كنا مقتنعين من خلال لقاءاتنا المنتظمة مع اللاعب الدولي امير الحاج مسعود ان الفتى على درجة كبيرة من اللطف ودماثة الاخلاق وقد زادنا ما رأيناه وما سمعناه يوم امس اقتناعا بانه يعد من افضل ما يوجد على الساحة الرياضية ببلادنا فنيا واخلاقيا. تعاطف كبير في قفصة وعملية ناجحة جدا وفعلا وما كاد امير الحاج مسعود يتعرض الى الاصابة الحادة جدا والتي ادت الى فصل رصغ الساق عن الرجل واحداث ثقب في الجلد حتى تهيأ الطبيب المباشر له للقيام بالتدخلات العاجلة ورغم انه كان من المفروض ان يتلقى الاسعافات الضرورية باحدى المصحات بقفصة الا ان خطورة الاصابة واستحالة ارجاء التدخل الجراحي الى ساعتين او اكثر ادى الى القيام بالعملية الجراحية حتى لا تحصل مضاعفات تؤدي الى ما لا يحمد عقباه وخاصة وان بعض الاوعية تقطعت ولا بد من ارجاعها حتى تكون الدورة الدموية بالرجل عادية وحتى لا يحصل المكروه ومن حسن حظه وطيبة قلبه ان كللت العملية بالنجاح الكامل غادر على اثرها المصحة في الثامنة ليلا ليصل الى احدى المصحات بصفاقس في حدود الحادية عشرة والنصف ليلا تحت رعاية طبية مدققة باعتبار ان طبيب الجمعية الاستاذ الحبيب العش لازمه وحرص على اتخاذ كل الاجراءات اللازمة. شكرا لابناء قفصة ومن خلال زيارتنا يوم امس لامير الحاج مسعود عبر عن شكره العميق لاهالي قفصة وخص بالذكر والي الجهة الذي تابع العملية عن كثب ولم يغادر المصحة الا بعد خروجه من غرفة العمليات الى جانب العديد من الشخصيات الرياضية واللاعبين من القوافل والنادي الصفاقسي واثنى على الاطار الطبي الذي نجح نجاحا باهرا في القيام بالعملية الدقيقة على احسن وجه حيث اثبت الفحص الاشعاعي صباح امس ان كل شيء على احسن ما يرام وان امير الحاج مسعود سيغادر اليوم المصحة ليقضي العيد الى جانب اهله وخلانه. اقبال وقد فوجئنا خلال الفترة التي قضيناها بجانبه في المصحة بتوافد الحشود الضخمة جدا على الغرفة التي يقيم بها سواء من افراد عائلته بجبنيانة وجرجيس او من صفاقس حيث سجلنا مجيء مئات الاحباء والانصار والمسؤولين والممرنين واللاعبين وقد سعدنا جدا بطاقة تحمل الحاج مسعود اذ رغم نزول الدموع من مقلة اقاربه والكثير من اصدقائه فانه حافظ على هدوئه وتوازنه ولم يذرف ولو دمعة واحدة متحليا بالصبر الذي سيكون عاملا اساسيا في شفائه على قواعد سليمة وفي اقرب وقت ممكن لانه بالصبر والارادة يمكن للمرء تجاوز المحن. ليست مقصودة وسألناه عن الاصابة فقال انها بلغت من الحدة ما ادى بالاستاذ الحبيب العش الى الحزم في الابان بحتمية الاسراع بي الى المصحة ومع ذلك اكد ان خليفة البناني لم يقصد البتة الاعتداء عليّ وان ما حصل داخل في قوانين اللعبة واضاف قائلا: «انه قضاء وقدر والتعاطف الذي حظيت به سيساعدني على الصمود وسيكون احسن مواساة لي في هذا الظرف، وقد شاطره الاستاذ الحبيب العش لكنه كان منفعلا الى ابعد الحدود وقال بصرف النظر عن كل شيء ومع اقتناعنا بان عنصر التعمد غائب فانه لا يعقل ان تصل الرياضة التونسية الى هذا الحد وقد اطلق صيحة فزع للتصدي الى العنف حتى لا تتفاقم الظاهرة في نهاية الموسم حين تصبح المقابلات مصيرية وحتى لا نخسر المزيد من الكفاءات وحتى لا يذهب الكثير من اللاعبين ضحايا ويحرموا من استغلال امكانياتهم لفائدتهم ولفائدة المنتخب الوطني بوجه عام.