عاجل : هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني    فرنسا: إصابة فتاتين في عملية طعن أمام مدرسة شرقي البلاد    الأندية المتأهلة إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي    سلطنة عمان: ارتفاع عدد الوفيات جراء الطقس السيء إلى 21 حالة    اللجان الدائمة بالبرلمان العربي تناقش جملة من المواضيع تحضيرا للجلسة العامة الثالثة للبرلمان    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    تم جلبها من الموقع الأثري بسبيطلة: عرض قطع أثرية لأول مرّة في متحف الجهة    خلال الثلاثي الأول من 2024 .. ارتفاع عدد المشاريع الاستثمارية المصرّح بها    دعوة إلى مراجعة اليات التمويل    جوهر لعذار يؤكدّ : النادي الصفاقسي يستأنف قرار الرابطة بخصوص الويكلو    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    عاجل/ بعد "أمير كتيبة أجناد الخلافة": القبض على إرهابي ثاني بجبال القصرين    عاجل/ هيئة الدفاع عن الموقوفين السياسيين: اللّيلة تنقضي مدّة الإيقاف التحفّظي    وزير الدّاخليّة يشرف على موكب إحياء الذكرى 68 لعيد قوّات الأمن الدّاخلي    ارتفاع عائدات صادرات زيت الزيتون بنسبة 82.7 بالمائة    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    توزر.. افتتاح الاحتفال الجهوي لشهر التراث بدار الثقافة حامة الجريد    سوسة: الاستعداد لتنظيم الدورة 61 لمهرجان استعراض أوسو    تخصيص حافلة لتأمين النقل إلى معرض الكتاب: توقيت السفرات والتعريفة    أنس جابر خارج دورة شتوتغارت للتنس    طبربة: إيقاف 3 أشخاص يشتبه في ترويجهم لمواد مخدرة في صفوف الشباب والتلاميذ    نقابة الصحفيين التونسيين تُدين الحكم بالسجن في حق بُوغلاب    سيدي بوزيد.. تتويج اعدادية المزونة في الملتقى الجهوي للمسرح    الرصد الجوّي يُحذّر من رياح قويّة    عاجل/ محاولة تلميذ طعن أستاذه داخل القسم: وزارة الطفولة تتدخّل    محمود قصيعة لإدارة مباراة الكأس بين النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى    بعد حلقة "الوحش بروماكس": مختار التليلي يواجه القضاء    عاجل : هجوم بسكين على تلميذتين في فرنسا    كأس تونس لكرة القدم: تعيينات حكام مقابلات الدور السادس عشر    حملات توعوية بالمؤسسات التربوية حول الاقتصاد في الماء    جلسة عمل مع وفد من البنك الإفريقي    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    انخفاض متوسط في هطول الأمطار في تونس بنسبة 20 بالمئة في هذه الفترة    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    عاجل/ فاجعة جديدة تهز هذه المنطقة: يحيل زوجته على الانعاش ثم ينتحر..    أبطال أوروبا: تعيينات مواجهات الدور نصف النهائي    عاجل/ تلميذ يطعن أستاذه من خلف أثناء الدرس..    بوركينا فاسو تطرد 3 دبلوماسيين فرنسيين لهذه الأسباب    عاجل : نفاد تذاكر مباراة الترجي وماميلودي صانداونز    هام/ تطوّرات حالة الطقس خلال الأيام القادمة..#خبر_عاجل    الحماية المدنية: 9 حالات وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    زلزال بقوة 6,6 درجات بضرب غربي اليابان    قيس سعيد : ''تونس لن تكون أبدا مقرا ولا معبرا للذين يتوافدون عليها خارج''    في انتظار قانون يحدد المهام والصلاحيات.. غدا أولى جلسات مجلس الجهات والأقاليم    اجتماعات ربيع 2024: الوفد التونسي يلتقي بمجموعة من مسؤولي المؤسسات المالية الدولية    ضربة إسرائيل الانتقامية لايران لن تتم قبل هذا الموعد..    سيدي بوزيد: حجز مواد غذائية من اجل الاحتكار والمضاربة بمعتمدية الرقاب    مصر: رياح الخماسين تجتاح البلاد محملة بالذباب الصحراوي..    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص إجماع كبار فقهاء الأمة والمراجع الشرعية في العالم على جواز توسعة المسعى
نشر في الفجر نيوز يوم 26 - 04 - 2008

وقد بارك علماء وفقهاء الأمة الاسلامية خطوات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، المتعلقة بتوسعة المسعى, واجمعوا على انها تستند الى فقه قائم على التيسير والرحمة, إمتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم « يسروا ولا تعسروا» .
وحظيت التوسعة السعودية للمسعى في الحرم المكي الشريف بالانسجام الكبير بين القرار الشرعي الحكيم الذي اتخذته القيادة السعودية وآراء علماء المسلمين البارزين من مفتين وأئمة وفقهاء ورؤساء هيئات إفتاء ورؤساء وأعضاء مجامع فقهية ودعاة ورؤساء جامعات شرعية كبرى، وجمعيات إسلامية، ممتدة على طول العالم الإسلامي، في بلاد المهجر حيث تقيم الجاليات المسلمة؛ ما يؤكد ثاقب الرؤية الشرعية التي اعتمدتها القيادة السعودية في اتخاذ هذا القرار المؤثر في أحد أهم المشاعر التي يؤدى فيها الركن الخامس من أركان الإسلام.
وتتوالى بيانات كبار العلماء والفقهاء المؤيدة لقرار التوسعة، بل والمباركة لخطوة طالما انتظرها المسلمون في السنوات الأخيرة بعد تعاظم الزحام في المسعى وضيقه عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المعتمرين والحجاج.
وفي بياناتهم الشرعية المؤصلة على الأدلة القرآنية والنبوية، أوضح أولئك العلماء البارزون والفقهاء المتخصصون أن التوسعة الجديدة تنسجم تماما والمصلحة الشرعية التي جاء بها الدين الحنيف، وحث عليها الشرع المطهر، ذلك أن توسعة المسعى بين الصفا والمروة بالمسجد الحرام هي من التيسير المأمور به في الإسلام، فالشرع الإسلامي قام على التيسير لا التعسير، وأن القيادة السعودية استندت في هذا العمل الشرعي إلى أن هذه التوسعة جزء من المسعى وامتداد له وتقع بين الصفا والمروة، والمكان كله مسعى كما اعتبرت في قرارها إلى قول الله عز وجل: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» (البقرة: 185)، وبقوله سبحانه: «ما جعل عليكم في الدين من حرج» (الحج: 78). وقوله عز وجل: «يريد الله أن يخفف عنكم» (النساء: 28). وقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا). وبين العلماء المسلمون أن أوامر الدين وتوجيهاته القرآنية والنبوية تحث على عمل مثل تلك التوسعات لمواجهة ازدياد أعداد الحجاج والمعتمرين في كل عام.
ورأى فقهاء المسلمين أن العلماء وعموم المسلمين رحبوا من قبل بالاجتهاد حول التوسعات في مرمى الجمرات في منى، وبما تم إنشاؤه من الجسور التي ساهمت في تخفيف شدة الزحام ومنعت سقوط الحجاج، منبيهن إلى أن أعداد المعتمرين والحجاج التي تتزايد بالملايين كل عام تقتضي من أهل الفقه ومن ولي الأمر الشرعي في الدولة السعودية بخاصة التيسير على الطائفين والعاكفين والركع السجود، مؤيدين كل خطوة تهدف إلى تيسير أداء المناسك على الحجاج والمعتمرين، وأن الملك عبد الله بن عبد العزيز مأجور من الله ومشكور من الناس على ما قام به من توسعات في الحرمين الشريفين.
وقد أوضح علماء الأمة الإسلامية على اختلاف مذاهبهم أن لولي الأمر، حين يقع خلاف ما حول قضية اجتهادية، الأخذ بما يراه من آراء العلماء، وأن حكمه فيها بأحد أقوال أهل العلم يرفع الخلاف، وبينوا أن ما تم من توسعة المسعى أمر محمود للقيادة الشرعية في السعودية بعد أن عانى المسلمون سنوات طويلة من ضيق المكان وحصلت حوادث ومشاكل وضيق وعنت مس المسلمين بسبب ضيق المسعى، فكانت التوسعة ضرورة شرعية، وأن هذه التوسعة تأتي من باب راحة المسلمين والتيسير عليهم.
ونبه العلماء والفقهاء المسلمون أن توسعة المسعى لم تخرج عن الحدود الشرعية للمسعى وهي جزء من المسعى الحق به، وأن ولي الأمر الشرعي القائم على شؤون الحرمين والمشاعر المقدسة في السعودية، ومن منطلق ولايته الشرعية، اتخذ قرارا صائبا وفق آليات شرعية، وأن التوسعة جاءت في الوقت المناسب. ومن بين العلماء والفقهاء المسلمين الذين باركوا قرار التوسعة للمسعى في الحرم المكي، شخصيات بارزة معمرة، تتذكر الامتداد الرحب الذي كان عليه جبلا الصفا والمروة قبل التوسعة السعودية عام 1973م.
