أطلق الدكتور نجيب خروف الأخصائي في علاج المسنين صيحة فزع بسبب ما وصفه بتردي الخدمات الصحية الموجهة لكبار السن.. وقال في لقاء به إن المسنين في تونس ويتجاوز عددهم المليون، لا يتلقون العلاج المطلوب للعديد من الأمراض التي تنخر أجسادهم نظرا لأن الصندوق الوطني للتأمين على المرض لا يتكفل بتغطية تكاليف العلاج والأدوية والعمليات الجراحية.. لكن في المقابل أكدت مصادر الصندوق الوطني للتأمين على المرض على أن جل الأمراض التي يعاني منها المسن متكفل بها. ضحالة
قال الدكتور خروف إن كبار السن وخاصة المتقاعدين يساهمون بقسط هام في تمويل "الكنام" لكن الخدمات الصحية المقدمة لهم ضحلة.. وقدم محدثنا أمثلة عن الأمراض التي لا يتكفل بها الصندوق رغم أنها تصيب عددا كبيرا من المسنين ومن بين هذه الأمراض القرح في المعدة. وذكر الدكتور أن الصندوق لا يتكفل بتغطية هذا المرض رغم أن علاجه مكلف.. كما أن السقف السنوي للعلاج لا يكفي حتى لتمتيع المريض بالمداواة مدة شهرين فقط.. ونفس الشأن ينطبق على مرض سرطان البروستات حينما يكون الورم متقدم ولا يسمح للمريض بالتبول.. والغريب ان الصندوق يغطي المرض حينما يكون الورم صغيرا لكنه لا يفعل ذلك حينما يتطور الورم. كما لا يغطي الصندوق الأزمات الحادة.. فعندما يصاب المريض بجلطة في المخ ويمكن أن تتسبب في وفاته، لا يأخذها الكنام بعين الاعتبار. ويمكن أن تسبب الجلطة في المخ شللا نصفيا ورغم ذلك لا يتمتع المريض بالتغطية الكاملة ويساهم ببعض حصص العلاج الطبيعي فقط. ومن الأمثلة الأخرى التي قدمها الدكتور خروف تعرض المسن لكسر في أعلى الساق ويتكلف علاجه نحو خمسة آلاف دينار لكن التغطية لا تتعدى 1400 دينار.. ونفس الأمر ينطبق على مرض القبض إذ أن الصندوق لا يغطي نفقات الأدوية.. وأضاف الدكتور خروف :" نظرا لمخاطر مرض السّكري على المسن.. يحتاج هذا الأخير إلى القيام باختبارات لمعرفة نسبة السكري في الدم وبالتالي يحتاج إلى استعمال شرائط معدة لهذا الغرض ويبلغ ثمنها نحو 25 دينار لكن الكنام لا يتكفل بها.. كما أن المسن حينما يمرض بالمفاصل لا يسترجع كل المصاريف.. وحينما يصاب بالزهايمر لا يتكفل الصندوق بعلاجه". ودعا محدثنا إلى ضرورة مراجعة نظام التأمين على المرض مراجعة كلية وطالب الصندوق الوطني للتضامن الاجتماعي والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية بتوخي الشفافية اللازمة في المحاسبات وبتقديم معطيات ضافية ودقيقة عن قيمة الاقتطاعات التي يساهم بها المواطن لتمويل نظام التأمين على المرض.. كما دعا إلى تطهير قطاع الصحة من السماسرة والانتباه لمخاطر اللّوبيات الصيدلية..
أمراض ثقيلة ومزمنة
وفي المقابل تشير مصادر الصندوق الوطني للتأمين عن المرض إلى أن جل أمراض المسنين يتكفل بها الصندوق.. فالمسن على حد تأكيده عادة ما يعاني من أمراض ثقيلة أو مزمنة وهي مدرجة في قائمة الامراض التي يتكفل بها الصندوق آليا.. وتتمثل هذه الأمراض في السكري المحتاج للأنسولين أو غير المحتاج واستحالة تعديله بالنظام الغذائي فحسب واضطرابات الغدة الدرقية والأمراض النخامية واعتلالات الغدد فوق الكلوية وارتفاع ضغط الدم الشديد وأمراض القلب الوراثية والصمامات وقصور القلب واختلالات نظم القلب واعتلالات الشرايين التاجية وتعكراتها والتهاب الوريد ومرض السل الناشط والقصور التنفسي المزمن. كما يغطي الصندوق التصلب اللوحي المتعدد والصرع والشلل الإرتعاشي والذهان والعصاب والقصور الكلوي المزمن والتهابات الوراثية المزمنة أي التهابات المفاصل المزمنة والاختلالات الذاتية للمناعة والأورام الخبيثة وسرطانات الدم والالتهابات المزمنة للمعي والتهابات الكبد المزمنة وتليث الكبد والقصور الكبدي والزرق واللزاج المخاطي.