البريقة - بنغازي (وكالات) واصلت كتائب العقيد معمر القذافي أمس قصفها لمدينة مصراتة بالدبابات وصواريخ «غراد»، في وقت اتهمتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» باستخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا ضد المدنيين هناك الأمر الذي أكده العديد من سكان هذه المدينة المحاصرة والواقعة في الغرب الليبي وسارعت إلى نفيه سلطات طرابلس، في حين كشفت مصادر إعلامية عن قيام القذافي بتجنيد تلاميذ المدارس للقتال في الخطوط الأمامية بمعركته لإستعادة مصراتة. في هذه الأثناء، استمر الثوار الليبيون في إحراز تقدم في ميادين القتال في شرق ليبيا حيث أفادت الأنباء أمس عن تمكنهم من فرض سيطرتهم على شرقي البريقة، بعدما نجحوا أول أمس في استعادة بلدة أجدابيا. وفي اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء «رويترز» أمس، قال المعارض الليبي عبد الباسط أبو مزيرق إن قوات القذافي هاجمت مصراته، التي تواصل الكتائب حصارها الخانق، بمائة صاروخ غراد على الأقل في وقت مبكر من صباح أمس. وجاء هذا القصف في وقت اتهمت فيه منظمة «هيومن رايتس ووتش» القوات الموالية للقذافي باستخدام قنابل عنقودية في مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار الليبيون. وقالت المنظمة في بيان لها إن القوات الحكومية أطلقت قنابل عنقودية على مناطق سكنية في مدينة مصراتة، «معرضة المدنيين لخطر جسيم». يشار إلى أن القنابل العنقودية يمكن أن تطلق من مدافع أو صواريخ فتنثر قنابل صغيرة في منطقة شاسعة، وهي غالبا لا تنفجر على الفور، وربما تنفجر بعد انتهاء الصراع لتقتل أو تبتر الأطراف. وقد تم تحريمها دوليا في الاتفاقية الخاصة بالذخائر العنقودية، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2010. تجنيد أطفال ولم تتوقف انتهاكات نظام العقيد معمر القذافي عند هذا الحد بل تجاوزته إلى تجنيد تلاميذ المدارس ومنهم من لم يتجاوز سنهم ال15 عاما، في الخطوط الأمامية بمعركته لإستعادة بلدة مصراته، وفقا لتصريحات هولاء «المجندين» لدى اعتقالهم من قبل الثوار. ونقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية أمس في هذا السياق عن عدد منهم قولهم إنهم تعرضوا للخديعة حيث أخبروا بأنهم سيذهبون للمشاركة في تدريبات، ولدى بلوغهم الجبهة الأمامية منحوا بنادق وتعرضوا للتهديد بإطلاق النار عليهم في حال محاولاته التراجع أو الفرار. الثوار في البريقة في الأثناء، استعاد الثوار الليبيون السيطرة أمس على شرقي مدينة البريقة النفطية التي استولت عليها قوات القذافي قبل نحو أسبوع. وقال مراسلون صحافيون أن الثوار قاموا بتحصين مواقعهم في مدينة أجدابيا قبل انطلاقهم غربا إلى البريقة، مشيرين إلى أن بعض القوافل العسكرية بدأت مغادرة أجدابيا باتجاه البريقة للانضمام إلى قوات الثوار التي تقوم بتمشيط شرقي المدينة بعد اشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. نقص ذخيرة في خضم هذه التطورات، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن مسؤولين أمريكيين وفي حلف الناتو قولهم إنه بعد أقل من شهر على بدء الهجمات على قوات القذافي بدأ الحلف يعاني من نقص في القذائف عالية الدقة، وهو ما يكشف القدرة المحدودة لبريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى على الاستمرار في القتال ولو لفترة قصيرة نسبيا من الزمن. وقالت الصحيفة إن هذا النقص -إلى جانب العدد المحدود من الطائرات المتاحة- زاد من الشكوك التي تساور بعض المسؤولين بشأن ما إن كانت الولاياتالمتحدة ستستمر في تجنب العودة إلى الحملة الجوية إذا أصر الزعيم الليبي معمر القذافي على البقاء في السلطة لعدة أشهر أخرى. إلا أن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية قال لنفس الصحيفة إنه يتوقع أن تعلن دول أخرى في الأيام القليلة المقبلة أنها ستسهم بطائرات مزودة بذخيرة موجهة بالليزر. وكانت الدول الست التي تشن هجمات جوية بقيادة بريطانيا وفرنسا، لم توفق في اجتماع برلين في إقناع أعضاء آخرين من الحلف للانضمام إليهم.