رغم ان اضراب اعوان نقل تونس يوم 9 اوت الجاري مازال محل تذمر واستهجان مستعملي وسائل النقل العمومي فان اضرابا جزئيا آ خر جاء ليفاقم الغضب الشعبي ازاء ماآل اليه قطاع النقل من تسيب وازدراء بمصالح البلاد والعباد. هذا الاضراب قرره سواق وقباض حافلات خط 23 بمختلف اصنافه عشية السبت الماضي 13 اوت الجاري في حدود منتصف النهار تضامنا مع زميل لهم تعرض للعنف من قبل عسكري حسب قولهم... واشترطوا فك الاضراب بنيل زميلهم حقه كما قالوا لان شكواه لم تؤخذ بعين الاعتبار في احد مراكز الشرطة كما ادعواعرفنا هذا بعدان استفسر احد المواطنين رئيس المحطة عن سبب عدم انطلاق اي حافلة من حافلات خط 23 طيلة اكثر من ساعتين وكانت الساعة وقتها تشير الى الثالثة الا ربعا فسرد عليه رئيس المحطة "قصة" تضامن السواق والقباض مع زميلهم وماان علم مستعملو حافلات خط 23 وعددهم المائتي شخص تقريبا حتى اندفعوا نحو رئيس المحطة الذي وجد نفسه بين مطرقة زملائه وسندان المسافرين وفي الاثناء قام احد الاعوان خطيبا - وان كان لباسه لايدل على ذلك معلنا الاصرار على الاضراب حتى ينال زميلهم حقه وكانت ردود فعل المسافرين متباينة فمنهم من اتهم بعض اعوان الشركة بالانانية وتغليب مصلحتهم على مصلحة المجموعة شق آخر من المسافرين اكد ان من يدعو للاضراب في هذه الظروف هو من بقايا النظام السابق جمع آخر دعا الىالتعقل وترك الخلاف بين العسكري وعون الشركة ياخذ مجراه طبق القانون الذي يجب ان يكون فوق الجميع لكن مالفت النظر مانادى به بعضهم "باحتلال " مستودعات الشركة عند شن اي اضراب مستقبلا مادامت الامور اصبحت " كل واحد ياخذ حقو بايدو " قائلين ماذنبنا بعد ان نسدد معاليم تنقلنا سواء سنويا او شهريا او اسبوعيا نفاجا بين الحين والاخر باضراب اعوان النقل بينما طالب احدهم بالغاء الدعم عن شركة النقل وتوزيعه على من جراياتهم تقل عن الالف دينار وفتح المجال للقطاع الخاص ليزول احتكار النقل الذي لم يعد مقبولا في عصر الاقتصاد الحر حسب قولهم. وفي خضم هذه التجاذبات اتفق المسافرون على منع خروج اي حافلة من حافلات الخطوط الاخرى وهي 90 و91 و92 و8 4و410 وفعلا تم منع الحافلات من الخروج من المحطة الا بعد فك اضراب خطوط 23 وامام هذا التصرف وبسعي من رئيس المحطة وبالرجوع الى منطق التعقل التحق الاعوان بحافلاتهم. هذه الحادثة تطرح سؤالا حارقا وخطيرا في نفس الوقت الى اين نحن سائرون وهل اصبحت الفوضى والتسيب ومنطق القوة هي القاعدة والقانون والانضباط هما الاستثناء سؤال نطرح ونامل ان تجيب عنه النقابات ووزارة النقل.