وتواترت فتاوى علماء المسلمين إنه امتداد الصفا وامتداد المروة كلها محل للسعي. وأشاروا إلى أن منى إذا امتلأت بالحجاج فلهم أن ينزلوا في مزدلفة وأن ينزلوا في العزيزية ذلك أن القصد من هذه المشاعر هو التعبد بما تتيسر به العبادة والمسعى من تلك المشاعر، وأن تحديد المسعى بحائط من جهة الشرق ليس دليلا على أن الصفا غير ممتد شرقا، وإنما هو مسألة تنظيمة فحسب. ويؤكد أولئك العلماء أن تحديد المسعى بعرض معين لم ينص عليه عند علماء المسلمين. وتبين فتاوى كبار العلماء والفقهاء المسلمين أن المسؤولية الكبرى للسعودية المتمثلة في الولاية الشرعية على شؤون الحرم المكي تلزمها بعمل كل المصالح المتعينة فيما يتعلق بالتيسير على الأمة في أداء مناسكها. فمن القواعد الأصولية أن تصرف ولي الأمر المسلم في شؤون الرعية منوط بالمصلحة الراجحة، وأن الضرر يزال، وأن الأصل في الأحكام هو إرادة اليسر ورفع الحرج عن الناس، وأن الأصل في الأشياء الإباحة، والضرورة تقدر بقدرها.
وتوضح فتاوى العلماء والمفتين البارزين في العالم الإسلامي أن قرار العاهل السعودي منسجم والدور الإسلامي الذي تنهض به الدولة السعودية، ومضيها على المنهج الشرعي باتباع سنة الخلفاء الراشدين، والتزامها بالولاية الشرعية العامة وما يتفرع عنها من شؤون الحكم، وإدارته، وإجراءات تطبيقه، وآليات تنفيذه مما يتصل بمجالات السياسة الشرعية من حيث المسائل والأحكام، وهو ما باركه علماء الأمة ومفتوها وكبار الفقهاء.
المرشد الأعلى للثورة الإيرانية: التوسعة للتسهيل
* في تصريح هو الأول من نوعه للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية والمرجع الشيعي الأعلى لشيعة العالم الإمام علي خامنئي تحدث عن المسعى الجديد وحكم السعي فيه، حيث أبان جواز توسعة المسعى وجواز السعي في التوسعة، موضحا أن كله مسعى وله حكم واحد.
وقد عبر خامنئي عن رأيه في المسعى الذي قال إن عشرات الملايين سيتبعونه فيه في العالم، وقال إنها هي المرة الأولى التي يفتي فيها بهذا الشأن وبموضوع التوسعة الجديدة المزمع إقامتها في الحرم المكي وفي منطقة المسعى تحديدا. وقال: الضرورة التي يحتاجها المسلمون في منطقة المسعى تجعلنا ندعو للتسهيل عليهم وللدعوة بضرورة إيجاد التوسعة التي تسهل عليهم عملية السعي بسهولة.
وأضاف الإمام خامنئي في حديث خاص: لأجل الضرورة ولعدم التعارض مع شيء شرعي فإننا نقول بجواز السعي في القسم المستحدث من المسعى بشكل عرضي وأفقي.
ولا يرى خامنئي إجازة السعي في الطوابق العليا إلا للضرورة مع وجوب الاستنابة ولا تكفي المباشرة فقط. ويرى أن السعي في المسعى الأرضي أولى من الطوابق العليا، أما السعي في المناطق المستحدثة فهو يعدل السعي في المنطقة القديمة والسعي فيها يجزئ لأنها كلها مسعى. وقال خامنئي إن هناك جهودا كبيرة تبذل في المناطق المقدسة وهي جهود مشكورة وفيها الخير الكثير للمسلمين، وهي جهد مشكور ومقدر من كل المسلمين.
وكان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية والمرجع الشيعي الأعلى بالعالم قد أصدر اليوم فتوى موجهة لشيعة العالم كلهم موضحا فيها أن التوسعة في المسعى جائزة وأن الجزء المستحدث في المسعى هو جزء من المسعى والسعي فيها مجزأ وأن المنطقة كلها، المسعى الجديد والمسعى القديم، كلها مسعى. وبين سماحة الإمام في فتواه البواعث التي دعت إلى توسعة المسعى وهي الضرورة الشرعية وحاجة المسلمين إلى التوسعة عليهم.
المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر: التوسعة دفع للضرر عن المسلمين
* وصف المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر الشيخ محمد مهدي التوسعة التي تمت للمسعى بين الصفا والمروة من الناحية الشرقية بأنها «عمل كبير، وإنجاز طيب مبارك، نسأل الله عز وجل أن يثيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على هذا العمل الذي فيه توسعة على المسلمين جميعا، وتيسير لهم على أداء المناسك بيسر وسهولة، وفك للاختناق والازدحام الذي يشهده المسعى خاصة في أيام الحج وخلال شهر رمضان المبارك».
وأضاف المرشد العام للإخوان المسلمين قائلا: «نحن مع كل توسعة من شأنها أن توسع على المسلمين، وتعمل على راحة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار، وتدفع الضرر عن المسلمين، ومن يقومون بزيارة الأماكن المقدسة، أشرف بقاع الأرض، ومع كل عمل يحقن دماءهم، لأن دم المسلم أعظم حرمة عند الله من أي شيء آخر».
وقال المرشد العام للإخوان المسلمين: «سبق أن عارض بعض العلماء في المملكة العربية السعودية جلالة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله في مسألة التوسعة في منى، وثبتت صحة وجهة نظره رحمه الله، وما نراه الآن في منى ومزدلفة وعرفات أعمال عظيمة ومنشآت نفعت المسلمين ووسعت عليهم، وجلبت لهم الراحة».
وقال «ينبغي على العلماء الذين نجلهم جميعا ونحترمهم ونقدرهم أن يضعوا في اجتهاداتهم أرواح المسلمين وحقن دماء الحجاج والمعتمرين، عندما يتعرضون لمسألة من هذه المسائل، لأن الأعداد تزداد عاما بعد عام، وهذا يتطلب توسعة لاستيعاب هذه الأعداد».
الغنوشي: كل مسلم يقدر هذه الخطوة الإسلامية المباركة
* قال المفكر الإسلامي التونسي المعروف راشد الغنوشي «مما لا شك فيه أن هذه الجهود التي تبذل حاليا في منطقة المسعى لتوسعته والتي تقوم بها الحكومة السعودية هي جهود مشكورة وهي محل رضا واغتباط كل مسلم». وقال: «إن كل مسلم يقدر للحكومة السعودية وللملك عبد الله هذا الجهد، والله تعالى قد أناط بهم خدمة بيت الله الحرام والأماكن المقدسة في مكة والمدينة فقاموا بهذه الولاية خير قيام» وقال: «لا يمر عام إلا ونرى توسعة وتسهيلا جديدا يقدم للمسلمين في هذه المشاعر المقدسة وهي كلها لراحة ضيوف بيت الله الحرام، وكل مشروع وتوسعة هو خير للمسلمين وفيه بركة، والرسول الكريم يقول: (يسروا ولا تعسروا). وكل ما ييسر على المسلمين أمور دينهم هو خير ومطلوب، والحقيقة أن في التوسعة درءا للخطر ودفعا للأذى عن المسلمين أثناء أدائهم للسعي وهذا بحد ذاته مدعاة للموافقة على توسعة المسعى».
وأضاف الغنوشي «عن نفسي أدعم وأشجع كل جهد يبذل وييسر على الحجيج حجهم» وقال «مشهد التدافع والخطر والتزاحم الذي يحصل فيه هو شيء غير جيد ويحصل فيه الضرر، والإسلام ينص على أنه لا ضرر ولا ضرار فكيف بمن جاء للحج ومن المشترط عليه ألا يرفث ولا يفسق ولا يؤذي أحدا ونراه في المسعى يدافع المسلمين ويؤذيهم بسبب ضيق المكان، وهذا منظر غير جيد ومؤذ ولا يبرز صورة الإسلام الحضارية التي تدعو المسلمين للنظام وأداء كل شعيرة وركن في وقته وزمانه ومكانه، فنحن أبناء دين النظام واليسر، والعمل الجديد يساهم في تدعيم عملية السعي وتسهيلها، ولهذا يجب على كل عالم وعلى كل مسلم أن يؤيد هذه التوسعة المباركة لكونها خطوة في الطريق الصحيح وهذا يصب في خدمة زوار بيت الله الحرام. وقال الشيخ راشد الغنوشي في هذا السياق «نحن نقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة في هذا السياق، وسؤالها لأهل العلم عن موضوع التوسعة وأخذها لرأيهم في كل مكان من العالم الإسلامي هو بحد ذاته موقف سام ودليل على أنهم يعملون ضمن ما يراه الشرع وعلماء الدين والفقه.
