مكة المكرمة الصباح من مبعوثتنا الخاصة إيمان عبد اللطيف أينما تقع قدماك في أي مكان من مكةالمكرمة تستشعر قدوسية المكان وروحانيات الرسالة المحمدية في وسط ومحيط تميزا بحركية لا توصف من حيث الخدمات المقدمة ومن حيث دقة التنظيم من طرف السلط السعودية خاصة بالمسجد الحرام حيث سُخر المئات من العملة والموظفين ورجال الشرطة والأمن لتأمين آداء مناسك الحج والصلوات داخل الحرم وطوابقه وساحاته الفسيحة الممتدة على أمتار غطتها الملايين من الحجيج. طوال ساعات النهار تنظيف ورفع للفضلات وتأمين ماء الشرب من خلال جملة نقاط "سقايا زمزم" المنتشرة بالعشرات فأينما وليت وجهك تجد "السقايا" وإلى جانبها على الأقل شخصان من جملة المجموعات التي أمنتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وهي مجموعة "سقايا زمزم" في أزياء موحدة ولكن بألوان مختلفة كالبني والرمادي، بالإضافة إلى مجموعة "النظافة والفرش" بزيها الأخضر والتي تسهر على تنظيف أرضية المسجد الحرام طوال اليوم بساعاته ال24 حتى أوقات الطواف بالكعبة المشرفة وإن التف حولها الآلاف من الحجيج والمعتمرين، فإن هذه المجموعات من أعوان التنظيف "يقتحمون" صحن الحرم في شكل فرق حاملين لمعداتهم معتمدين على شرائط لتحديد مكان التنظيف، فيقع التنظيف رقعة برقعة بفصل الحجيج دون إزعاجهم للقيام بمهامهم. وللنساء أيضا مهام تنظيم الصفوف النسائية وتحديد أماكن صلاتهن خاصة الصلوات المفروضة بالإضافة إلى العناية بخزانات حفظ كتب القرآن وتصفيفها حسب ترتيب الأجزاء وإزالة الغبار عنها وهن بدورهن ينتمين إلى مجموعة خدمات النظافة والسقايا. أما شرطة الأمن العام هي بدورها بأزياء مختلفة حسب الرتب تؤمن التنظيم وحماية مداخل وأبواب المسجد الحرام الذي ترى فيه فسيفساء من الخدمات المقدمة بصفة مباشرة وغير مباشرة للحجيج الميامين، فمن الخدمات المقدمة مباشرة تأمين تحرك الحاج على كرسي متحرك يقوده شباب ضمن "برنامج شباب مكة في خدمتك: خدمة مجانا".
غار حراء
هذا الحشد من الناس تجده أيضا عند صعودك جبل النور "مهبط الوحي" أين يوجد "غار حراء" الذي لجأ إليه رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت "للصباح" جولة بجبل الرحمة الذي تطلب ساعات بين تسلقه والنزول منه. بمجرد تخطيك الخطوات الأولى وأنت تتسلق جبل الرحمة تراود خيالك، مع مشقة الصعود، الصعاب التي تكبدها الرسول الأكرم وهو يتعبد "بغار حراء" آتيا من مكةالمكرمة التي تبعد عن "مهبط الوحي" عدة كيلومترات عُبدت في السنوات الاخيرة وأصبحت طرقا سيارة منبسطة، بالإضافة إلى تشييد درجات من الإسمنت لتسيير عملية الصعود والنزول من الجبل وإليه. على طول طريق جبل الرحمة حركية مزدوجة ومتنوعة.. فهناك المتعبدون إما بالصلاة أو بقراءة القرآن أو بالذكر والتأمل وسط ازدحام كثيف، وهناك من جعل من هذا الجبل مورد رزق فانتشرت الأكشاك التي تلبي حاجيات الوافدين من قهوة وشاي وحلويات وأنواع من البسكويت وأيضا "السبح" والعطور والسجادات.