في بادرة غيرمسبوقة قام رجل الأعمال المعروف الشاذلي بوجمعة بطرح بيان سمّاه "نداء المواطن الشاذلي بوجمعة من أجل تونس" على الشارع التونسي للتوقيع علية بالموافقة في صورة الاقتناع بما ورد فيه. والشاذلي بوجمعة هو حفيد عبد الرحمان مامي، الطبيب الخاصّ للباي الذي اغتالته اليد الحمراء لأنه عارض الباي في مجاراته لفرنسا.. وقد تحصّلت "الأسبوعي" على نسخة من هذا النداء تقول فيه المجموعة التي طرحته للاستفء إن حق الاختلاف خوّل لها الخروج عن صمتها وإبداء رأيها تجاه التجاذبات بين الحكومة والأحزاب والمجتمع المدني والمناداة بإلغاء انتخابات المجلس التأسيسي؛ والسبب أنه يمكن الاكتفاء بتعديلات دستورية لن تكلّفنا لا الجهد ولا الوقت. فما يعلمه الكثيرون ويتعمدون تجاهله هوأن المجلس الدستوري سيكلّفنا حوالي 55 مليارولن يلبّي استحقاقاتنا العاجلة التي هي التشغيل وتلبية الحاجيات الأساسية للمواطنين بل سنعيش صراعا حزبيا وزعاماتيا لن يجدي في شيء الشعب. «كما تضمّن النداء المطالبة بالتخلّي عن الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة. وسبب هذا المطلب حسب تفسيرأصحابه هو أن هذه الهيئة لا تمثّل كل الشعب التونسي و أنه «بان بالكاشف» أن عملها يتمحور حول المشادات الكلامية اليومية..ويذكرأن النداء أورد مطلبا عاجلا وهو التسريع باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية الى جانب إلغاء انتخابات التأسيسي. منية
في ظل ازدياد التكتلات أحزاب التجمع على استعداد للتحالف في ظل بداية تبلور تحالفات بعض الأحزاب بما يخدم مصالحها في انتخابات المجلس التاسيسي كثرت التساؤلات بشأن مدى استعداد الأحزاب التي ولدت من رحم التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل التي تشمل أساسا الحزب الحر الدستوري الديمقراطي وحزب الوطن وحزب المبادرة الى الدخول في تكتل يدعم حظوظها في الانتخابات المقبلة وإشعاعها في المشهد السياسي . وللوقوف على حقيقة المواقف قال الأستاذ فيصل التريكي:عضو الحزب الحر الدستوري الديمقراطي التونسي الذي يستعد حزبه لعقد ندوة صحفية هذا الأسبوع يكشف خلالها برنامج عمله ل»الأسبوعي» ان حزبه يتعامل مع كل الأحزاب التي تبدو قريبة منه في برامجها وأطروحاته وخصوصا تلك التي تشمل في صفوفها دستوريين وليس له أي تحفظات على أي حزب مهما كانت توجهاته . وحول مدى تقبل الحزب الحرالدستوري الديمقراطي التونسي للتجمعيين قال: «نحن نتعامل مع الجميع ولا تؤثرعلينا سمعة الجمع لأن لنا قيادة تاريخية دستورية وهي رمز من الرموزالوطنية متمثلة في شخص المناضل عبد المجيد شاكرالذي كان واحدا من مقاومي الحركة التحريرية حيث حكم عليه بالسجن والمنفى وقت الاستعماروهوأحد القادة الذين ساهموا في بناء الدولة الحديثة الى جانب الزعيم الحبيب بورقيبة ».وشدد التريكي ان مرجعية حزبه دستورية بحتة وله برنامج حديث يوطد الديمقراطية وشعاره الوحيد الولاء لتونس والسيادة للشعب. ولئن لم تخف ريم المورالي عضوة الهيئة التاسيسية لحزب المبادرة نية الحزب في التحالف مع بعض الأحزاب بشرط اساسي هو تكريس مبادئء الجمهورية وتقارب التوجهات والأفكار فانها شددت على ان موضوع التحالف مع الأحزاب التي ولدت من رحم التجمع لم يطرح بعد لكنه يظل قابلا للدرس. وتابعت: «المرحلة الحساسة التي تمربها بلادنا تستدعي تكاثف جهود كل الأحزاب لإيصالها الى برالأمان وأيادينا ممدودة الى كل حزب يؤمن بمبادئ الجمهورية وقيمها وبمبادئ الحداثة بما من شأنه توحيد كل الجهود من أجل إنجاح الثورة. واذا توفرت هذه الشروط في الأحزاب التجمعية فمرحبا بها خاصة اننا ننتمي الى نفس العائلة والمرجعية الإصلاحية الدستورية البورقيبية». ويبدو ان الأيام المقبلة قد تحول الأقوال الى أفعال لتجسيد تحالفات قوية بين هذه الأحزاب التي ما تزال في الوقت الراهن بصدد ترتيب أوراقها وضبط برامجها وتركيزفروعها . محمد صالح الربعاوي