وقال: «الجهد الجديد يصب في عدة خطوات سابقة تمت للتوسعة في مناطق أخرى في مكة والمدينة وهي تهدف أساسا لرفع الحرج عن الحجيج والزوار لبيت الله الحرام ورفع الأذى عنهم وهو عمل مقدر ومشروع، فوفقهم الله لإتمامه وجزاهم الله عنه كل خير، وكل مسلم يدعو الله أن يوفق القائمين على هذا البيت ومن ولاهم الله أمر هذه المقدسات فكانت أمانة في أعناقهم وقد قاموا بواجبهم خير قيام».
الصميدعي: التوسعة من أجل أعمال الخير
* قال رئيس الوقف السني العراقي الشيخ الدكتور عبد الموجود بن عبد اللطيف الصميدعي بأنها «من أجل أعمال الخير بإذن الله عز وجل، نسأل الله أن يتقبل منه، لأن هدفها التخفيف عن المسلمين، والتيسير على أمر الحجيج، في أداء المناسك، في أجواء روحانية وتعبدية بيسر وسهولة».
وقال «لقد شاهدت التوسعة في آخر زيارة للمسجد الحرام، ورأيت الأعمال الكبيرة التي تتم هناك، وهي على قدم وساق، وصرف عليها الأموال الطائلة، وهي تتمة للتوسعات التي نفذت في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي أولتها المملكة جل الاهتمام، واستفاد منها ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار».
وقال الدكتور الصميدعي إن توسعة المسعى بين الصفا والمروة بنيت على دراسات جيولوجية وجغرافية وتاريخية، إضافة إلى شهادة الشهود من أهل مكة المكرمة من كبار السن الذين أدلوا بشهادات موثقة لدى المحكمة، وثبت أن امتداد جبل الصفا وجبل المروة ناحية الشرق، وهو الذي أقيمت فيه التوسعة تم على مسافة 20 مترا رغم أن امتداد الجبلين أكثر من ثلاثين مترا في الجانب الشرقي.
وأضاف رئيس الوقف السني قائلا: «لا شك أن السعي بين الصفا والمروة نسك من مناسك الحج والعمرة يجب أن يقوم به كل حاج أو معتمر، تعبيرا لما عانته أمنا هاجر عليها السلام، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحدد مكان خطواتها بين الجبلين، الصفا والمروة».
وأكد الدكتور عبد المجيد الصميدعي أن التوسعة على المسلمين تعد من أعمال الخير بعدما حدث من الضيق والتزاحم الكبيرين بين الحجاج والمعتمرين، خاصة في شهر رمضان، حيث يكاد من يسعون يختنقون من شدة الزحام، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا).
وقال الشيخ الصميدعي: إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتوسعة المسعى هدفها التسهيل والتيسير على المسلمين وهي إنفاق في سبيل الله، يقول المولى عز وجل: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» (البقرة: 261).
فضل الله: خير لكل المسلمين
* عبر المرجع الشيعي في لبنان السيد محمد حسين فضل الله عن رأيه في توسعة منطقة المسعى فقال بأن هذه الخطوة مطلوبة وضرورية، وقد سعت الجهات المعنية في السعودية إقامة التوسعة بناء على أساس علمي شرعي وبعد سؤال أهل العلم في السعودية وخارجها ومن العلماء المتطلعين على موقع الصفا والمروة في هذا القرار وكان هذا القرار الصائب.
وأضاف «لقد قدم لي تقرير وتصور كامل عن مشروع التوسعة وعرفت بما سيجري من توسعة في منطقة المسعى المبارك، وعلمت من خلال التقرير الموثق بأن التوسعة الجديدة تقع ضمن مساحة منطقة المسعى وهي جزء من المسعى. ولذلك فإنني أقول لكل مسلم إن هذه التوسعة صحيحة وجائزة، وقد جاءتني استفسارات كثيرة عن التوسعة فقلت لهم بأن السعي في منطقة التوسعة صحيح بإذن الله تعالى لأنها جزء من المسعى والمكان كله مسعى، والتوسعة هي خير للمسلمين ولا إشكال في التوسعة في نظرنا شرعيا، والحقيقة السعي عمل عظيم يرتفع فيه الإنسان إلى الله إذا عمل على أصوله، كما جاء في الكتاب والسنة، وأي توسعة شرعية خاضعة للأصول الفقهية المعتمدة عند أهل العلم تمثل خيرا لأداء هذا المنسك الشرعي. وقال المرجع الشيعي الأعلى في لبنان بأنه يبارك الخطوة وهي مشكورة لأن فيها الخير للمسلمين. وعند سؤاله عن رأي بقية مراجع الشيعة في مشروع التوسعة قال «أنا أراه خيرا وهو عمل شرعي ونقدر للقيادة السعودية هذا الجهد».
التميمي: إنجاز إسلامي فاق كل التوقعات
* قال قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى الشرعي للقضاء وأمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس ورئيس لجنة الحوار بين الأديان في فلسطين وخطيب المسجد الإبراهيمي، الشيخ تيسير التميمي، إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قام بتوسعة المسعى للتخفيف من شدة الزحام وتيسير أمر المسلمين في أداء المناسك، وهو تصرف من واقع ولايته ومسؤوليته الشرعية.
وأضاف الشيخ تيسير التميمي قائلا: «إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقوم بإنجازات إسلامية كبيرة في المشاعر المقدسة للتخفيف على حجاج بيت الله الحرام الذين يأتون من سائر أرجاء المعمورة لأداء فريضة الحج، وهذه التوسعة التي شهدناها في منطقة الجمرات والتوسعة في الحرمين الشريفين في بيت الله الحرام في مكة المكرمة وخاصة في المسعى بين الصفا والمروة والتوسعة في المسجد النبوي الشريف، هذه الجهود الكبيرة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين تؤكد حرص هذه الحكومة على راحة حجاج بيت الله الحرام وأمنهم والقيام بأدائهم فريضتهم بهدوء وطمأنينة والتيسير عليهم وإخضاع كل أجهزة المملكة لتأمين سلامتهم. أقول إن ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين فاق كل التوقعات وإن كل حاج يذهب الآن إلى المناسك على الرغم من الملايين الهائلة إلا أنه يقوم بأدائها بسهولة ويسر، ونحن نشعر بأن حكومة الملك خادم الحرمين الشريفين تضع اهتمامها والقيام بتوسيعهما في كل عام على رأس أولويات أولوياتها ما يؤكد أن حكومة المملكة العربية السعودية هي المؤهلة لتأمين أداء هذه الفريضة والحفاظ على الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وإننا حينما نقوم بزيارة أي دولة في العالم نلمس الاهتمام بالمسلمين والجاليات الإسلامية والمراكز الإسلامية فأياديها بيضاء في كل مكان لخدمة الإسلام والمسلمين».
وأضاف قاضي قضاة فلسطين قائلا: «إن توسعة المسعى تأتي في سياق التخفيف عن الحجاج والتسهيل عليهم وتيسير أداء فريضة الحج، وهو إنجاز رائع يحسب لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي بذل وأعطى وأنفق في سبيل رعاية هذه المؤسسات التي أئتمن الله عليها وصار له الولاية الشرعية عليها أمام الله. ونحن في كل مرة نأتي لأداء فريضة الحج نشعر بأن هناك توسعات جديدة وإنجازات رائعة وخدمات جديدة تضاف لخدمة حجاج بيت الله الحرام، نشعر أثناء فريضة الحج كأن الحكومة السعودية طيلة العام تجهز للموسم التالي والتحضير لمناسك الحج كل عام، هناك توسعات جديدة وإنجازات جديدة وخدمات تضاف إلى الخدمات التي تقدم من قبل الحكومة السعودية».
أما عن الأسباب التي تطلبت هذه التوسعة فيقول الشيخ تيسير التميمي: «الأسباب معروفة، فهي أولا وفق الدليل الشرعي الصحيح الذي أثبته العلماء، ثم هي تتراوح بين التخفيف من معاناة الحجاج والحفاظ على أرواحهم لأن التدافع وازدحام الحرم بملايين من الحجاج الذين يقومون بأداء الفريضة من كل أقطار الدنيا في وقت واحد يؤديان إلى إزهاق الأرواح، فما تقوم به الحكومة من توسعات هو للحفاظ على أرواح الحجاج وعلى أنفسهم وأدائهم لفريضة الحج بسهولة ويسر».
