علمنا أنه يعرض في القاعات الفرنسية بداية من يوم غد الأربعاء 21 سبتمبر الجاري الفيلم الوثائقي لنادية الفاني الذي كان موضوع جدل كبير بتونس. ويبدو أن الأحداث التي تلت عرض الفيلم بتونس حيث عمدت مجموعة إلى اقتحام قاعة الأفريكارت بالعاصمة وتسببت في أضرار مادية للقاعة بالإضافة إلى تعنيف بعض الحضور دفعت الموزعين الفرنسيين إلى اختيار عنوان جديد للفيلم وهو "لائكية إنشاء الله". وكانت نادية الفاني قد أكدت خلال العرض الأول لفيلمها "لائكية إنشاء الله" يوم السبت الفارط بباريس أمام جمهور غفير في إطار مهرجان ربيع السينما العربية أن الموزعين اختاروا لفيلمها عنوانا جديدا لأسباب تضع في الاعتبار بالأساس الحساسية التي قد يخلقها العنوان الأول لدى الجمهور المسلم في فرنسا وهو ما قد يخلق أزمة في الإقبال عليه. ويبدو أن الموزعين الفرنسيين قد توفقوا في اختيار عنوان فني وطريف لهذا الفيلم عوضا عن عنوانه السابق المستفز حيث يوحي اللفظان "اللائكية" و"إنشاء الله" بأن العلاقة ممكنة وهي ليست بالضرورة صدامية بين الإسلام واللائكية. أما على مستوى المضمون فقد لقي فيلم نادية الفاني انتقادات في تونس من عدة أطراف بما في ذلك اليساريين. وتكاد تجمع الآراء ومن بينها آراء الإعلاميين المهتمين بتونسوفرنسا على أن الفيلم لم يتعرض لجوهر اللائكية كقيمة وكنظام سياسي وفكري بل كان طرحه صداميا ومقاربته إملائية، وتعيب بعض الآراء على المخرجة أنها وضعت في الاعتبار تسويق صورتها أكثر من اهتمامها بالموضوع الذي ظل ثانويا مقارنة بحضورها الطاغي في الفيلم وهو ما جعل منه وجهة نظر شخصية أكثر من كونه بحثا في قضية بطريقة فنية وسينمائية موضوعية وعلمية.