خولة الوحيشي موظفة بوكالة النهوض بالإستثمارات الفلاحية بحي الخضراء متحصلة على شهادة جامعية في علوم المكتبات والتوثيق والأرشيف توفيت يوم 9 فيفري الفارط في ظروف غامضة وظل موتها مشكوكا فيه خاصة من طرف أفراد عائلتها رغم أن بعض المعطيات المتوفرة ترجح فرضية انتحارها... وهنا يقول خالها:" ابنة شقيقتي كانت تقوم بواجباتها الدينية وظروفها المادية جيدة ولا يمكنها أن تنتحر... ليس هنالك دوافع حتى تقدم على وضع حد لحياتها بتلك الطريقة البشعة فمشكلتها الوحيدة أنها تعمل منذ 8 سنوات دون أن تسوى وضعيتها المهنية" جثة غير محترقة ولاحظ محدثنا أن المكان الذي وجدت فيه ميتة ليس ببعيد عن مكان عملها أما عمها فرجّح أن إمكانية تحويل وجهتها من قبل شخص يعمل معها مشيرا إلى أن والدة الضحية أخبرته أنها عاينت جثة ابنتها ولاحظت أن شعرها لم يحترق وكذلك كامل جسمها. حرقة واتهامات ولمعرفة أكثر تفاصيل عن ملابسات الحادثة اتصلنا بوالدة الهالكة خولة فحدثتنا بكل حرقة وألم قائلة:" لقد كانت ابنتي بارة بي وبوالدها ولم يكن لديها أعداء كما أن حياتها الزوجية كان يسودها التفاهم وأمورها المادية جيدة". وأكدت السيدة محبوبة أن إبنتها لا يمكنها أن تنتحر وأن آياد خفية لا بل مكشوفة وراء هذه الجريمة التي هزت كيان كافة أسرتها وأن المنفذين لهذه الجريمة استغلوا الثورة التي قام بها الشعب التونسي والتي شهدت انفلاتا أمنيا وخططوا لجريمتهم البشعة ثم نفذوها دون الشعور بأي ذنب. وأشارت الأم الى أن ابنتها اتصلت بها يوم الواقعة وأخبرتها أنها ستتوجه الى العمل وستعتصم صحبة زملائها للمطالبة بتسوية الوضعيات المهنية المهمشة. مضيفة:"ابنتي كانت دائما تشكو من مسؤول بالوكالة وكذلك من موظفة أخرى كانا دائما يختلقان لها المشاكل ويهددانها بالطرد وبقطع مورد رزقها وكانا يسمعانها دائما كلاما جارحا كما أخبرتني ذات مرة أن لديها وثائق خاصة بالأرشيف تدين هذا المسؤول بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية وأنها ستحمل تلك الوثائق وستكشفها الى وسائل الإعلام المرئية خلال الإعتصام وستفضح المسؤول والموظفة المذكورين" . وأضافت:" لقد فتحت الصندوق الذي كان يحتوي على جثة فلذة كبدي لأعاينها فاكتشفت وجود إصابتين الأولى بمؤخرة الرأس والثانية في أسفل الكتفين بالإضافة الى وجود آثار طفيفة لحروق ولاحظت كذلك حمرة في عينيها يرجح أنها ناجمة عن رشها بالغاز المشل للحركة ". وختمت الام بالقول:" أطلب من العدالة أن تأخذ مجراها وأملنا أنا ووالدها كبير في القضاء التونسي لكشف الحقيقة."