وفي كلمة توجه بها قاضي قضاة فلسطين إلى خادم الحرمين الشريفين من أرض الرباط إلى أرض المقدسات الإسلامية ومهبط الوحي قال: «أتوجه لخادم الحرمين الشريفين وأقول له أياديك بيضاء في دعم القضية الفلسطينية وفي دعم الشعب الفلسطيني، وفكرة صندوق القدس هي من أفكار خادم الحرمين الشريفين الذي خصص له مليار دولار، حيث ساهم في دعم وصمود أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة وبخاصة القدس.. أقول له إننا نشعر في كل مكان حينما نغدو للمؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية في القدس بالأيادي البيضاء للمملكة العربية السعودية في دعم صمود الشعب الفلسطيني، لكن أقول إن المسجد الأقصى الآن جراء المخططات الصهيونية يتعرض لمخاطر هدم وتدمير بفعل الحفريات المستمرة تحت أساساته بالإضافة إلى إجراءات تهويد المدينة المقدسة عبر جدار الفصل العنصري الذي عزلها عن محيطها الإقليمي ما يستوجب من الأمة الإسلامية كاملة أن تتحرك لإنقاذ مدينة القدس من الاحتلال الغاصب، وأنا أقول إن جلالة الملك لا يقصر في ذلك ونعرف أنه يقوم بجهود حثيثة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى مدينة القدس على وجه الخصوص وخدمة الإسلام والمسلمين والمقدسات الإسلامية في كل مكان خاصة المسجد الأقصى الذي هو محور معجزة الإسراء والمعراج، فهو يرعاها ويدافع عنها وبإذن الله ستنقشع الغمة وستعود القدس توأم مكة إلى رحابها الإسلامي».
الخالصي: منطلق الحكم الشرعي
* قال الشيخ جواد الخالصي، المرجع الشيعي العراقي الكبير المعروف ورئيس المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي «لا شك بأن منطلق الحكم عن أي خطوة شرعية في منطقة المسعى والتوسع فيه هو توافقه مع قوله تعالى «إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطَّوف بهما» (البقرة: 158). ورفع الجناح كما ورد في الآية لا ينفي الوجوب، وثبت بين المسلمين أن السعي بين الصفا والمروة من واجبات الحج التي لا خلاف فيها وكل عمل يحتاج الحجاج له وهو بالنسبة لهم ضرورة وييسر لهم غرض الحج والعمرة ويفي بالغرض الشرعي فهو جائز شرعا، بل مطلوب أيضا. ولا شك ان هناك عملا كبيرا يجري في منطقة المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة تشرف عليه الحكومة السعودية وهي تشكر عليه، ويشكر الملك عبد الله بن عبد العزيز على التوسعة في المسعى، لأنه أمر بها وتابع تنفيذها، وهو يقوم بمنجزات كبيرة هناك في المشاعر وربما تستمر هذه المنجزات والمشاريع كما نعلم، ونحن بدون شك سعداء بها، وهذا ما نراه عاما بعد عام وهو في ازدياد مستمر، وهذا فيه منفعة كبيرة للمسلمين وخاصة أن أعداد الحجيج تزداد لتصل أحيانا الى ثلاثة ملايين، وباتت التوسعة ضرورية وخاصة في منطقة المسعى، والحقيقة أنا من الذين يرون أن التوسعة الجديدة في المسعى جائزة شرعا، بل هي مهمة وضرورية، ونحن نقدر جهود المملكه في هذا السياق ونشكرها عليه وهذه خطوة تحظى باحترامنا واحترام المسلمين كافة وهي خير لكل المسلمين، ونشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على هذه الخطوات والمنجزات التي تستهدف راحة المسلمين ورفع المشقة عنهم».
شيبان: روح إسلامية صادقة تسعى لخدمة المسلمين
* تحدث الشيخ الدكتور عبد الرحمن شيبان وزير الشؤون الدينية الجزائري السابق وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عن التوسعات في المشاعر المقدسة، وجهود المملكة في سبيل التيسير على المسلمين، فقال فضيلته: «سرني نبأ بدء التوسعة الجديدة للمسعى في الحرم المكي الشريف التي يتم تنفيذها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله. كما استوقفتني هذه الروح المعطاءة لخدمة أهم مكان عبادة في الإسلام، وأول بيت وضع للناس، وقبلة المسلمين قاطبة وهي جهود عظيمة موفقة مباركة وعمل سديد يقوم به الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة الإسلام والمسلمين. وترجع آخر زيارة لي إلى الأرض المقدسة، إلى الفترة الممتدة ما بين 32 جمادى الآخرة و12 رجب 1241ه، وقد اكتشفت إنجازات عمرانية مذهلة، في طليعتها التوسعة الضخمة الجليلة الجميلة، التي حظي بها الحرمان الشريفان: المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وما يحاطان به من صيانة مادية وأدبية ممتازة. ولا تبدو التوسعة الجديدة بالمسعى إلا استمرارا للمآثر والمكارم التي شاهدتها، والتي لا تتأتى إلا بصفوة من عباد الله، بمميزات مادية وأدبية، لتحمل الأمانة الكبرى: أمانة السهر على الحرمين الشريفين، وما تقتضيه هذه الأمانة الثقيلة الزكية الباهرة من أعباء، ليس في مقدور سائر العالمين الاضطلاع بها، كاملة، غير منقوصة، على الدوام والاستمرار، وفي كل الظروف والأحوال، أداء يلبي مطالب الملايين من البشر، يأتون من كل فج عميق للحج والعمرة، بشتى الحاجات والرغبات المادية والروحية، وبمختلف اللغات والاتجاهات والنفسيات والعقليات، يحدو الجميع إيمان واحد تخضع له العقول، وتطمئن به القلوب «لا إله إلا الله محمد رسول الله» صلى الله عليه وآله وسلم «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم» (المائدة: 54). وفيما أنا في تأملاتي تلك، أستعرض مآثر هذه الأمانة العظمى وتكاليفها، استجابة من الله العلي القدير، لأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام في دعائه ربه الرحمن الرحيم، أن يرعى ذريته إسماعيل ومن ولد منه في الآية 73 من سورة إبراهيم «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون». أقول: بينما أنا في تأملاتي هذه متصورا عظم الأمانة والصالحين لتحملها، ارتسمت أمام عيني بصيرتي الآية الكريمة 421 من سورة الأنعام: «إذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله، الله أعلم حيث يجعل رسالته، سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون» نعم لقد استحضرت، بيسر، حكمة الله العلي الحكيم، في وضع كل شيء في مكانه، وتوفير أسبابه وشروطه، وهو ما جهلته قريش حين رأت الرسالة الإلهية الخاتمة يمنحها رب العالمين لصفوة الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وآله وسلامه أبد الآبدين، فراحت تتعجب، وتجادل، وتستنكر بمنطقها الأرضي المحدود المظلم، فيقول الوليد بن المغيرة: لو كانت النبوة حقا، لكنت أولى بها من محمد، لأني أكبر منه سنا، وأكثر منه مالا وولدا. وقال أبو جهل: زاحمنا بنو عبد مناف في الشرف، حتى إذا صرنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يوحى إليه. والله، لا نؤمن به، ولا نتبعه أبدا، إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه. وقد جهل هؤلاء المشركون حيث ظنوا أن الرسالة تأتي بالاشتهاء وتتبع العصبيات، وما دروا أنها لا تكون إلا لمن هو أهل لها، والله وحده هو يعلم المستحق لها، حيث يجعل رسالته، ويعهد إليه بهداية البشر». وفي هذا السياق يذكر المفسر البليغ المستنير الإمام ابن عمر البقاعي في تفسير الجليل «نظم الدرر في تناسب الآي والسور: التقى الأخنس وأبو جهل، فخلا الأخنس به فقال: يا أبا الحكم! أخبرني عن محمد، أصادق هو أم كاذب، فإنه ليس ها هنا من قريش غيري وغيرك يسمع كلامنا؟! فقال أبو جهل: ويحك، والله إن محمدا لصادق، وما كذب محمد قصي، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء، والحجابة والسقاية، والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟! ويقول الله تعالى في الآية 33 من سورة الأنعام، مطمئنا رسوله الكريم محمد «قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك لكن الظالمين بآيات الله يجحدون».
