مع كل يوم جديد تزداد حمى استقطاب الناخبين بمختلف الطرق والوسائل حيث تسعى أحزاب عديدة الى ضمان الجزء الأكبرمن «الكعكة» ولو بأساليب غير مشروعة لا تتماشى مع مدونة السلوك والالتزام الأخلاقي بشكل يطرح الكثير من التساؤلات. ورغم حرص مختلف الجمعيات والمنظمات على محاصرة هذه الظاهرة فقد تفشت بأشكال متنوعة من توزيع الأموال الى المساعدات المسمومة والمغازلات المرفوضة التي أصبحت علنية ولا تحتاج الى براهين أوأدلة محاولة لشراء الذمم وهوما يتناقض مع آمالنا وطموحاتنا في تحقيق الانتقال الديمقراطي وفقا لما تنص عليه القوانين ومختلف النواميس. وقد أكد محمد كمال الغربي، رئيس مركز «مواطنة وديمقراطية» وعضو»ائتلاف أوفياء» ان الشأن السياسي أصبح الخبزاليومي لجميع التونسيين في ظل وجود 1600 قائمة بتونس و78 قائمة بالخارج مما يجعل الاهتمام بمسالة محاولات شراء ذمم أصوات الناخبين تشد الاهتمام . احترام مدونة السلوك وفضح التجاوزات وقد عمل المجتمع المدني على مقاومة مشكلة المال السياسي بالدعوة الى تنقيح ماجاء في المرسوم الانتخابي ذلك ان الفصل 61 كان يفترض ان كل ناخب غير قادر على القراءة والكتابة يمكنه اختيار ناخب ليعينه على عملية التصويت وهي عملية رأى البعض أنه يمكن أن تؤدي الى شراء أصوات الناخبين . وتم تنقيح هذا الفصل بحرص كبيرمن عديد الجمعيات وخاصة جمعية «عتيد» وائتلاف اوفياء الذي انتمي إليه لينص الفصل 61 جديد على أن التصويت شخصي.وأضاف: «لقد قدمنا عديد القضايا ضد بعض الأحزاب بشان محاولتها شراء ذمم الناس عن طريق المال السياسي ونحن كمجتمع مدني سنقوم بحملة توعوية وتحسيسية للمواطنين حتى لا يبيع أي كان صوته وسنعتمد على حافلة ومضخمات صوت ومناشير توزع على الناخبين في كل الدوائرالانتخابية عبرتراب الجمهورية . كما أننا سنعقد اجتماعات بحضورالناخبين والمترشحين ونطلب من المترشحين التعهد باحترام مدونة السلوك للأحزاب التي وضعتها الهيئة العليا للانتخابات من أجل إجراء انتخابات نظيفة «.وشدد رئيس مركز»مواطنة وديمقراطية» على رصد كل المحاولات التي تسعى إلى شراء أصوات الناخبين وتوثيقها وفضح مرتكبيها ؛ وقد أعددنا حملة لذلك عبر شبكة الفايسبوك بمشاركة كافة جمعيات المجتمع المدني. «صوتك غالي ما يتشراش» وقالت رئيسة رابطة الناخبات التونسيات بسمة السوداني أن عملية التحسيس والتوعية بالمخلفات السلبية لظاهرة الغش تأتي في أولويات الرابطة في هذا الوقت بالذات الذي يزداد فيه استقطاب الناخبين ولعل من أبرزأنواعه هو محاولة شراء الأصوات مستطردة بالقول: «سعيا إلى تجنب هذه السيناريوهات المحتملة رفعنا شعار :»صوتك غالي ما يتشراش بحتى ثمن» .وأثناء مختلف اجتماعاتنا في المناطق التي زرناها حرصنا على توجيه النصائح لمختلف الشرائح قصد التثبت ومحاولة معرفة القوائم في الدائرة التي ستصوت فيها مع حذرها من كل الأطراف التي يمكن ان تؤثر على اختياراتها وحتى زوجها يمكن ان «يشتري» صوتها بطرق متلفة ويعمد الى زرع قلة الثقة في نفسها؛ وهنا عليها ان تدافع عن أفكارها وهي من الأسس التي ندافع عليها في التثقيف الانتخابي . واذا كانت أغلب الأحزاب المحافظة أو الليبرالية والمعتدلة ترفع نفس الشعارات فإنه على المرأة ان تبحث عما يتماشى مع أفكارها .كما أوصينا كل النساء بعدم الذهاب وحيدات الى مراكز الاقتراع لأن المراة لما تجد صفا طويلا قد تجد من يؤثرعليها في آخر لحظة. إعانات مسمومة من جهته قال محمود الغزلاني الذي استقال منذ فترة الحزب الديمقراطي التقدمي وترشح الى الانتخابات ضمن قائمة مستقلة «إن قائمتنا المستقلة «شباب الثورة المدنية « ستتصدى لقائمات المال السياسي وشراء الذمم . وبعض الأحزاب غازلت تجار بومنديل وبعض المناطق الحيوية بالعاصمة ووعدوهم بتوفير محلات بعد الانتخابات . وفي القيروان حصلت بعض الممارسات المرفوضة من طرف بعض الأحزاب التي تسعى إلى الفوز في الانتخابات مهما كلفها ذلك من ممارسات أخلاقية قبل كل شيء . وهذه التجاوزات سجلت بعديد المناطق من الجمهورية وهوما يعني انه يتحتم الآن تكاثف كل الجهود وحرص الجميع على التصدي لهذه الظاهرة. واعترف عضو اللجنة الجهوية لحماية الثورة بالقصرين ساسي بوعلاقي بتوزيع بعض الأحزاب لمبالغ مالية متفاوتة بالجهة لشراء أصوات الناخبين كما سعت أحزب أخرى إلى توزيع إعانات مسمومة على المحتاجين والفقراء وهي ألاعيب أصبحت اليوم مكشوفة على حد تعبيره لتحقيق غايات سياسية .