبة شهد تعبئة جماهيرية من جموع الطلبة والتلاميذ والشباب العامل بعد انضمام فرع الهيئة الجهوية للمحامين إلى بقية المعتصمين مساندة لهم في المطالب الشرعية الثورية الرافضة لكل أشكال التوظيف للثورة أو المزايدة بها مع التصدي لكل محاولات الالتفاف عليها أو إجهاضها في مهدها. زهاء الخمسة آلاف معتصم أو يزيدون و من مختلف الحساسيات والقوى الحية غالبهم من الشباب الذي صنع الثورة التونسية المجيدة التي اطاحت بالديكتاتور احتشدوا و تداعوا على خلفية استكمال الثورة لرسالتها وإسقاط الديكتاتورية وتوابعها ولواحقها من رموز النظام البائد ووجوه الانتهازية السياسية الجديدة. المعتصمون تداولوا الخطب والأهازيج والشعارات والأغاني الثورية الملتزمة التي تعطشت لها الآذان بعد أن منعت الديكتاتورية تداولها أو إذاعتها عبر أجهزتها الإعلامية الرسمية.الشباب المعتصم في موقع مركزي من مدينة صفاقس في تلك الساحة الرمزية التي شهدت إعدام مواطنين تونسيين زمن ملحمة الكفاح من أجل الاستقلال عبروا ل"الصباح" عن تمسكهم بمطالب الثورة في القطع مع الماضي الاستبدادي واستئصال امتداداته ورموزه بدءا من الحكومة الحالية والدستور المفصل على مقاس الديكتاتور والقوانين الظالمة للأمة والمواطنين.تلاميذ المعاهد المشاركون في الاعتصام افترشوا الأرض وفي قلب الطريق المتاخم لساحة المقاومة راسمين عبارة "تونس حرة" في تعبيرة جسمانية ذات دلالات عميقة تلغي شذوذ التعبير الجسماني الذي وضفته الديكتاتورية بتمييع صورة الشباب واندفاعيته لفائدتها. ساحة المقاومة التي كثيرا ما حاول نظام الرئيس السارق الفار وأذناب حزبه المجمد استنزاف رمزيتها النضالية التاريخية، استرجعت تألقها النضالي و أمجاد روح المقاومة حيث انتصبت وعلى شكل رمزي يستبطن رموز العلم الوطني المفدى في شكل هلال إحدى عشرة خيمة ، فيما تمثلت نجمة العلم في النصب التذكاري المخلد لذكرى المقاومة ، حيث استخدم المعتصمون النصب كمركز استقطاب للمعتصمين والمتوافدين على الساحة لتنشيطها .العلم الوطني التونسي غلف النصب التذكاري ملتحم بالعلمين المصري والليبي ما قبل القذافي ذي النجمة والهلال تأكيدا لأبعاد الثورة التونسية وامتداداتها العربية والإقليمية. شباب تونسبصفاقس المعتصم بساحة المقاومة بالقصبة يسترجع أمجاد المقاومة الحق ويعبر عن تضامنه مع بقية الرفاق المعتصمين بساحة الحكومة بالقصبة حماية للثورة واستكمالا لمشروعها التحرري ولسان حاله يلهج هاتفا "من القصبة إلى القصبة حتى لا تسقط الثورة مغتصبة".