نعم، إن هذا المعنى الحكيم الخالد، المقرر من لدن الإله العليم الحكيم، هو الذي ارتسم على شاشة بصيرتي إجابة لتأملاتي فيما أكبرت وعظمت من المسيرة التنموية، العمرانية والدينية، والثقافية، الاقتصادية، للمملكة العربية السعودية، بصفة عامة، وفيما يتصل بشؤون الحرمين الشريفين بصفة خاصة، وغير ذلك من المشاريع التي تقام وتمول وتسير، هنا وهناك في مختلف أصقاع العالم، بسخاء سخي، ونظام محكم، ومردودية ثرية، إن في كل هذه المشاريع آية تدل على التطبيق العملي لقول الله تعالى في القرآن «الله أعلم حيث يجعل رسالته» (الأنعام: 124)، فباسم مسلمي الجزائر نقدر للملك عبد الله بن عبد العزيز هذه الخطوات الطيبة المباركة في توسعة المسعى والمتسقة والمتوافقة مع الدليل الشرعي الصحيح والتي هدفها التيسير على أمة الإسلام ودفع المشقة والحرج عنهم ونحن لا يسعنا إلا أن نرفع شكرنا ونقدر لولي الأمر والمسؤول أمام الله عنه هذه المقدسات الإسلامية والله أعلم حيث جعل هذه الأمانة في رقاب ومسؤولية هذه القيادة الرشيدة الواعية لدورها ورسالتها وواجبها فقامت بذلك خير قيام».
الأطرش: ستجدون قريبا أثر هذه التوسعة
* أشاد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر بالجهود الكبيرة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المشاعر المقدسة وفي مكة والمدينة وقال: «إنه عمل عظيم يقدره كل مسلم وهو عمل ظاهر يلمسه ويتعامل معه الجميع» كما تحدث فضيلته عن التوسعات في المشاعر المقدسة وأكد أن ما يجري في المسعى من توسعة هو محل اهتمام ورضا وترحيب كل مسلم لأنها توسعة على المسلمين كلهم ولأن أهدافها نبيلة ومنطلقاتها شرعية ولأنها تخدم الإسلام والمسلمين.
وقال «إنني لا أزكي على الله عملا بقوله تعالى: «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى» (النجم: 32) وإنما هي كلمة حق وصدق ينبغي أن أقولها وأشهد بما علمت، فلقد رأيت وشهدت في زياراتي للمملكة العربية السعودية خلال السنوات السابقة في كل عام من الأعوام يتغير الحال من حسن إلى أحسن إلى أن وصل الإنجاز إلى تلك الأعمال الكبيرة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المشاعر، وفي الحقيقة إذا أردت أن أشكر هذا الرجل بكلمة تليق بمقامه فأنا لا أجد كلمة توفيه حقه، فهو أكبر من كل الكلمات والكلمات ثكلى مشلولة أمام إمام صالح تقي جعل خدمة أمته هاجسه الأول وأقول: إن هذا العمل الجليل الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين سواء في مكة أو المدينة عمل يفوق طاقة البشر العاديين، فهي إنجازات من ملك صادق غيور مخلص لأمته يعي رسالته تجاه أمته وتجاه هذه المقدسات التي ائتمنه الله عليها، تحمل أمانة عظيمة فقام بها خير قيام.. هو ناصح لأمته ينطلق من منطلقات شرعية، محب للخير داعم له، مساند لكل عمل خير.
وما ذلك إلا بتوفيق الله عز وجل لهذا الرجل، ونحمد الله تعالى أن هداه لهذه الأعمال وهذه المشاريع الخيرة التي فيها نفع للأمة وأعتقد وأثق أن هذا الرجل مخلص لله لأن الله عز وجل أجرى على يديه كل خير وكل تقدم وكل إصلاح لهذا البلد وكل عمل دؤوب من أجل مقدسات المسلمين في مكة والمدينة، ونحن المسلمين نشهد بأن هذا الملك الصالح قد أبرأ ذمته وأدى الأمانة، وهذا ما انعكس بالخيرات على بلده ومنحه الله حبا في قلوب الناس، ولا شك أن ذلك من حكمته وعدالته، فهو استطاع بفطنته أن يصلح البلدة بهذه الصورة، وندعو الله له أن يطيل عمره وأن يمده بالصحة والعافية، إنه سميع مجيب».
وأضاف متحدثا عن التوسعات في المشاعر المقدسة قائلا: «قلوب المسلمين كلهم تتجه نحو البيت الحرام ونحو الكعبة، وأفئدة المسلمين هناك، والملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين، خادم لهذه المقدسات والولي الشرعي عليها، والمسؤول أمام الله عنها، وهو أمام المسلمين يستشعر أن مليارا ونصف مليار مسلم يعلقون آمالا عظيمة عليه. أما لماذا يعلقون عليه آمالا؟ لأنه أولا مؤتمن عليها أمام الله وهو الولي الشرعي عليها، ثم هم ثانيا يعرفون من هو عبد الله بن عبد العزيز، يعرفون فيه دينا وسماحة وطيبة وإخلاصا وصدقا وتقاء ونقاء، وكما تعلمون الكعبة يفد إليها في كل عام ملايين من البشر وفي كل عام نرى ولي المسلمين خادم الحرمين الشريفين يبذل قصارى جهده في تهيئة المسعى والطواف والمشاعر كلها، ويسعى لإيجاد الحلول السريعة للحجاج والمعتمرين، وفي العام الماضي انطلقت توسعة عظيمة في المسعى بين الصفا والمروة، هذا المكان الطاهر الذي ذكر في القرآن الكريم: «إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم» (البقرة: 158) هذا المكان الذي سعت فيه هاجر أم إسماعيل لتبحث عن الرزق وسعى فيه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم، فلا شك أن خادم الحرمين الشريفين باهتمامه البالغ وخبرته العميقة يعلم أن الإخلاص والصدق والنية الصالحة الطيبة هي أساس العمل وحب خادم الحرمين الشريفين لمكة والمدينة ولحجاج بيت الله الحرام ولكل مسلم هو الذي جعل الخير يجري على يديه بهذه الصورة، وهو ما وفقه الله إليه وما شرح صدره له من توسعات سواء في الجمرات أو الحرم أو المسعى».
وأضاف فضيلته قائلا: ولقد تابعنا هذه التوسعة توسعة المسعى وهي توسعة شرعية صحيحة منسجمة مع الأدلة الشرعية وهذه التوسعة هي جزء من المسعى وداخلة فيه ولم تخرج عنه وهي سعي من ولي أمر المسلمين حفظه الله للتوسعة على المسلمين وإبعادهم عما يضيق عليهم أو يصيبهم بحرج أو يلحق أذى بهم.
وقال: إن هذه التوسعة المباركة لها منطلقاتها ولها أسبابها ولها بواعثها وأمة الإسلام تدرك أهميتها وضرورتها. فخادم الحرمين حينما يهتم بالحرمين إنما يهتم بالمسلمين في شتى بقاع العالم.· وعن أثر هذه التوسعة الجديدة في المسعى على جموع الحجيج في الأعوام القادمة، حيث التدفق الكبير والزيادة العددية، قال: «هذه التوسعة تبعث في نفس كل حاج ومعتمر الطمأنينة والأمن والأمان، ربما يكون طاعنا في السن يخشى من أداء فريضة الحج بسبب الزحام، وربما يكون مريضا أو ضعيف الجسم أو امرأة، لكن لما أصبح المسعى بهذه الصورة وبهذه التوسعة الكريمة الفائقة حينما يراها الحاج أو يسمع عنها فإنه يقبل على أداء هذه الفريضة بأمن وطمأنينة وقلب راض وصدر منشرح، فبعض المسلمين يترك أداء الفريضة خوفا من ازدحام المسعى وضيق المسعى وما يجري في المسعى من ضنك وضيق، وهذه انتهت بهذه التوسعة الشرعية. وأنا حينما دخلت الحرم المكي أو المدني بكل صراحة انبهرت بما رأيت ولا أستطيع أن أصف ما شاهدته لأن الذي شاهدته يفوق الوصف، ولا شك أن هذا الرجل كرس كل جهده وحياته وكل جهده وتفكيره في خدمة حجاج بيت الله، فله من كل مسلم الشكر ومن الله الأجر. إنني أؤكد هنا ألا أحد يستطيع أن يكافئ خادم الحرمين الشريفين إلا رب العالمين الله تبارك وتعالى، فنسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يثيبه على ما قدم وأعطى لدينه ثم لأمته».
الشيرازي: كله مسعى ويأخذ حكما واحدا
* وعن توسعة المسعى وحكم السعي فيه، وحكم توسعة المسعى والجواز للسعي في منطقة المسعى، تحدث المرجع الشيعي ناصر مكارم الشيرازي، وهو نائب المراجع الدينية في إيران بعد المرشد علي خامنئي، فقال «إن توسعة المسعى جائزة» كما يرى سماحته جواز السعي في المسعى الجديد وقال سماحته إنه كله مسعى ويأخذ حكما واحدا. وقال الشيرازي «أرى جواز السعي في المسعى الجديد، أي المناطق التي ستقوم بتوسعتها الحكومة السعودية لأنها من منطقة المسعى» ولا يرى الشيرازي حرجا في التوسعة الجديدة، ودعا للسعي فيها دون خوف شرعي لأن التوسعة الجديده تقع ضمن نطاق منطقة المسعى الشرعي.
