لا يكاد يمرّ يوم دون الإعلان عن حادث مرور يسجل حالات وفاة لعدد كبير من الأشخاص، أحيانا يلقوا مصرعهم في حادث واحد في مناطق متفرقة من البلاد وخاصة بالمناطق السوداء كالطرق السريعة ومفترقات الطرقات الضيقة وغيرها. أرقام ونسب حوادث الطرقات وإن سجلت انخفاضا مقارنة بسنة 2010 إلا أنها تبعث على القلق والحيرة في ظل الظروف التي تشهدها البلاد من انفلاتات متعددة شملت الطريق سواء كان من قبل السائق أوالمترجل، فأصبح الشارع التونسي يشهد تجاوزات وسلوكات غير لائقة من عنف لفظي وأحيانا جسدي، ومن سرعة فائقة وعدم احترام الأولوية وخرق الضوء الأحمر والسير في الإتجاه المعاكس والوقوف بالسيارة في مستوى ثالث على قارعة الطريق إلى جانب السياقة في حالة سكر وغيرها من السلوكات. فقد قفزت نسب حوادث الطرقات، وحسب إحصائيات المرصد الوطني للمرور، من 6.22 % في شهر جانفي 2011 إلى 13.37 % في شهر سبتمبر من نفس السنة خلفت أكثر من 14 % من مجمل القتلى لهذه السنة والبالغ عددهم 1112 قتيلا، كما تسببت في جرح 13.27 % من الجرحى الفائق عددهم التسعة آلاف شخصا.
نقاط سوداء
وتجدر الإشارة إلى أن الأرقام شهدت ارتفاعا خلال شهر جويلية وأوت وسبتمبر بشكل متدرج فسُجلت أعلى النسب من حيث الحوادث بولايات تونس (24.55 %)، بن عروس ( 9.9 %) وصفاقس (7.24 %)، أما بالنسبة للقتلى فسجلت أعلى النسب بكل من ولاية صفاقس (10.43 %)، مدنين (8 %) ونابل (7.37 %). وتأتي السيارات الخفيفة في المرتبة الأولى كسبب للحادث بنسبة قاربت 68 % وأكثر وسائل النقل متسببة في ارتفاع عدد القتلى بحوالي 60 % وعدد الجرحى بنسبة نازهت 74 %، أما المترجل فيأتي في المرتبة الثانية من حيث مساهمته في الحوادث بنسبة بلغت 39 %. وفي الأسابيع الأخيرة لم تخلو صفحات الجرائد أو نشرات الأنباء التلفزية والإذاعية من أخبار الحوادث الطريق الخطيرة والقاتلة منها الناتجة عن مخالفات السرعة بالنسبة للسيارات وشق الطريق دون انتباه بالنسبة للمترجلين وعدم احترام قواعد المرور بالنسبة للدراجات النارية ذهب ضحيتها العديد من الأشخاص، فتعددت الأسباب واختلفت، إلا أن وسائل الوقاية تبقى جهود مضمونة النتائج إذا ما عمل الجميع على تطبيقها.
تغيير العقليات
وتبقى النقاط السوداء أكبر الإشكاليات والعوائق على مستوى الطريق، فكما عرّفها المرصد الوطني للمرور، فإن النقطة السوداء تعني "جزء من الطريق (على مسافة 850 مترا) جدت به 10حوادث خطيرة نتج عنها 10 ضحايا (قتلى أو جروح بليغة) وذلك خلال فترة 5 سنوات"، وبالتالي فان الجهود متواصلة فتم خلال الخماسية 2006/2010 إحصاء عدد 163 نقطة سوداء وقع توجيهها إلى المصالح المعنية بوزارة التجهيز لتقع معالجتها معالجتها بصفة تدريجية.
اختراق الضوء
وإن وقع التركيز على الجانب التوعوي سواء من خلال التحسيس الإذاعي والتلفزي والصحفي والميداني والإرساليات القصيرة إلى جانب إعداد 7 مناظرات في مجال الوقاية من حوادث الطرقات شملت المجالات متعددة مثل الصور والمشاهد، الومضات والأعمال التلفزية، الومضات الإذاعية، الأعمال الإذاعية الأعمال الصحفية، الإرساليات القصيرة، فإن كل هذه المساعي تبقى عالقة إذا ما لم تتغير العقليات ويسعى كل طرف إلى احترام قانون السير بالطرقات التي عززت بتجهيزات حديثة في مجال المراقبة الميدانية حيث تم في هذا المجال اعتماد المراقبة الآلية لمخالفات الإفراط في السرعة بواسطة الرادار الآلي 12 رادارا آليا تم تركيزها بأهم محاورالطرقات منذ سنة 2010. كما يجري تجربة جهاز رادار جديد (Radar Feu rouge) خاص بمراقبة مخالفة اختراق الضوء الأحمر بأحد المفترقات بالمنزه السادس وذلك إلى غاية شهر ديسمبر 2011، ويعمل هذا الرادار بطريقة كاميرا كمبيوتر تلتقط السيارة في خط أول على مستوى عمود الأضواء وصورة ثانية على مستوى الخط الثاني بحساب مترين ونصف بعد عمود الأضواء.