خلال محاكمة المخلوع وزوجته أمس التقت «الصباح» بالإعلامي المصري وائل الأبراشي فذكر أنه قدم من مصر ليحضر محاكمة المخلوع على اعتبار أن مصر تستعد أيضا لمحاكمة رئيسها المخلوع محمد حسني مبارك وأضاف «وجدت نفس الإحساس سواء في تونس أو في مصر فهناك شكوك في جدية المحاكمات وهناك انطباع يؤكد أن المحاكمة أخذت شكلا مسرحيا لتهدئة الرأي العام فقط فالوضع متشابه في البلدين وبالنسبة لمحاكمة الرئيس التونسي السابق هناك عدم ثقة وهناك مؤشرات تدل على وجود تستر على الفاسدين والقتلة ولكن في كل الأحوال سنترك المجال للتفاؤل وربما ستكون الجلسة الأولى لمحاكمة المخلوع هي أول جلسة يحاكم فيها رئيس عربي سابق رغم أنه غير موجود داخل القفص ولكننا أمام حالة هي الأولى من نوعها ونريد أن نشعر في الجلسات القادمة سواء بالنسبة لمحاكمة بن علي أو مبارك أن الثورة نجحت في الإطاحة بالنظامين وأنه لا يوجد أي تستر على القتلة والفاسدين». وأكد الأبراشي أن ما يحدث اليوم هو حالة فريدة من نوعها ولكن الفرق أن مبارك موجود داخل التراب المصري وبن علي خارج التراب التونسي ولاحظ الأبراشي أن المحاكمة لن تؤدي إلى شيء طالما أن بن علي وأسرته فروا خارج الأراضي التونسية وأضاف يقول «أعتقد أن هذه المحاكمة فشلت في امتصاص غضب الشعب التونسي ولا بد أن يكون هناك ضغط سياسي وشعبي لإحضار بن علي.
مجرد مسرحية
ورأى الأستاذ محمد الهادي العبيدي المحامي أن ما يحدث «مسرحية شارك فيها عميد المحامين وكذبة كبرى» مضيفا أن الأحزاب التفت على الثورة وساهمت بشكل فظيع في الثورة المضادة وأضاف يقول «الحكومة المؤقتة لم تثر القضية الأم المتعلقة بالتجسس لفائدة إسرائيل والتآمر على أمن الدولة وكان الأحرى بها أن تولي هذه القضية الأهمية التي تستحق.» وأما الأستاذ محمد عبو فلاحظ أن الإجراءات في هذه المحاكمة عادية و»المخلوع» سيحاكم غيابيا وليس للمحامين المكلفين بالدفاع عنه الحق في المرافعة وإنما الإكتفاء بتسجيل حضورهم وأما بالنسبة للتسخير فهو وجوبي ويتم عن طريق رئيس الفرع وتعيين أكثر من محام للدفاع عن «المخلوع» دليل على أهمية القضية وكذلك هي عبارة عن رسالة تؤكد بأن المحاكمة عادلة والمخلوع متهم مثله مثل أي متهم آخر إذا ثبتت إدانته فسيدان. وأضاف الأستاذ عبو أنه «قبل 14 جانفي هناك بعض المحامين الذين دافعوا عنه بشراسة وأنا أقول لهم أين أنتم اليوم». ويوضح الأستاذ عبو «إن هناك قضية مهمة جدا وهي قضية سمير الفرياني حيث كان من المفروض أن يفتح فيها بحث تحقيقي للكشف عن العناصر المتورطة والتي مازالت إلى اليوم تمارس نفوذها وسلطتها. وخلال المحاكمة حضر مروان الشاب الذي ادعى أنه ابن «المخلوع» وفي حديث ل»الصباح» ذكر أن محاكمة بن علي مجرد تمثيلية للحد من غضب الشعب وقال «أريد أن يعدم في الساحة التي أسماها 7 نوفمبر». وعبر بعض المواطنين عن استيائهم من المحاكمة حيث رأى سمير الدبوسي أن «المحاكمة هي سياسة هروب إلى الأمام من قبل الحكومة المؤقتة ونحن نريد محاكمة النظام الذي كان يحكم به بن علي والذي ما زال قائما إلى حد الآن». وأما نضال الرويسي فرأى أنه من باب الأحرى والأولى محاكمة المجرمين الذين مازالوا يمرحون في البلاد ونحن نطالب بمحاكمة عادلة وبجلب المخلوع محميا ولن نتشفى فيه المهم أن تكون محاكمة عادلة». وأما ربح فقالت «نريد محاكمته علنا ونريد من السلط بذل مجهود أكبر لجلبه من السعودية لأنه أخطأ في حق الشعب التونسي ويجب أن يحاسب».