في جنازة خاشعة مثقلة بمشاعر الذهول والحرقة، شيّعت جموع غفيرة من مواطني حي الخضراء بأحوازمدينة سيدي بوزيد قبل أيام جثمان المأسوف على شبابه أيمن الجلالي البالغ من العمر 24 سنة والذي توفي إثر جريمة جدّت وقائعها بأحد الفضاءات الترفيهية الواقعة بين نابل والحمامات عندما كان يقوم بحراسته أثناء اللّيل. وقد تمكن أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بنابل بعد يومين من وقوع الجريمة من إماطة اللثام حول تفاصيلها، حيث ألقوا القبض على ثلاثة أنفارفي مرحلة اولى قبل أن يوقفوا المشتبه به الرئيسي بعد أيام إضافة إلى حجزهم كامل المسروق المتمثل في أربعة دراجات نارية رباعية الدفع(كواد) بعد العثور عليها ملقاة على قارعة الطريق بجهتي تازركة وعين كميشة. وبحثا عن المزيد من المعطيات تحولت»الأسبوعي» إلى منزل عائلة الضحية الكائن بحي الخضراء بمدينة سيدي بوزيد...هناك كان الحزن سيد الموقف..لا أحد من أقارب المأسوف عليه أو أصدقائه صدق ما حصل.. الكل في حالة صدمة.. الكل في حالة ذهول.. الكل يبكي ويتحسرعلى رحيل شاب «لا عملت إيدو ولا ساقو».. عائلة الهالك واستنادا إلى ما تضمنته أقوال شهود عيان قالت أنه وفي صبيحة اليوم الموالي للجريمة جاء العامل الثاني بالفضاء الترفيهي تعويض زميله أيمن في الحراسة فوجده سابحا في بركة من الدماء وهو فاقد للوعي وبجانبه قطعة آجر من الحجم الكبيروعلى هذا الأساس قام بإعلام صاحب المشروع السياحي بحيثيات الواقعة الذي سارع بدوره إلى إبلاغ أعوان الحرس الوطني والحماية المدنية الذين حلوا على عين المكان وقاموا بنقل أيمن إلى مستشفى محمد الطاهر المعموري بنابل حيث احتفظ به. أسباب الوفاة ورغم العناية الفائقة التي خصّه بها الإطار الطبي على أمل إنقاذ حياته فإنه ما لبث أن لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أربعة أيام من الاحتفاظ به بغرفة الإنعاش حيث أثبت تقرير الطبيب الشرعي بعد فحص الجثة أن وفاة الشاب ناجمة عن تلقيه إصابة بليغة الخطورة على مستوى الرأس وتحديدا أسفل الأذن تسببت في حصول نزيف دموي حاد مما أدخل الهالك في غيبوبة تامة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وقد تكفل أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بنابل بالتحقيق في الملابسات والظروف المحيطة بالجريمة وقد تمكنوا من القبض على المظنون فيهم الأربعة وحجزالمسروق كاملا والمتمثل مثلما ذكرنا في أربع دراجات نارية رباعية الدفع. درس في المعالجة التنموية والأمنية والد الهالك طالب بالقصاص حتّى يكون المجرمون عبرة لكل من تحدثه نفسه الأمّارة بالسوء بإزهاق أرواح الناس بلا ذنب وبلا دوافع مشروعة و مبرّرة ، مؤكدا في هذا السياق أنّ ابنه أيمن كان ضحية ظلمين لا ثالث لهما... ظلم اجتماعي نشأ فيه نتيجة سياسات التهميش والإقصاء التي تعرضت لها المناطق الداخلية إبان حكم المخلوع، وظلم أراده حلاّ غادر من أجله مسقط رأسه باتجاه الوطن القبلي فلقي حتفه على أيدي عصابة استغلت الظروف الأمنية الراهنة التي تعيشها البلاد وهو درس في المعالجة التنموية يدفع أصحاب القرارللتفكير بجدية في مصير شباب المناطق المحرومة إذ من الضروري حتى نجنبه المزالق والمصير المجهول أن تخلق له مواطن رزق قارة تحفظ كرامته و لا تجعله عرضة للانحرافات والأخطاء، كما أنّه درس في المعالجة الأمنية فالبلاد تحتاج إلى المزيد من أعوان الأمن حتّى يشعر المواطن بأنه محفوظ ومؤمن على حياته و ممتلكاته. صابر المكشر