يقيمون ليلا ونهارا في خيام نصبت للغرض أمام مقر وزارة التربية لمدة شهر و نصف الشهرتقريبا.... هم 42 معتصما من مختلف ولايات الجمهورية تباينت مواقفهم و آراؤهم واختلفت أعمارهم و اختصاصاتهم ولكن جمعهم مطلب واحد و رغبة أكيدة هي الاندماج في الحياة المهنية. لم يملوا و لم يسأموا و لم تقف تقلبات الطقس عائقا أمام رغبتهم بل زادتهم عزما وإصرارا على تحقيق مرادهم... دخلوا في إضراب جوع لمدة 8 أيام ثم علق بسبب شعلة أمل ان الوزارة تفهّمت مطالبهم ... يشتكون غياب وسائل الإعلام المرئية كما يشتكون لامبالاة سلطة الإشراف و تجاهلها لهم على حد تعبيرهم. و لعل الأسئلة التي تطرح بشدة هي : ما سبب بقائهم كل هذا الوقت سيما أن وزير التربية كان قد عقد لقاء صحفيا حسم فيه الجدال؟ و هل أن الوزارة تجاهلتهم فعلاعلى امتداد شهر و نصف ؟ نجوى الكوكي (34 سنة من ولاية بنزرت) متحصلة على الأستاذية في التاريخ منذ 2005 , تقول إن سنها يحتم على سلطة الإشراف أن تيسر اندماجها في الحياة المهنية لا أن تغلق باب الحوار و التفاوض مع المعتصمين سيما أن غالبيتهم ممن طالت بطالتهم. أما أنور (34 سنة من ولاية سيدي بوزيد و متحصل على الأستاذية في الرياضيات منذ 2007 ) فيستغرب من صمت الوزارة و تجاهلها لهم طيلة مدة إقامتهم. و يلتمس من سلطة الإشراف أن تبعث بجهاز ينظر في وضعيتهم استنادا إلى أنهم يعيشون أوضاعا اجتماعية هشة. و تتذمر دليلة بالحاج سالم (أستاذية في العربية) من الظروف السيئة التي اجبروا على تحمّلها من ذلك سوء التغذية وطبيعة المكان . و لئن تثمّن الندوة الصحفية التي قام بها وزير التربية نظرا لاستجابتها لبعض المطالب فإنها تتساءل هل أن الإجراءات المعلن عنها ستشملهم في ظل وجود 150 ألف عاطل عن العمل من حاملي الشهائد العليا؟ و رغم أن سيف الدين المسعودي يعتبر حديث العهد في ميدان البطالة استنادا إلى أن سنة 2010 كانت سنة حصوله على الأستاذية في الانقليزية, فانه يعيب على الهياكل المعنية أن ينحصر اهتمامها على من طالت بطالتهم إذ لا يجوز وفقا لما أدلى به أن ينتظر 10 سنوات لتتم عملية انتدابه. من جهة أخرى يرجو نبيل الزايري (أستاذية في علوم الحياة و الأرض) من سلطة الإشراف ايجاد حلول جذرية ترضي جميع الأطراف سيما أن حالتهم تستدعي التدخل العاجل اعتبارا إلى أن غالبيتهم يعيشون أوضاعا اجتماعية صعبة و اندماجهم في سوق الشغل من شانه أن يضمن كرامة العيش لهم. وعبّر غالبية من تحدثنا إليهم عن رغبتهم الجامحة في ممارسة اختصاص اختاروه دون سواه و عدم استسلامهم أو حتى مجرد التفكيرفي تعليق الإضراب رغم تجاهل سلطة الإشراف لهم مشيرين إلى أنهم سيدخلون في إضراب جوع ثان إذا انتهجت معهم الوزارة ذات الطريقة في التعامل . الوزارة توضح و لدى اتصالنا بوزارة التربية لمعرفة سبب رفض الوزارة سماع مطالب المعتصمين فان مصدرا مسؤولا من الوزارة فنّد"للصباح" بشدة ما تناقلوه. و أورد أن البعض منهم شارك في البرنامج التلفزي الذي خصص لبطالة أصحاب الشهادات الجامعية فضلا عن أن البعض منهم التقى بالوزير وبرئيس الديوان و بعض إطارات الوزارة عديد المرات. و استنكر المصدر بشدة تجاهلهم لذلك مشيرا إلى أن مطلبهم الأساسي هو التشغيل الفوري. ورغم انه أولوية من أولويات العمل الحكومي الا ان ذلك لن يتحقق عبر الاعتصام اذ لا يجوز الانتداب تحت الضغط سيما ان الندوة الصحفية التي عقدها الوزيركان وقعها ايجابيا على العاطلين من أصحاب الشهائد الجامعية. منال حرزي