بقلم د. مصطفى المصمودي كرست القمة العالمية لمجتمع المعلومات مصطلح الديمقراطية المباشرة وركزت على دور الحكومات في السهر على تماسك العمل بين مختلف السلط وقد أبرزت مسؤولية السلط التشريعية في بناء مجتمع المعلومات ودعت الإتحاد البرلماني الدولي للمشاركة في إعداد القمة لإبراز ملامح البرلمان السيبرني. فنظم هذا الإتحاد ندوتين للغرض وأوصى في دورته 109 بتشريك النواب ضمن وفود البلدان المساهمة في القمة من أجل التشبّع بمناهج تطوير الحياة البرلمانية في المجتمع الجديد. والجدير بالذكر أن ندوة برلمانية دولية انعقدت للغرض بقصر مجلس النواب بباردو يوم 17 نوفمبر 2005 فأبرز المشاركون مدى علاقة موضوع الندوة بمستقبل الأجيال القادمة وأهمية الدور الذي يعود إلى الشباب في بناء المجتمع الرقمي وقدّموا لذلك مجموعة من التوصيات بهدف المزيد من النجاعة والتخفيض من التكاليف المتصلة بالورق والبريد والتنقلات وللمضي قدما على درب الديمقراطية والإلكترونية. - المشاركة البرلمانية على مختلف أشكالها في تأسيس الحكومة الإلكترونية وتدعيم الحريات الإلكترونية. - اهتمام البرلماني الخاص بالتنمية الرقمية والتجارة الإلكترونية والعمل عن بعد... - ممارسة التصويت عن بعد في الحالات المستعجلة. - ربط المكتبات الإلكترونية بالمجالس البرلمانية. - اعتماد مضمون الرقمي للرائد الرسمي والنشريات المتفرعة عنه. -د تعميم التراسل بين إدارة المجلس والنواب عبر البريد الإلكتروني للمزيد من النجاعة ولتخفيض تكاليف الورق والبريد. - استخدام البريد الإلكتروني من طرف النواب لتوجيه الأسئلة إلى الحكومة - تخصيص الشبكات الرقمية لنقل وقائع الحياة البرلمانية. كما أوصت بعض البحوث التي أعدت للغرض بالتفكير في ربط المجلس إلكترونيا بالصحافة اليومية لنشر وقائع الجلسات العامة وإصدار نشرات ملحقة بالصحف الوطنية وإجراء النقل بالصوت والصورة لوقائع الجلسات العامة وربط المجلس إلكترونيا بالجامعات لرفع مستوى الاطروحات وإثراء المكتبية البرلمانية وتشجيع الجامعات على تنظيم الزيارات الطالبية للمجلس. وفي مداولات القمة مازلنا نتذكر تساءل البعض من المشاركين عن إمكانية إطلاق اسم البرلمان السيبرني على أحد المجالس التشريعية وتركيز نشاط أحدها على شبكات المعلومات والمعاملات الرقمية والحوار عن بعد. وللتذكير فإن كلمة السيبرنية مشتقة من لفظة «سيبر» وهي تعني التفاعلية بين التطبيقات الإعلامية والقيادة السياسية، ولذلك فنحن أمام فرصة فريدة للإهتمام بهذا الجانب الرقمي ونحن ننكب على تطوير الحياة البرلمانية بكل معانيها. فكل التطورات النابعة من القمة والتي سبقت الإشارة إليها من شأنها إعطائها دفع حقيقي لتطور الحياة السياسية في بداية هذا العصر.