ينتظر القائمون على الشأن الفلاحي في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها ثورة تونس أن يمثل "منتدى المتوسط الأخضر" الذي تحتضنه بلادنا من 28 إلى 30 سبتمبر منعرجا بارزا في طرق وآليات عقد مشاريع الشراكة الفلاحية بضوابط وقواعد الشفافية تقطع مع ما وصفه وزير الفلاحة والبيئة بالأساليب السابقة والمعاملات الملتوية الخاضعة لمعايير النفعية المجحفة وللرشاوي والدفع "تحت الطاولة".معلنا عن زوال مظاهر التعاملات المشوهة لصورة تونس قبل 14جانفي مؤكدا أهمية حسن توظيف رصيد الثقة والاحترام الذي تحظى به ثورة تونس وإحكام تثمينه في الفضاء المتوسطي. جاء هذا التدخل لدى إشراف الوزير مختار الجلالي أمس على ندوة صحفية لتسليط الأضواء على الحدث الفلاحي والاقتصادي الأبرز الذي تحتضنه تونس بعد الثورة من حيث بعده الإقليمي المتوسطي والأروبي وحجم المشاركات وتمثيلياتها ومشاريع الشراكة التي يوفرها هذا المنتدى الجامع على مدى ثلاثة أيام عديد الأطراف المعنية بالاستثمار الفلاحي والاتجار في المنتجات الفلاحية وبعث مشاريع شراكة لاسيما في قطاعات الخضر الطازجة والغلال وزيت الزيتون التي تتوفر لتونس طاقات إنتاج وافرة قابلة للتصدير وحسن استغلالها شريطة تجاوز عقبة تثمين المنتوج عبر تطوير آليات التعليب والتكييف التي تشكل نقطة ضعف المنظومة. ما يفترض تركيز الجهود مستقبلا على هذا الجانب. من جانبه نزّل أنطونيو فاليتشي ممثل الطرف الإيطالي المنظم لتظاهرة المتوسط الأخضر عقد المنتدى في إطار تفعيل التعاون والتبادل بين ضفتي المتوسط بحكم الجوار والتقارب في تقاليد الإنتاج وتقديرا لثورة تونس وكذلك في إطار النداء الذي كان توجه به الوزير الأول في الحكومة المؤقتة إلى أوروبا بدعوتها إلى الاستثمار في الديمقراطية. فهل يكون منتدى تونس لبنة أولى في دفع استقطاب الاستثمار الأجنبي ؟ خبراء مهنيون ومشاريع في البال تشير بطاقة تعريف التظاهرة الفلاحية إلى تأكد مشاركة 120مشاركا أجنبيا من كبار موردي وموزعي المنتجات الفلاحية بإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وتركيا وممثلي بعض الهيئات والمؤسسات الرسمية الدولية وضيوف من مصر والمغرب والجزائر إلى جانب ومهنيين وخبراء ومصدرين وفنيين يأمل الجميع أن تكلل بعقود برامج قابلة للتنفيذ والاستدامة. وستستأثر عديد المحاور بالاهتمام والتباحث منها طرح موضوع مسالك توزيع المنتجات الفلاحية بإيطاليا وتصدير المنتجات التونسية والسياسة الفلاحية بالمتوسط وجودة الخضر والغلال وزيت الزيتون ودور المراقبة والتصديق، إلى جانب غيرها من الملفات والمواضيع. وبالتوازي سيكتسي المنتدى بعدا تشاركيا من خلال تفعيل سوق إبرام العقود والاتفاقيات. ويأمل الناشطون في القطاع أن تكون الدورة الرابعة فرصة لتعزيز الروابط وعلاقات التبادل والتعاون الفلاحي مع أروبا وتشجيع المستثمرين الأجانب للانتصاب والاستثمار بتونس. وتنتظم التظاهرة بتنظيم وترويج من مجموعة إيطالية للنشر تصدر مجلة الأعمال "قرين ماد" متخصصة في نشر ثقافة التبادل والترويج للمنتجات الطازجة بالفضاء المتوسطي ومن الجانب التونسي يشارك في التنظيم عديد الأطراف والمؤسسات الفلاحية والناشطة في المجالات التجارية والصناعية وغيرها.. من أجل قاعدة تبادل لوجستيكي وعلاوة على دعم التبادل التجاري الفلاحي مع تونس يهدف المنتدى إلى تركيز قاعدة تبادل لوجستيكي تشع على كامل المتوسط. وباستفسار الصباح- وزير الفلاحة حول الأسباب التي أدت إلى اقتصار التعامل صلب المنتدى على قطاعات معينة تفتقد لوتيرة منتظمة في الإنتاج من قبيل الخضروات وزيت الزيتون والحال أنه توجد مجالات تبادل واعدة أكثر على غرار المنتجات السمكية واللحوم البيضاء...أشار الجلالي إلى أنّ الاشكال الأكبر في منظومة الإنتاج الفلاحي تكمن في اضطراب الانتاج من موسم لآخر لاعتبارات عدة منها ضعف التأطير الموجه للفلاحين ما ينعكس على نسق التبادل في سياق الحصص المتفق بشأنها مع الاتحاد الأروبي.