بعد معاناة كبيرة في الأراضي الليبية تمكن كل من اللاعب السابق للنادي الإفريقي والملعب التونسي جمال رحومة المحترف بنادي الأخضر الليبي والمهاجم السابق للإتحاد المنستيري ماهر الحناشي الذي تحصل في الأشهر القليلة الماضية على الجنسية الليبية بعد التحاقه بفريق الإتحاد الليبي من العودة الى أرض الوطن مع عائلتيهما سالمين... حول ساعات الرعب والخوف التي عاشاها هناك تحدثا ل «لصباح»... البداية كانت مع جمال رحومة الذي قال» كنت أقيم مع زوجتي وابنتي في مدينة البيضاء يوجد بها نادي الأخضر الليبي...لكن بعد أن أجرينا مقابلة ودية ضد فريق المريخ السوداني الذي كان يقيم حينها تربصا بليبيا بدأت الأجواء تتعكر شيأ فشيئا حيث تعرضت الحافلة المقلة للفريق السوداني الى رشق بالحجارة من طرف الجمهور الذي واكب هذا اللقاء وامتدت مظاهر العنف الى خارج الملعب ومنه الى كامل المدينة ومع تواصل المظاهرات التي نتج عنها سقوط العديد من القتلى أصبحنا نعيش حالة من الرعب وبت أفكر قبل كل شيء في توفير الحماية لزوجتي وابنتي فاتصلت بالمسؤولين في الفريق وطلبت منهم مساعدتي على مغادرة البلاد الى حين تهدأ الأوضاع وفي الأثناء كنت على إتصال يومي مع طارق ثابت الذي يدرب فريق الأهلي ببنغازي إضافة الى اللاعبين صابر خليفة ومهدي نصيرة المنتمين لنفس الفريق والمدرب سمير شمام والمعد البدني نجيب الفتوحي واتفقنا أن نرحل جميعنا مع عائلاتنا طبعا عن طريق منطقة السلوم بالحدود المصرية باعتبارها أقرب نقطة فقطعنا مسافة 700 كلم وعند وصولنا أمتطينا حافلة كانت قد خصصتها السلطات المصرية للاجئين وقطعنا مسافة 700 كلم أخرى الى القاهرة وبمساعدة السفارة التونسية عدنا جوا الى أرض الوطن حقا عشنا لحظات لا تنسى وخاصة عند سماع طلقات الرصاص التي كان تأثيرها سيء على نفسية إبنتي الصغيرة.» وحول مستقبله الرياضي والمستحقات المالية مع فريق الأخضر الليبي قال جمال». قبل هذا أحمد الله على الفرار بجلدي مع أسرتي سالمين.. لقد تسلمت منذ إمضائي العقد منحة الإمضاء المقدرة بموسم واحد باعتبار أن عقدي سينتهي في جوان 2011 ولم يبق بذمتهم سوى أجرة شهرين... أما بالنسبة للمستقبل فإنني سأدرس بعض العروض المحلية وربما أخوض تجربة احتراف أخرى خارج الوطن وبالتحديد في أوكرانيا». زميله ماهر الحناشي قال « قبل أن تسوء الأوضاع في العاصمة طرابلس أشعرت مسؤولي فريقي الإتحاد الليبي بنيتي في العودة الى تونس صحبة زوجتي وصهري وقد تفهموا وضعي وانطلقت في القيام بالإجراءات اللازمة ونظرا لعجزهم على الحجز لي على متن الخطوط الليبية فقد تكفلت عائلتي في تونس بذلك وحجزوا لي بالخطوط التونسية وكانت الأمور تسير بصفة عادية لكن بعد أن ألقى سيف الإسلام القذافي تلك الكلمة التي حرض فيها شعبه على التونسيين والمصريين واتهمنا أنناكنا المتسببين في إثارة الفتنة في ليبيا تغيرت معاملة بعض الليبيين تجاهنا خاصة في مدينة طرابلس وأصبحنا نتعرض الى معاملة سيئة من طرف أعوان الشرطة والمنتمين للجان الشعبية حيث قضيت صحبة عدد كبير من التونسيين يومين كاملين في مطار طرابلس وكنا ننام على الأرض وقد كان هاجسنا الأول هو توفير الحماية للنساء والأطفال الذين أصيبوا بالتهاب...كانت بحق مشاهد مؤلمة تلك التي عشتها في المطار ففي الوقت الذي يتتالي فيه توافد الطائرات المصرية لنقل رعاياهم بمعدل 12 رحلة يوميا كانت تطل طائرة أوطائرتان تابعة للخطوط التونسية في اليوم...على كل أحمد الله الذي نجانا من العذاب والتشرد «في بلاد الناس».