عبر بعض أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة عن رفضهم للمقترح الذي تقدم به الباجي قائد السبسي الوزير الأول في الحكومة المؤقتة خلال خطابه يوم أمس بإعداد الهيئة لقائمة في رموز الفساد خلال النظام السابق، وذلك في جلسة قصيرة للهيئة انعقدت يوم امس لمدة قصيرة قبل رفعها لقلة عدد الحضور. واستغرب العدد القليل من الأعضاء الذين تدخلوا في النقاش المقترح الذي تقدم به الوزير الأول وأكدوا على صعوبة تمكن الهيئة من اعداد القائمة المطلوبة لعدم توفر صفة الاختصاص فيها، وطالب بعضهم بأن تتولى الدوائر القضائية المختصة مهمة جلب الفاسدين واستنطاقهم وفتح ابحاث ضدهم. وكان في الحسبان ان يتم خلال جلسة أمس التي ترأستها السيدة لطيفة لخضر نائبة رئيس الهيئة المصادقة على مرسوم الجمعيات ومناقشة مشروع مرسوم يتعلق بحرية الاتصال السمعي البصري، لكن ضعف الحضور الذي لم يتجاوز ال40 عضوا لم يكن يسمح بمواصلة الجلسة مما دفع نائبة الرئيس إلى رفع الجلسة. واعلنت لطيفة لخضر أنه سيتم في جلسة الخميس المقبل تنظيم لقاء مع عمر بودربالة رئيس لجنة تقصي الحقائق حول التجاوزات، وارجاء النقاش حول مقترحات الحكومة والمصادقة على مرسوم الجمعيات إلى جلسة قادمة. وركز اعضاء الهيئة خلال مناقشة مرسوم الجمعيات على ضرورة مراقبة وتقنين التمويل الأجنبي للجمعيات الذي لا يقل خطورة عن اشكالية التمويل الأجنبي للأحزاب. وطالب بعض الأعضاء مثل أديب سودانة، وعبد السلام العرباوي بإحداث لجنة صلب الهيئة لمتابعة وضعية جرحى ومصابي الثورة والتنسيق مع لجنة تقصي الحقائق حول هذا الموضوع. واستنكر اعضاء من الهيئة انصراف معظم الجمعيات خاصة منها الناشئة بعد الثورة إلى صرف اموال طائلة لتنظيم ندوات وايام دراسية ودورات تكوينية في النزل الفخمة دون ان تلتفت إلى عائلات الشهداء والجرحى والمصابين خلال الثورة الذين يعانون الأمرين بسبب قلة ذات اليد وتدهور اوضاعهم المادية، فضلا عن تدهور احوالهم النفسية والمعنوية نتيجة بطء التحقيقات ومحاسبة مرتكبي قتلة الشهداء.. وقال نسيم الكافي أن عائلات الشهداء وجرحى الثورة يعانون من الاهمال، فيم انتقد اديب سودانة بشدة الجمعيات التي تصرف الملايين على الندوات والمآدب وتحصل على تمويلات مشبوهة، وضحايا الثورة يعانون من الفقر والتهميش.