تعيش مدينة سيدي بوزيد هذه الأيام على وقع مسيرات سلمية حاشدة تواصلت وتيرتها بنسق تصاعدي خاصة بعد رفض السلط القضائية الإفراج عن خمسة شبان تمّ إيقافهم منذ 17 جويلية الماضي على خلفية مشاركتهم في تظاهرة ليلية مناهضة للحكومة المؤقتة وتطالب بالاستحقاقات التنموية وجعل الجهة قطبا نشيطا في مستوى النمو والتشغيل وتفعيل تدخّل الدولة لتقوم بدورها تجاه هذه المنطقة الداخلية المهمشة والمحرومة لإكسابها المزيد من مقومات التنمية الذاتية. ولكن هذه الحركة الإحتجاجية سرعان ما حادت عن طابعها السلمي لتتحول إلى أحداث شغب إثر استشهاد الطفل " ثابت حجلاوي" البالغ من العمر 14 سنة برصاصة طائشة أطلقها أحد عناصر الجيش المتواجد ساحة حصول الواقعة أمام مقر الهيئة الفرعية المستقلة للإنتتخابات بسيدي بوزيد وعلى هذا الأساس طالب المتظاهرون أثناء وقفاتهم الاحتجاجية المستمرة داخل قصر العدالة بضرورة فتح تحقيق جدّي ومسؤول في ملابسات الحادثة وإحالة المسؤول عن وفاة الطفل على المحكمة العسكرية كما رفع المشاركون لافتات وشعارات تنادي باستقلالية الجهاز القضائي واستئصال رموز الفساد الذين أتاحوا الفرصة للمجرمين والمذنبين في حق الشعب للإفلات من العقاب والمساءلة القانونية. إلى ذلك وتبعا لتمادي وزارة التربية في نهجها الإلتفافي على الثورة والإمعان في تثبيت التجمعيين في مواقع حسّاسة صلب المؤسسات التربوية في مسعى مفضوح للإبقاء على النظام البائد وجّه أعضاء نقابة التعليم الأساسي بسيدي بوزيد خلال الاجتماع المنعقد بدار الإتحاد الجهوي للشغل برقية إلى وزير التربية تسلمت "الصباح " نسخة منها جاء بمحتواها أنّ النقابة ترفض رفضا قاطعا تسمية الشريف البوعزيزي مندوبا للتربية وعدم استعدادها للتعامل معه كما حمّل باعثو البرقية وزارة الإشراف مسؤولية ما ينجرّ عن ذلك من تداعيات واستهتارها باستحقاقات الثورة ومن أهمها تطهير الإدارة من أذناب التجمّع.