شهدت مدينة سليانة أول أمس الثلاثاء أحداثا مؤسفة وذلك بعد أن تطورت الحركة الاحتجاجية للمطالبة بتنحي بعض المسؤولين وايجاد حلول لمشاكل البطالة وغياب الاستثمارت في الجهة الى أعمال شغب وتخريب وحرق طالت العديد من المؤسسات والمنشات العمومية. بداية الاحداث حسب ما أكدته مصادر نقابية فإن الحركة الاحتجاجية كانت طبيعة ولم تشبها اية مظاهر للعنف حيث توجه المحتجون الى مقر الولاية لمطالبة والي الجهة بتنحية المعتمد الاول ومسؤولين اخرين. وانتقد المحتجون أمام مقر الولاية هؤلاء المسؤولين واعتبروهم غير جديرين بثقة أهالي الجهة بسبب المماطلة وعدم تعاطي السلط الجهوية مع ملفاتهم بجدية، وهو ما استدعى القائم بحراسة مقر الولاية وهو عقيد في الجيش ووحداته بالتدخل بالطرق السلمية لتهدئة الخواطر والتشاور مع الوالي حول مطالب المحتجين وهو ما تم فعلا حيث أفضى الى اعلان الوالي مغادرة المعتمد الاول لمقر الولاية وانتظار ماسيتم اقراره بخصوص المطالب الاخرى لاحقا. بداية المنعرج وحسب مصدر نقابي في الاتحاد الجهوي بسليانة فإن المنعرج بدأ بعد ان مضى وقت طويل لانتظار المحتجين للقرارات عندها تدخلت أطراف مجهولة وبدأت بعملية حرق الاطارات المطاطية أمام مقر الولاية الى جانب الهتافات التى تنادى بإبعاد المسؤولين وتطورت الاحداث بسرعة حيث تحول عدد كبير من المحتجين الى مقر القباضة المالية المحاذية للولاية وعمدوا إلى إتلاف الوثائق بالاضافة الى عمليات تخريب لوكالة مزود خدمات الاتصال "تونيزيانا" . وفي هذا الاطار أكد مسؤول أمني بمنطقة الامن الوطني بسليانة ان الحركة الاحتجاجية تحولت الى عمليات حرق وتخريب طالت العديد من المؤسسات العمومية والخاصة . واضاف مصدرنا ان الخسائر المادية كبيرة حيث تم الاضرار بمقر بلدية المكان والقباضة المالية التابعة للبلدية وحرق مركزي أمن سليانةالمدينة ومركز الشرطة العدلية بالاضافة الى حرق 5 سيارات أمنية و3 دراجات نارية تابعة لمنطقة الامن الوطني كما لم تسلم الوثائق الادارية حيث تم اتلافها بالكامل. وعن الاجراءات المتخذة أوضح ذات المصدر أن السلط الامنية سارعت الى اتخاذ تدابير واجراءات ضد كل من ثبت تورطه في اعمال الشغب والتخريب مؤكدا بان عدد الموقوفين تجاوز 20 موقوفا تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة وهم الان على ذمة التحقيق بمقرادارة الشرطة العدلية بتونس . مع العلم ان"الصباح" حاولت الاتصال بمسؤولين في ولاية سليانة لكن تعذر علينا ذلك نظرا لعدم تواجد اي مسؤول في مقر الولاية لاسباب أمنية. ونقلا عن شهود عيان فقد اطلقت الوحدات الامنية الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين . ومن جهته استنكر الاتحاد الجهوي للشغل والمنظمات والجمعيات الحقوقية الاحداث الاخيرة التى شهدتها الولاية، وأصدر الاتحاد في هذا السياق بيانا يندد فيه بهذه الأحداث.