على إثر العملية الجراحية التي خضع لها في بداية الأسبوع الماضي حرصت «الصريح» على زيارة حمادي العڤربي في منزله للاطمئنان على صحته، العڤربي استقبلنا بابتسامته المعهودة وحدثنا عن الظروف التي عاشها جراء المشكل الصحي الذي عانى منه فلنتابع الحديث الذي أجريناه معه : في البداية ماهي الأسباب التي أدت إلى خضوعك لعملية جراحية؟ منذ فترة شعرت ببعض الأوجاع والآلام على مستوى الرقبة ثم بدأت أحوالي تتعكر شيئا فشيئا حتى أنني أصبحت أشعر بصعوبة في التحرك والتنقل من مكان إلى مكان، وقد حاول طبيبي معالجتي بواسطة بعض الأدوية وركنت كذلك إلى الراحة لكن في آخر الأمر استوجبت حالتي الخضوع إلى عملية جراحية.. والحمد لله أن هذه العملية كللت بالنجاح وأنا أشعر أن صحتي في تحسن وبدأت أتجاوز هذه «الغصرة» التي عشتها. ماهي أسباب هذا المشكل الصحي الذي تعرضت له؟ يبدو أنه ناتج عن إصابة قديمة في العمود الفقري تعرضت لها سنة 1967 عندما كنت أنشط في فريق الأصاغر للنادي الصفاقسي، وقد استوجبت تلك الاصابة خضوعي للعلاج لفترة مطولة على يدي الدكتور القصاب في تونس وبعض الأطباء المختصين في فرنسا ويوغسلافيا.. وبفضل الرعاية التي لقيتها من أسرة النادي الصفاقسي ومن الأطباء آنذاك تمكنت من مواصلة مسيرتي كلاعب كرة قدم... لكن بمجرد بلوغي سنّ الستين اضطررت للخضوع للعملية الأخيرة على رقبتي نتيجة مخلفات الإصابة المذكورة... لقد هرمنا! في حديث جمعنا بك قبل أسابيع كنت تبدو متخوّفا من إجراء هذه العملية! هذا صحيح لأن العملية كانت دقيقة وحساسة لكن إيماني بالله وثقتي الكبيرة في الدكتور محمد العموص والدكتور رياض السوسي جعلاني أرضخ للأمر الواقع وأقبل فكرة الخضوع لعملية جراحية حتى أتخلص من المعاناة التي عشتها بسبب الآلام والأوجاع الشديدة، وبهذه المناسبة أودّ أن أشكر الدكتور محمد العموص والدكتور رياض السوسي على مجهوداتهم الكبيرة والعناية الفائقة التي لقيتها من قبلهم..كما لابد كذلك من التعبير عن امتناني للأستاذ محمد الحبيب العش طبيب النادي الصفاقسي والدكتور رضا المكوّر والإطار الصحي بمصحة «العالية» الذين لم يدّخروا جهدا من أجل السهر على صحتي وسلامتي والتخفيف من معاناتي. وهل قام مسؤولو النادي الصفاقسي بالواجب؟ عديد المسيّرين الحاليّين والسابقين كانوا بجانبي منذ أن دخلت المصحة وأخص بالذكر رئيس الهيئة المديرة الحالية نوفل الزحاف والرئيس الأسبق للنادي صلاح الدين الزحاف اللذين تحوّلا إلى المصحة بمجرد علمها بأنني سأخضع إلى عملية جراحية... وهنا لابد لي من الاشادة والتنويه بوقوف نوفل الزحاف إلى جانبي وتعاطفه معي تماما مثلما فعل والده المرحوم التوفيق الزحاف إلى جانبي وتعاطفه معي تماما مثلما فعل والده المرحوم التوفيق الزحاف الذي كان خير سند لي عندما عانيت من بعض المشاكل الصحية خلال مسيرتي كلاعب. وحتى نلتقي أنا أشعر في الواقع بالنخوة والاعتزاز لانتمائي للنادي الصفاقسي ولحملي لزيّ الفريق الوطني وقد تأكد لديّ بعد هذه المحنة التي عشتها أن محبة الناس واحترامهم وتقديرهم لي هي أفضل من مال قارون وأنها خير مكسب لي جنيته من انتمائي ل«السي آس آس» والمنتخب.