كعادته وبنفس الدرجة من الحماس التي عرف بها منذ توليه منصبه بالحكومة الإنتقالية رحب السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة ترحيبا كبيرا بالحدث الهام وفق تسميته له، الحدث الذي يشهده المسرح الأثري بقرطاج في سهرة الغد. يتعلق الأمر بالعرض الفني المشترك التونسي الفرنسي الذي وحسب ما شدد عليه وزير الثقافة ليس مهرجانا وإنما تحية على طريقة المشاركين فيه إلى الثورة التونسية. كان ذلك خلال لقاء إعلامي التأم صباح أمس بمقر الوزارة بالقصبة وحضره السيد مهدي حواص وزير التجارة والسياحة والمدير العام لقناة فرنسا3 "فرانسوا قيلبو" الذي أعلن أن قدومه إلى تونس خلال اللقاء الإعلامي المذكور يحمل رمزية خاصة فقد أراد وهو الذي لن يتمكن من حضور العرض لأسباب تتعلق بالتزاماته المهنية حسب تأكيده، أراد أن يعبر بنفسه عن تأييده للمبادرة وأن يبارك بنفسه للتونسيين الثورة التي قال أنه شاهد أخبارها وأخبارالربيع العربي ككل على شاشاتنا. البادرة جاءت في بادئ الأمر من وزير الثقافة الفرنسي "فريديريك ميتيران" وتفاعلت قناة فرنسا3 معها وهي ستبث بالتوازي مع الوطنية1 العرض الذي يحمل عنوان نشيد الحرية والذي ينتظر أن يستغرق ساعة و25 دقيقة.
قناة تي في5 العالم ستبث أيضا السهرة وهو ما جعل الأطراف المشاركة تتوقع أن يحظى الحدث باهتمام دولي واسع خاصة وأن تونس وبفضل ثورتها الشعبية التي تلتها انتصارات أخرى بعدد من البلدان العربية أصبحت محل فضول في العالم وخاصة محل ترحيب. سيشارك عدد هام من نجوم الفن من تونس وفرنسا في السهرة وستكون المشاركات ثنائية (ديو) وهي تجمع عموما بين الطرفين التونسي والفرنسي. ومن بين الأسماء الفرنسية الشهيرة نذكر كل من "دجاين بركين "( ذات الأصل الإنقليزي ) و"باتريك فيوري "وآريال دومباسل " و"آنياس جاوي " وغيرهم أما بالنسبة للمشاركة التونسية فقد تم التركيز خلال عملية الإنتقاء وفق وزير الثقافة على الأسماء التي إما ساهمت مباشرة في الثورة أوقدمت أعمالا كان لها تاثيرها في الثورة. وقال في هذا الصدد: لقد ساهمت موسيقى "الراب " مثلا في الثورة ومن الطبيعي أن يقع تشريك نجوم الراب في هذا الحدث المشترك. ومن بين الأسماء التونسية التي دعيت للسهرة نذكر إذن كل من بانديرمان والجنرال ومنير الطرودي وآمال المثلوثي. قد يكون من المفيد الإشارة إلى حضورعدد من نجوم الفن ممن يكن لهم الجمهور التونسي احتراما خاصا. ومن بين هؤلاء رشيد طه. فوديل أيضا سيكون من بين الحضور إلى جانب اسماء أخرى. مع العلم وأن الفنان صلاح مصباح حضر اللقاء الإعلامي وعبرعما أسماه باقصائه من هذا الحدث العالمي مشيرا إلى أنه من بين الفنانين القلائل الذين صدعوا برأيهم قبل سقوط نظام بن علي وأنه دفع الثمن من خلال تعرضه للتعنيف والإيقاف.
صلاح مصباح يحتج
وزير الثقافة أجاب المتحدث بأنه أنصفه ببرمجة عروض له خلال المهرجانات أما بخصوص العرض بقرطاج فإنه ذكر بأن الأمر لا يتعلق بمهرجان أوبعرض فني حسب المفهوم الكلاسيكي وقال أن حضور كل فنان على المسرح سيكون خاطفا ولا يتجاوز دقائق قليلة. مع العلم وأنه سيتم بالمناسبة وعن طريق الفيديو تقديم شهادات مساندة للثورة التونسية من بينها شهادة لكلوديا كادرينال. وزيرالثقافة " فريديريك ميتران" سيقدم بدوره شهادته وصورة عن علاقة الصداقة التي تجمعه بالتونسيين. وزير التجارة والسياحة بين من جهته أن التونسيين اليوم بناة وأنه متفائل بمستقبل تونس المهم بالنسبة له قليل من الصبر لمعالجة المشاكل التي أصبحت بادية للعيان بشكل كبير منذ أن انفتحت بلادنا على الحرية موضحا أن عملية البناء في تونس اليوم لا تحظى بنفس المواكبة التي حظيت بها ما أسماها بأعمال التخريب. وتجدر الإشارة إلى أنه ورغم أن وزارتي الثقافة والتجارة والسياحة تشاركان في الحدث المذكور فإن تكاليف العرض والبث التلفزيوني لا تتحملها بلادنا وفق تأكيد السيد عز الدين باش شاوش الذي قال في هذا الصدد أن تونس ليس لها مثل هذه الإمكانيات (حوالي مليارين ونصف و60 طن من التجهيزات) ثم حتى ولو كانت لها هذه الإعتمادات فإنها حتما لن تصرفها على سهرة واحدة. "كل ما في الأمر أن الفرنسيين أرادوا أن يقدموا برهان محبة ودليل صداقة ونحن كتونسيين ومن الكاف إلى قابس ومن بنزرت إلى تطاوين في تقاليدنا إكرام الضيف" والكلام للسيد عز الدين باش شاوش.