وشكر الشيرازي القائمين على موضوع توسعة منطقة المسعى لأنها تصب في خدمة ضيوف بيت الله تعالى. موسوي: التوسعة تسد حاجة ضرورية للمسلمين
* أكد محمد موسوي مستشار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وسفير إيران في دمشق والفقيه المعروف، دعمه لعملية التوسعة التي تنفذها الحكومة السعودية حاليا في منطقة المسعى، وقال إنه يضم رأيه لرأي علماء الإسلام الموافقين على التوسعة في حدودها الشرعية، وقال: إن التوسعة الجديدة هي مشروعة لكونها داخلة في مشمول المسعى وامتداد له وتسد حاجة ضرورية للمسلمين، وقال: إن عموم المسلمين في إيران يرون بمشروعية التوسعة، وقال: إن عموم فقهاء ومسلمي إيران يقفون إلى جانب التوسعة التي أفتى بها سماحة المرجع الأعلى للجمهوريه علي خامنئي في تصريح خاص ل(الدعوة)، حيث أفتى سماحته بإجازتها. وقال: ديننا دين يسر وسهولة، ونص الإسلام الحنيف على التيسير وليس على التعسير ولأجل أن هذه التوسعة عمل خير وفيها منفعة للمسلمين. وشكر موسوي الحكومة السعودية على اهتمامها بالمشاعر المقدسة ولما تقدمه هناك من خدمات كبيرة لحجاج وضيوف بيت الله الحرام ومن أبرزها التوسعات الكبيرة بالمشاعر المقدسة.
عزيز: توسعة المسعى ترفع المعاناة عن الحجاج والمعتمرين
* قال الشيخ عبد الغفار عزيز صاحب أمين عام الجماعة الإسلامية بالباكستان للشؤون الخارجية : إن أكف المسلمين في كافة بقاع الأرض ترتفع وتتضرع إلى الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأن يبارك له في صحته ويجعله ذخرا للإسلام والمسلمين. وأضاف الشيخ عبد الغفار عزيز قائلا: لقد وعد الملك عبد الله بن عبد العزيز وأوفى.. إن الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله يوم ولاه الله تعالى هذه الأمانة العظيمة الولاية الشرعية على المقدسات قام بواجبه الشرعي خير قيام وأخلص لها، وأكد أن خدمة الحرمين الشريفين فوق كل شيء، وهي شرف لكل مسلم، وتحمل حفظه الله المسؤولية باقتدار، وأدى واجبه أمام الله، وحقق الإنجازات التي استفاد منها كل مسلم تطأ قدماه أرض الحرمين الشريفين، ويتشرف بأداء الحج أو مناسك العمرة أو يذهب إلى المدينة المنورة ويزور مسجد رسول الله ويؤدي الصلاة فيه.
وقال أمير الجماعة الإسلامية في الباكستان «لقد سمعنا من خادم الحرمين الشريفين حديثه عن استكمال التوسعة، والمشروعات التي تنفذ في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ورأينا بأعيننا الإنجازات على أرض الواقع، رأيناها في التوسعة العملاقة في الحرم المكي التي استفاد منها الآلاف، ورأيناها في الطواف والطوابق المختلفة، وفي المسعى القديم والطوابق الثلاثة، والخدمات التي توفر للمسلمين، وشاهدنا الإنجازات في التوسعة الكبيرة في المسجد النبوي والأماكن المحيطة به، والخدمات والمرافق، وكذلك في المشاعر المقدسة، حيث الخيام المجهزة ضد الحريق في منى، وتهيئة كل السبل لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وكذلك المشروعات التي نفذت في عرفات الله التي صارت واحة خضراء ومرافق وجسور وكباري ودورات مياه، وخدمات لا تحصى ولا تعد، وكلها لخدمة ضيوف الرحمن.
إن من يرى على الطبيعة يدرك حقيقة هذه الإنجازات ويعرف كم من المليارات أنفقت لوجه الله من بلد شرف بخدمة الحرمين الشريفين.
وقال الشيخ عبد الغفار عزيز صاحب: إن أعداد الحجاج في تزايد، وهذه الزيادة سواء في الحج أو في عمرة رمضان، وحتى على مدار العام، تتطلب المزيد من المشروعات والتوسعات، وهو ما تقوم به قيادة المملكة خير قيام. وزيادة الأعداد التي تتوافد إلى الحج مظهر من مظاهر الصحوة الإسلامية ولله الحمد، وعودة للمسلمين صادقة إلى دينهم وإلى ربهم، وأداء الفرائض والعبادات، ونرى الآن الشباب هم أكثر الشرائح في الحج، كما نرى كبار السن والضعفاء والمرضى والنساء، وهذه الزيادة في الأعداد تتطلب زيادة في الخدمات والمرافق، وتتطلب لمسة حانية من قيادة المملكة، وهو ما يقومون بفعله ولا يمكن لأحد أن يقف ضد هذه التوسعة ومنها توسعة المسعى لأنه يقف ضد الدليل الشرعي الواضح كما يقف أيضا ضد مصلحة المسلمين.
وقال الشيخ عبد الغفار صاحب: إن الحج مشقة، هذا أمر معروف، والجهود التي تبذل لراحة الحجاج تسهم في تذليل الصعوبات وفي رفع بعض المشقة عن المسلمين. فجسر الجمرات حل مشكلة التدافع والاختناقات التي كانت تؤدي إلى وفيات بين الحجاج، وهذا ولله الحمد أمر عظيم، وقد أنفقت عليه المملكة مليارات الريالات، وجاءت توسعة المسعى، من الناحية الشرقية للمسجد، لترفع المعاناة عن الحجاج والمعتمرين، وتخفف الاختناقات، وهي أمر جيد وممتاز وخدمة للمسلمين جميعا.
وتمنى الشيخ عبد الغفار صاحب بإنجاز القطار السريع الذي يربط بين المشاعر لأنه بإذن الله سوف يحل الكثير من مشكلات المرور والزحام والتكدس وقال: نحن متأكدون أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لن تدع شيئا يخفف عن الحجاج والمعتمرين إلا وقامت به.
وقال: نحن مع خادم الحرمين الشريفين ندعو الله له بالأجر والمثوبة. إن ما فعله خادم الحرمين الشريفين من توسعة المسعى هو المطلوب والمتعين شرعا، وهو الذي يتحتم فعله لأن المسعى ضاق بالمسلمين ولحق الضرر ببعض الحجاج وبالتالي لا بد من استكمال إدخال بعض الأجزاء المتبقية منه عرضا في المسعى من خلال التوسعة. وقال إن ولي الأمر والمؤتمن على هذه المقدسات قام بواجبه الشرعي تجاه أمته فلا نملك إلا الدعاء الصادق له باسمنا وباسم كل مسلمي باكستان الذين يؤيدون كلهم كل الخطوات التي اتخذت في المشاعر لخدمة الحجاج ومنها توسعة المسعى التي جاءت موافقة ومطابقة للدليل الشرعي. نسأل الله تعالى أن تكون كل هذه الأعمال الجليلة التي قام بها ولي أمر المسلمين في ميزان حسناته.
عثمان: كل علماء الأمة مع هذه التوسعة
* أثنى الشيخ علي ميرغني عمر عثمان، رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، على الجهود الكبيرة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز في المشاعر المقدسة وفي الحرمين الشريفين، وقال: إن كل مسلم يقدر هذه الجهود وينظر لها بعين الرضا والتقدير والامتنان ولكل من كان وراءها.
وقال: إن هذه البلاد المقدسة، المملكة العربية السعودية، شرفها الله تعالى بخدمة الحرمين الشريفين والقيام على هذه المقدسات، وقد قامت بما يرضي الله تجاهها. وقال في حديث خاص ل(الدعوة): إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله. نحن كعلماء وكمسلمين نسأل الله أن يقوي خادم الحرمين الشريفين لقيامه بالمهام الكبيرة التي يضطلع بها أمام الأمة ومنها المنجزات والتوسعات في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقال: إن توسعة المسعى بالذات فيها راحة حجاج بيت الله الحرام وكل من قصد هذا البيت معتمرا أو زائرا. وقال فضيلته: إن جميع الحجاج الذين يصلون إلى المملكة دائما يثنون عليها وعلى ولي أمر المسلمين ويدعون الله أن يوفقه ويحفظه لأن هذه التوسعة جاءت شاملة في عرفة ومنى ومزدلفة والجمرات والمدينة المنورة، وقال: إن هذه المنجزات وهذه المشاريع الإسلامية العظيمة تجعل الناس يشعرون بالامتنان الكبير لقيادة هذا البلد وهذه المنجزات والمشاريع والتوسعات جعلت كثيرا من الناس يثنون ثناء طيبا على هذا البلد ويدعون بالخير لخادم الحرمين الشريفين، نسأل الله له التوفيق والسداد.
