تجاوزت نسبة المسنين في تونس 10٪ من مجموع السكان وتشير الاحصائيات الى ارتفاع هذه النسبة لتصل حوالي 15٪ سنة 2020. وبمناسبة الاحتفال باليوم العربي للمسنين حاولت «الشروق» رصد انطباعات الشارع التونسي حول هذه الفئة العمرية ومكانتها داخل المجتمع وكيف نتكفل برعايتهم ونقدم لهم الخدمات الصحية؟ وقد أجمع الشارع التونسي على القيمة الرمزية والمعنوية للمسنين بوصفهم رافدا لتماسك الأسرة والمجتمع. فالسيد طارق خزراوي ذكر أن الكبار في السن ضحّوا بحياتهم في سبيل توفير متطلبات الحياة ويجب التعامل معهم من منطلق أنهم مصدر شورة وتقديم النصيحة للاستفادة من تجربتهم الطويلة في الحياة. وأوضح السيد عبد اللّه السهيلي: «تبقى مكانة الأب أو الجدّ عالية فالكبار في السن رمز للتضحية ومازالت سلطتهم حاضرة ونستأنس بآرائهم كلما لزم الأمر». كما يؤكد السيد محمود عبد الباري: «بدأت نظرة المجتمع تتغير للمسنين بسبب بروز عدّة معطيات اقتصادية واجتماعية ولكن قيمتهم كأفراد خاصة بالوسط الريفي والمدن الداخلية بقيت محفوظة». وعن سبل وطُرق مساعدتهم وتسهيل اندماجهم داخل الأسرة قال السيد عزالدين العريبي: «يجب أن نحرص على متابعة حالته الصحية خطوة بخطوة لانتشاله من خطر الأمراض المزمنة. ونتكفل برعايته دون إذلاله». السيد عدنان الشيخ أشار: «غالبا بعد التقاعد يشعر المسن بالفراغ، ويجب على أفراد الأسرة مساعدته وتحسيسه بأن دوره لم ينته وبأن مكانته لم تهتز». وينصح العديد من الاخصائيين بضرورة حث المسنين على الانخراط في الجمعيات الثقافية والترفيهية للتلاقي والتواصل وفك العزلة وأن نجعل لهم مكانا بارزا وأن نعلم الأبناء والأحفاد احترامهم ونساعدهم على تحمل مشاق ومصاعب الشيخوخة». رضا بركة «الكنام» يفتح فروعه للمسنّين ورفض تغطية «الزهايمر» أهم شواغل هذه الفئة تونس (الشروق): احتفالا باليوم العربي للمسنين فتحت صباح أمس بتونس مختلف مراكز صندوق التأمين على المرض «الكنام» أبوابها لتقديم خدماتها لحرفائها من هذه الفئة العمرية. وفي زيارة لفرع صندوق التأمين على المرض وسط العاصمة أثار بعض المسنين بعض الشواغل التي تعكر مزاجهم منها عدم اعتراف صندوق التأمين على المرض بتغطية بعض الأمراض التي تثقل كاهلهم وتستنزف ميزانية أسرهم وتمثل عبءا عليهم. ومن بين هذه الأمراض «الزهايمر» في حين تطرق البعض الآخر الى تعقّد الاجراءات الادارية في بعض الفروع وصعوبة التنقل خاصة وأن الكبار في السن يعانون من مشاكل صحية تعيقهم عن التنقل. وقد حملت «الشروق» مختلف هذه الشواغل للسيد الحبيب الهمامي المدير الجهوي للصندوق الوطني للتأمين على المرض، فرع تونس (1) الذي قال: «نحرص على تقديم خدمات تتماشى مع متطلبات العصر ومع طبيعة الحرفاء المسنّين الذين نوفر لهم عناية خاصة». كما أن بعث مركز لمعالجة مرض «الزهايمر» بمستشفى الرازي بمنوبة وهو الاول من نوعه على المستوى العربي والافريقي يعتبر مكسبا هاما وبتركيزه سنتجاوز مشكلة تغطية هذا النوع من المرض وتخفيف الحمل على ميزانية العائلات التونسية. وأوضح السيد مهدي بن عثمان (موظف بصندوق التأمين على المرض) أن الكبار في السن بحكم كثرة ترددهم وتواترهم على فروع الصندوق أكثر الفئات العمرية استيعابا للمنظومات العلاجية وفهما لاجراءاتها الادارية وأصبحوا خبراء مقارنة ببعض الحرفاء الصغار في السن. كما كشف السيد المنصف المعروفي (موظف) أن طريقة التعامل مع المسنين تختلف عن الحرفاء الآخرين وفي مثل هذا اليوم التضامني حرصنا على التواجد وتقديم الخدمات لهم وإهدائهم الورود أيضا في ذلك أكثر من معنى.