باجة الصباح معمل " الكابل" التونسي بباجة شركة ذات إشراف تونسي وأصل ألماني تابعة بدورها لفرع منتصب في سيدي عبد العزيز بسوسة مختصة في صنع المكونات الإلكتروميكانيكية أي شركة مناولة إن صحت العبارة تنتصب بالمنطقة الصناعية بباجة الشمالية منذ جانفي 2008 لها فرعان متجاوران بنفس المنطقة بدأت بتشغيل حوالي 1200 عامل متنوعي الاختصاصات ( عملة وفنيون وإداريون) ثم انتهت هذه السنة إلى تشغيل أقل من 400 عامل بفرعيها يعملون وفق عقود مسترسلة دون تصنيف مهني ولا مراعاة للمقادير القانونية للمنح كمنحة النقل ومنحة السلة ومنحة العمل الليلي وفي غياب شبه تام لظروف الصحة والسلامة المهنية ودون توفر لباس الشغل المناسب مع عدم التمتع بالراحة السنوية. وبالرغم من كل ذلك حافظ العمال على المؤسسة على امتداد الأيام الصعبة منذ جانفي الفارط ولم ينقطعوا عن العمل ولا عن المطالبة بتحسين وضعهم المهني والمالي وخاصة الترسيم وتوصلوا إلى إبرام محضري عمل أولي وتكميلي في جلستي عمل بتاريخ 03 و17 مارس 2011 ("الصباح" تحتفظ بنسختين منهما ) تحت إشراف الاتحاد الجهوي للشغل بباجة وتفقدية الشغل والجامعة العامة للمعادن وممثلين عن الشركة وممثلين عن العمال تم فيهما الاتفاق على تجاوز النقائص المذكورة سابقا مع ضبط منحة عيد الأضحى وترشيد العقوبات وتفادي الغيابات المتكررة من قبل العمال والتزام الشركة بالتصريح بجميع الأجور لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي كما تم الاتفاق على ترسيم 120 عاملا وإطارا ممن تم انتدابهم منذ 2008 على دفعتين 60 بداية من غرة جويلية 2011 و60 بداية من شهر ديسمبر من نفس العام مع مدهم بقرارات الترسيم وبطاقات الخلاص متضمنة تصنيفهم المهني ومنحهم وأجورهم معدلة حسب ما تقتضيه الاتفاقية المشتركة القطاعية، غير أن الشركة تنكرت لكل وعودها وطالع مسؤول عماله بقوله " إلي عجبو عجبو وإلّي ما عجبوش ما عجبوش هذاكة الموجود ..." لذلك دخل جميع عمال الشركة في اعتصام منذ 22 سبتمبر الماضي واستنجدوا بجميع الأطراف المتدخلة والضامنة في الاتفاقية إلا أن صاحب الشركة اختار سياسة الهروب بل شرع في التخفيض من نسق العمل وأفرغ الفرع الثاني للشركة من العمال وأغلقه وضم عماله للفرع الأول في محاولة للي الذراع وعندما لم تنجح مساعيه انسحب وترك الشركة خالية من كل مراقبة لذلك أحضر العمال عدلا منفذا ليعاين الوضع وظلوا يحرسون الشركة بالتداول حرصا على سلامتها. وبعد محاولات متكررة من قبل السلط الجهوية تم الالتقاء بممثل الشركة في جلسة بالولاية يوم 28 سبتمبر المنقضي إلا أنه وبدلا من التحدث في صيغ تنفيذ الاتفاقات الحاصلة بينه وبين الأطراف التي أمضت المحضرين تحول الحديث إلى عرض الحالة المادية الصعبة التي تمر بها الشركة وضرورة تسريح عدد من العمال بل يتحدث البعض عن نية غلق المعمل نهائيا، ورغم تدخل تفقدية الشغل لحث العمال على تنفيذ طلبيات حرفاء الشركة مع تكفلها بضمان بعض التعويضات من جهتها في انتظار الحل المناسب فإن الأمور بقيت عالقة بين صمت أصحاب الشركة من ناحية وعدم وضوح القرار النهائي من ناحية أخرى ليستمر العمال مرابطين أمام مقر الشركة يحرسون الفضاء وينتظرون الفرج.