وعن توسعة المسعى قال فضيلته: لعلك تلاحظ زيادة عدد الحجاج والمعتمرين عاما بعد آخر ولعلك تلاحظ زيادة عدد تدفق هؤلاء المتعطشين للحج والعمرة وزيارة البيت الحرام، فالزيادة مستمرة عاما بعد آخر والزيادة في أعداد الحجاج لا تتوقف، بل هي مستمرة سنويا، وقد لاحظنا ذلك في التلفاز هذا العام، الزيادة كبيرة، وكل سنة ستزيد، وقد لاحظنا أيضا أن توسعة الجمرات أنهت المشاكل والزحام والتدافع والتساقط وأن المشاكل التي كانت تحدث من قبل لم تعد تحدث بعد التوسعة الكبيرة في رمي الجمرات ما دل على أن هذه التوسعة كبيرة جدا يسرت على المسلمين، وهكذا ستكون إن شاء الله من نتائج توسعة المسعى.
وأضاف فضيلته: أما توسعة المسعى عرضا فقد جاءت وفق قواعد الشرع الحنيف، فهي توسعة داخلة في الصفا والمروة وضمن حدود المسعى، وقال: إن فيها فائدة كبيرة للحجاج، وهذه التوسعة تكفي الناس، والجميع يدعو للمملكة وحكامها الذين ولاهم الله أمر هذا البيت وكان لهم شرف الولاية الشرعية عليه، نسأل الله سبحانه لهم التوفيق والسداد وأن يحفظهم من شرور الأعداء وأن يثيبهم على هذه المنجزات والعطاءات الخيرة.
وأضاف فضيلته: إن جهود خادم الحرمين الشريفين وجهود المملكة لم تكن مقتصرة على المشاعر المقدسة ولا على ما يجري في مكة والمدينة النبوية، فجهودهم عامة وملموسة لجميع المسلمين من بناء المساجد والمساعدات التي تقدم للمسلمين في أنحاء العالم والشعور بحاجة المسلمين في أزمنة النكبات والكوارث والمحن، وكذا نشر الكتب وفتح المكاتب للدعوة في العالم الإسلامي والعالم الآخر، ولذلك فكل مسلم ممتن.
وقال: كل العلماء بل كل المسلمين يثنون ثناء كبيرا على كل الخدمات التي هي أشمل من التوسعة في الطرقات والسيارات حتى ينتهوا من المناسك والعلماء في جميع أنحاء العالم يثنون ويدعون بالخير والسداد لولي أمر المسلمين لأن ما قام به هو عمل جليل وطيب وفيه مرضاة لرب العالمين. وحجاج السودان مثل كل مسلمي العالم عندما يعودون يدعون في كل عام للمملكة وحكامها.
وعن علاقة جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان بالمملكة العربية السعودية قال: هي علاقة المسلم بالمسلم، فالمسلم أخو المسلم لا نستطيع أن نصور هذه العلاقة، فقد كانت ولا تزال علاقتنا مع المملكة وعلماء المملكة علاقة وثيقة طيبة، فقد بنت لنا المساجد والمستشفيات والدور والآبار، وأموالهم تأتينا ونفعل بها الخير لليتامى والأرامل والمحتاجين وفي كل المواسم يرسلون لنا أموال الزكاة، والناس هنا يدعون ويباركون هذه الجهود من المملكة ويترحمون على الملوك والحكام السابقين ويدعون للملك عبد الله بن عبد العزيز أثابه الله على عطاءاته وجهوده، وتصلنا من بين وقت وآخر إعانات كثيرة من خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز تصرف على دور العلم والعبادة وتساعد في نشر العلم الشرعي الصحيح وتوسيع قاعدة الدعوة. وقال: وصلتنا قبل أيام مساعدات كبيرة من قيادة هذا البلد الكبير، والملك عبد الله يساعد الضعفاء والمحتاجين ويسهم في مساعدة الناس على الحج والعمرة، فهناك آلاف الحجاج سنويا على حسابه الشخصي، نسأل الله له التوفيق والسداد.
وقال «إنني آخر مرة زرت فيها المملكة كانت في عام 1999م، وقد رأيت تغيرات واسعة، ثم شاهدت تطورات أخرى عبر وسائل الإعلام، وعبر كلام الناس في كل يوم تجد تغيرات كبيرة جدا، وأنا وجدت مكة تغيرت عن عام 1977م عندما زرتها أول مرة، فقد كانت الدور والمساكن قريبة جدا من الحرم وقد أزيلت عمارات فيها عشرات الطوابق من أجل التوسعة ومن أجل راحة المسلمين والتوسعة مستمرة سواء في المسعى أو في غيره والملك عبد الله مستمر في عطاءاته وجهوده من أجل أمته جزاه الله خير الجزاء».
وقال إن هناك تعاونا وثيقا موجودا دائما مع وزارة الشؤون الإسلامية ومع الجهات الشرعية في المملكة عموما، والحمد لله تأتي الوفود إلى المملكة ويشارك أعضاؤنا في المؤتمرات والندوات والأعمال الإسلامية.
علماء كبار في السعودية: التوسعة تنسجم مع الدليل الشرعي الصحيح
* أصدر عدد من كبار العلماء والفقهاء في المملكة بيانات وفتاوى تعضد توسعة المسعى مبينة جواز هذه التوسعة ومؤكدة أنها تنسجم مع الدليل الشرعي الصحيح من كل وجه. وبين هؤلاء الفقهاء الكبار المنطلقات الشرعية التي اعتمدت عليها التوسعة، مؤكدين أن التوسعة امتداد للمسعى وأن المكان كله مسعى ويأخذ حكما واحدا، ومن بين هؤلاء الفقهاء أعضاء في هيئة كبار العلماء في المملكة، أمثال الدكتور عبد الله المطلق والشيخ عبد الله بن منيع والدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، وآخرون من هيئة كبار العلماء، وعضو الإفتاء السابق العلامة عبد الله بن جبرين وعدد من أعضاء مجمع الفقه الإسلامي وفقهاء وعلماء وأكاديميون متخصصون في الفقه وأصوله والحديث وعلومه والتفسير وعلومه حيث أبانوا بوضوح الحكم الشرعي الصحيح في هذه التوسعة، مؤكدين أنها جاءت وفق الدليل الشرعي الصحيح.
الفلاحات: التوسعة ضرورة إسلامية فرضتها ظروف الواقع في المشاعر المقدسة
* أبدى الشيخ سالم الفلاحات، مراقب الإخوان المسلمين في الأردن، ارتياحه الكبير للتوسعات الكبيرة داخل المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين، وقال عن خطوة التوسعة الجديدة في منطقة المسعى: «نعتقد أن الشريعة الإسلامية جاءت للتيسير على المسلمين، والرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان يختار لأمته الأسهل، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وقال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا. وكان يقول لأصحابه افعلوا ولا حرج، وبما أن أعداد الحجيج المسلمين في ازدياد مطرد كل عام فإنه تحصل المشقة في منطقة المسعى جراء التزاحم الكبير الحاصل هناك لضيق المكان بالناس، وهذا فيه ضرر عليهم وإلهاء وإشغال لهم عن عبادتهم التي جاؤوا لأجلها بعملية التدافع التي قد يكون فيها أذى للمسلمين، ولهذا كان لا بد من إيجاد وسائل وحلول توسيعية للناس ليؤدوا فروضهم بيسر وسلامة ولا شك، بل إن الحج له مقاصد كبيرة وظاهرة وهناك مقاصد باطنة منها طاعة الله وهي ليست حركات وتنقلا من مكان لآخر فقط. ولا شك بأن الخيرية تكمن في الطاعة والتعبد والتمسك بأصول هذه العبادات، ولماذا شرعت علينا. وقال إن هذه التوسعة في المسعى جاءت موافقة للدليل الشرعي كما يظهر من استعراض الأدلة، كما تأتي التوسعة الجديدة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الوقت المناسب وهي ضرورة إسلامية فرضتها ظروف الواقع في المشاعر المقدسة وفي منطقة الحرم المكي الشريف، ونحن نؤيدها لأنها دفع للضرر وجلب للمنفعة ولمصلحة المسلمين. ونشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على هذه الخطوات وهذه المنجزات التي تنعكس فائدة ومنفعة لمصلحة المسلمين من حجاج بيت الله الحرام وعماره وسائر قاصديه، وهي تيسير عليهم ورفع للحرج والمشقة عنهم فوق ما يعضدها من أدلة أخرى.
