تونس-الصباح: تحصد بعض الطرقات عشرات الأرواح سنويا جراء حوادث مرورية قاتلة تسجل فيها بصفة متكررة وأحيانا في المكان ذاته، إلى درجة أن هذه الطرقات أصبحت شبحا يخيف سائقي السيارات والمترجلين بسبب مشاهد الحوادث والقتلى والجرحي التي باتت مألوفة لديهم في ذلك المكان. وتبين إحصائيات صادرة عن الادارة العامة للحرس الوطني حول حوادث المرور للسنة الفارطة وجود طرقات في بعض الولايات تشهد وبشكل مستمر وقوع حوادث مرور وسقوط عدد كبير من القتلى يجعلها دائما في صدارة الترتيب على غرار ولايات مدنين(139 قتيلا) وصفاقس (164قتيلا) ونابل(126 قتيلا) والقيروان (112 قتيلا) وسوسة (110 قتلى) وتونس(100 قتيل). وتسجل هذه الولايات الست بمفردها نصف عدد ضحايا حوادث المرور الذي بلغ السنة الفارطة 1530 قتيلا. نسبة عالية نذكر على سبيل المثال بعض الطرقات وسط العاصمة باتت تعرف بارتفاع عدد حوادت المرور على غرار طريق 9 أفريل وطريق المرسى وطريق بنزرت... كما توجد عديد الطرقات داخل الجمهورية تشهد نسبا عالية من الحوادث فوفقا لإحصائيات حوادث المرور خلال السنة الفارطة نجد أن الطريق الوطنية رقم واحد التي تمتد من تونس العاصمة إلى بن قردان سجلت خلال السنة الفارطة 165 قتيلا منهم 56 قتيلا سقطوا جراء حوادث سجلت على مستوى ولاية مدنين. ومن مجموع 67 قتيلا سقطوا السنة الفارطة على الطريق الوطنية رقم 2 نجد 32 منهم توفوا على مستوى ولاية القيروان.وسقط 34 قتيلا على الطريق الوطنية رقم 12 منهم 18 قتيلا على مستوى ولاية القيروان... تعتبر الطرقات التي تسجل حوادث مرور متكررة في نظر وزارة التجهيز نقاطا سوداء ،وبدأ الحديث عن هذه النقاط السوداء منذ سنة 2003 وإلى غاية السنة قبل الفارطة ضمت خارطة توزيع المناطق السوداء التي تسجل فيها نسب حوادث طرقات مرتفعة حوالي 218 نقطة تتطلب تدخلات لمزيد التعهد بها قصد الحدّ من عدد الحوادث فيها... نقاط سوداء وتعد نقطة سوداء كل منطقة يسجل فيها 10 حوادث على طول 850م على مدى 5 سنوات ووفقا لهذا التصنيف تتوزع النقاط السوداء التي تم إحصاؤها منذ سنة 2003 وإلى غاية سنة 2007 على حوالي 19 ولاية تحتل من بينها نابل المرتبة الأولى باحتوائها على 49 نقطة سوداء تليها بن عروس ب32 نقطة سوداء ثم صفاقس ب23 نقطة سوداء ثم سوسة ب20 نقطة ثم بنزرت ب18 نقطة سوداء ثم منوبة ب16 نقطة تليها القيروان ب10 نقاط... فإذا كانت هذه النقاط السوداء معروفة لدى الجهات المعنية وتؤكد الإحصائيات الرسمية ضلوعها في تسجيل خسائر كبيرة من الأرواح البشرية فلماذا لا يقع التدخل للقضاء عليها؟ تقول مصادر وزارة التجهيز أن إيجاد حلول مجدية لموضوع الحوادث في النقاط السوداء يتطلب تمويلات ضخمة بالنظر إلى حجم التدخلات المطلوبة التي تصل أحيانا إلى ضرورة تغيير مسار الطريق بأكمله. وكمثال عن بعض الطرقات التي تتطلب تمويلات كبيرة نجد الطريق الرئيسية رقم 1 بين حمام الأنف وبرج السدرية التي تتطلب 15 مليارا لتعهد النقاط السوداء فيها... يعد هذا المبرر منطقيا إلى حد ما في بعض الحالات غير أن بعض الطرقات التي تسجل حوادث مرور بشكل مستمر قد لا تتطلب تمويلات ضخمة بل تحتاج إلى بعض التدخلات الطفيفة من قبيل تركيز المزيد من الاشارات الضوئية والممرات الخاصة بالمترجلين وإعادة تنظيم حركة المرور وتركيز المزيد من علامات الطريق أو إعادة تحديد السرعة المسموح بها... فلماذا لا تدرج هذه النقاط ضمن الأولويات العاجلة للحد من نزيف ضحايا حوادث المرور والخسائره البشرية والمادية؟؟