ما زال ستة من الكهول المعطلين عن العمل يرابطون ليل نهار ببهو المندوبية الجهوية للتربية بباجة منذ 20 سبتمبر الجاري (مدة41 يوما) احتجاجا على عدم قبولهم في مناظرة المعلمين الأول وعدم إدراجهم بباقي مناظرات الوظيفة العمومية بحجة تجاوزهم السن القانونية ومع انطلاق السنة الدراسية الجديدة وانتهاء انتخابات المجلس التاسيسي واقتراب عيد الأضحى المبارك ارتفعت وتيرة الإحباط في نفوسهم ودب اليأس في قلوبهم... واعتبروا ان الدولة لم تدرجهم ضمن حساباتها الماضية والحاضرة والآتية وانهم لم يلقوا الاهتمام اللازم من قبل المسؤولين ولم ينظر إلى قضيتهم بالجدية الكافية ورغم ما وجدوه من التعاطف والمساندة وحسن المعاملة من الأصدقاء والعملة ومسؤولي الإدارة وما نالهم منهم من مساعدة مادية ومعونة ولوجستية وما خصصته لهم العديد من الهيئات والأحزاب والمنظمات منذ اعتصامهم الأول من متابعة ودعم وآخرها الاتحاد الجهوي للشغل بباجة الذي أصدر مراسلة، وجهها إلى وزير التربية معبرا فيها عن متابعته باهتمام لقضية هؤلاء المعتصمين، معتبرا أن قرار الوزارة كان مخيبا لآمالهم وأحلامهم ورغم التقاء أحدهم بمدير ديوان وزارة التربية ورغم اللقاءات المتكررة مع والي الجهة ورغم.. ورغم ورغم... فقد قضى المعتصمون أكثر من أربعين يوما وليلة بالمندوبية ينتظرون إشارة إيجابية ترد لهم بعض أمل ضاع بين أوجاع السنين لكن دون جدوى ولفرط الارهاق والتعب اصيب أحدهم (عصام الدوفاني) باضطراب في دورته الدموية نجم عنه ارتفاع في ضغط الدم كلفه إقامة بالمستشفى لمدة حوالي أسبوع وما زال يعاني من آثارها إلى حد الساعة ولطول غيابهم عن عيالهم اضطرت بعض زوجاتهم وأبنائهم إلى اللحاق بهم ولكم أن تتصوروا حالة الأب أمامهم حين يرنو إليه أحد أطفاله والدمع يغلبه ويسأله: "متى سترجع معنا إلى البيت يا أبي؟" لكل هذه الأسباب قرر المعتصمون يوم الاثنين الفارط غلق المندوبية الجهوية للتربية، في وجوه الموظفين والزائرين احتجاجا على "الحقرة" التي عوملوا بها من قبل اجهزة الدولة وطالبوا بضرورة تناول ملفاتهم بصفة استثنائية وخارج شبكة التصنيف العمري خصوصا وهم مسؤولون عن عائلات مركبة وموسعة وبعضهم من المساجين السياسيين غيبتهم الزنزانات في سنوات الجمر عن أهلهم وسلبتهم حرياتهم واستحقاقاتهم المدنية وأهمها حق الشغل فما ذنبهم إن كانوا قد وجدوا في الزمن الرديء؟