السالوس: بدون التوسعة.. كيف سيسعى الحجاج؟!
* قال الدكتور علي السالوس، الفقيه المعروف وعضو مجمع الفقه الدولي وأستاذ الفقه والشريعة ان جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة الحرمين والمشاعر المقدسة، فقال: الله عز وجل قد هيأ لدينه أن يحفظ، فحفظ كتاب الله تعالى في قوله: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» (الحجر: 9) وكذلك حفظ سنة رسول الله. ولذلك هيأ لها من يحفظها حتى أيامنا هذه، فنقرأ في أيامنا هذه الحديث الشريف فنعرف من سمعه من رسول الله، ومن سمعه من الآخر، وهكذا إلى أن وصل إلى الأئمة الذين دونوا السنة، وهذا لم يكن لأي أحد في العالم، حتى الكتب المسماة بالكتب المقدسة لم تحفظ بهذه الطريقة، وهذا من فضل الله علينا.
وكان من فضل الله على دينه أن هيأ للأمة من يحفظ لها دينها، ونحن الآن والحمد لله نعرف شعائر ديننا تماما بفضل الله تعالى.
هذه الشعائر هيأ الله لها من يقوم بتهيئة أماكنها فإذا كان المكان غير مهيأ فلن نستطيع أن نقوم بأداء هذه الشعائر.
وكلما زادت الأعداد يقوم المسؤولون بتهيئة وتوسعة الحرمين الشريفين، وهكذا رأينا أن المسجد النبوي الشريف كان البقيع خارج المدينة في عهد النبي. الآن البقيع بينه وبين المسجد طريق واحد. ثم وجدنا توسعة المسجد الحرام لتهيئة المكان للمسلمين لكي يقوموا بشعائرهم، وكان الطواف منحصرا بين مقام إبراهيم والكعبة المشرفة، وكلما زادت الأعداد احتجنا إلى من يوسع هذه الأماكن حتى وصلت إلى ما هي عليه تتسع لهذه الأعداد.
وأخيرا ما كان في المسعى من توسعة جيدة، حيث كان المسعى يضيق بالناس، فوجدنا الآن الدور الثاني ثم بعد هذا وجدنا التوسعة الأخيرة الكبيرة، وهل هي جائزة للطائفين أم لا، هذا حكم شرعي نترك المجال فيه للمجامع الفقهية وللفقهاء. وأفتى المجمع بحكم المسعى بعد أن انفصل، وإن كان هناك من كان له رأي مختلف إلا أن فقهاء الأمة ومفتيها والمجامع الفقهية المعروفة والهيئات الشرعية وهيئات الإفتاء كلها قالت كلمتها وكلها أفتت بالجواز ولهذا عندما أذهب إلى مكة المكرمة بإذن الله تعالى في الوقت القريب فأول ما سأفعله أنني سأقوم بأداء العمرة وأسعى في هذا المسعى الجديد دون انتظار لفتوى الجواز أو عدم الجواز لأنه ليس من المعقول أن يرغم الناس كل الناس على السعي في مكان يضيق بهم ومكان صغير مع إمكانية وجود توسعة له وهي جزء منه، وهل يعقل أو يقبل شرعا أو عقلا أن يقول قائل أوقفوا السعي حتى افتتاح المسعى؟ هل يقبل ذلك شرعا؟ لهذا فإن الله عز وجل من فضله وكرمه هيأ للمسلمين من يقوم بتهيئة أماكن شعائرهم، كما حفظ دينه من قبل، والحمد لله سبحانه والشكر له على أن هيأ لنا من يقوم بحفظ ديننا وأماكن شعائرنا، يوسع على المسلمين منطلقا من قواعد الشرع الحنيف ومتقيدا وملتزما بها.
وأضاف قائلا: إن هذه التوسعة الجليلة لو لم تكن موجودة فإن هذا العدد الكبير لن يستطيع أن يسعى، وأتصور أن يأتي الوقت الذي لا يجد المسلمون فيه مكانا للسعي إذ ترك على ما كان عليه من ضيق، ولذلك وجدنا ابن القيم رحمه الله في رسالة إعلام الموقعين يقول: تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والعادات والأعراف، ولذلك يجب أن يراعى هذا، والآن يصلي المسلمون الجمعة في أوروبا وأمريكا في دفعتين في يوم واحد، ويصلون العيد كذلك لأن المكان لا يتسع ولا بد أن تتوافق الفتوى مع الزمان والمكان لأننا لا نتصور أن يظل عدد المسلمين كما هو الآن فإذا تضاعف عدد الحجاج والمعتمرين مرتين أو ثلاث مرات وأصبح عددهم في المسعى ثلاثة أو خمسة أو عشرة ملايين كيف سيسعون؟! وإذا كان المسعى القديم ضاق بهذا العدد فكيف نواجه تلك الزيادات؟. ثم تحدث فضيلة الدكتور علي السالوس عن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين فقال: الحقيقة إن جهود ودور الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في خدمة الإسلام جهود كبيرة وهذا أمر ملموس وواضح، وكل من ذهب إلى أي مكان في العالم الإسلامي، بل إلى أوروبا وأمريكا، يجد آثاره، ولا أظن أن خادم الحرمين الشريفين في حاجة إلى من يتحدث عنه وعن جهوده، لأن هذا واضح بيِّن ولا يحتاج إلى بيان، وجزاك الله خيرا.
المدني: مبادرة خادم الحرمين جاءت توسعة على المسلمين ورأفة بهم وشعورا بحاجتهم
* تحدث الشيخ عطاء الرحمن المدني المفتي العام لجماعة أهل الحديث المركزية في الهند وأحد أكبر العلماء في العالم الإسلامي وهو مرجع شرعي كبير لمسلمي الهند، فقال: إن كل مسلم يتابع ما يجري في الحرمين الشريفين من منجزات، وكل مسلم لا شك يهمه ما يتم فيهما لأن كل مسلم يقصد هذه الأماكن لا بد في يوم من الأيام أن يزورها حاجا، أو حاجا ومعتمرا أو معتمرا وزائرا، فهذه المشاعر تهم كل مسلم والمملكة العربية السعودية أولاها الله تعالى الولاية الشرعية على هذه المقدسات فكانت لها الولاية وهي مسؤولية عظيمة أمام الله وهي مسؤولية كبيرة، وباستقراء ما اتخذته المملكة من أعمال في المشاعر وما قام به ولي أمر المسلمين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أعمال في المشاعر وما اتخذه بموجب ولايته على البيت الحرام اتضح لكل مسلم مخلص صادق أن هذه الأماكن المقدسة في أيد أمينة ترعاها بمسؤولية وصدق وأمانة وترعى هذه الرسالة أيد ناصحة واعية لشرع الله تتمتع ببصيرة شرعية ودين وأمانة. ومن لطف الله تعالى بأمته أن يتوفر في ولي أمر المقدسات الإسلامية وولي أمر المسلمين هذا القدر الكبير من العلم والنصح والحكمة.
وقال: لقد زرت المقدسات في المملكة العربية السعودية قبل قرابة نصف قرن وزرتها مرارا بعدها، فوجدت أن الحكومة السعودية تنجز منجزات كبيرة يصعب حصرها ومنجزات متلاحقة في كل مشعر وفي كل مكان وتكررت زياراتي للمشاعر فلمست هذه المنجزات عن قرب وكان آخرها توسعة المسعى، حيث ضاق بالمسلمين وأصبح من المتعذر بقاؤه على وضعه فكانت مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز بتوسعته توسعة على المسلمين ورأفة بهم وشعورا بحاجتهم للتوسعة والسعة. وأضاف قائلا: كل مسلم سواء في الهند، أو في أي بقعة كانت، لا شك أنه سعيد بما يجري سواء في المسعى أو في غيره، لأن كل ما يتم في المسعى أو في المشاعر هدفه راحة المسلمين ورفع المشقة والحرج عنهم وهو عمل نبيل مشكور وعمل إسلامي صحيح هدفه رضا الله تعالى والتخفيف على الأمة.
وقال إن من مقاصد الشريعة التيسير على الأمة والتخفيف عليها ورفع العنت عنها وهي قواعد شرعية يعرفها كل مسلم، ونحن سعداء بما جرى ويجري في المشاعر المقدسة وهو شعور عام لدى كل مسلم إن شاء الله.
نحن لا نملك إلا الدعاء الصادق لولي أمر المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز. ولا نملك إلا التوجه إلى الله جلت قدرته أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يثيبه على هذه المنجزات التي هي لصالح الإسلام والمسلمين.
ونحمد الله تعالى أن جعل مقدسات المسلمين في هذه الأيدي الناصحة الصالحة الصادقة الأمينة التي ترعى أمانة الولاية خير رعاية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.