على خلاف بعض الجهات اختارت بعض الأطراف كسر الركود الذي يخيم على المشهد الثقافي في هذه الفترة تحديدا من أجل بعث حركية في الوسط وهو تقريبا ما تهدف إليه التظاهرة السينمائية التي يحتضن فعالياتها كامل هذا اليوم المركب الثقافي بمدنين والتي يشترك في تنظمها مع الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة والتي تدور تحت شعار «السينما وثقافة المقاومة» بمشاركة وحظور سينمائيون من تونس وأجانب. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية عرض أشرطة سينمائية تتمحور مواضيعها حول المقاومة والثورات ضد الأنظمة الحاكمة الجائرة في حق الشعوب. وعلل أحد الأطراف المشاركة في تنظيم هذا الموعد السينمائي اختيار هذه النوعية من الأفلام من حيث مضمونها الذي ينتصر للثورات أو ما اصطلح على تسميته البعض في فترات سابقة بالمقاومة لتكون حاضرة في هذه الدورة في إطار الإحتفاء بالتغييرات الإيجابية الحاصلة في المنطقة العربية أبرزها ما تحقق في تونس خاصة أن عرض الأفلام سيكون مشفوعا بنقاشات. ومن بين الأشرطة السينمائية التي تعرض في هذا الفضاء اليوم شريط طويل يحمل عنوان» ثقافات المقاومة» للمخرجة يارا لي وفيلم قصير مدته 22 دقيقة من انتاج الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة عنوانه «أرواح محترقة من إخراج جهاد بن سليمان. أما الجزء الثاني من هذا اليوم فمن المقرر أن تعرض في المركب الثقافي بمدنين وفي إطار نفس التظاهرة فيلم «فابريكا دينوس» وهو فيلم اسباني للمخرج أنطوان منتدز وسبق أن تحصل على الصقر الذهبي في مهرجان قليبية الدولي في دورته الأخيرة. فيما يعرض إثره فيلم « الرقاب» وهو من انتاج مشترك تونسي بلجيكي للمخرج البلجيكي أميلي فالمنيا وتحصل بدوره على الجائزة الثالثة في نفس المهرجان بقليبية. ومن المنتظر أن تسجل هذه التظاهرة حضورعدد كبير من الوجوه السينمائية من تونس وغيرها من الدول الأخرى لا سيما في ظل توجه الاهتمامات إلى تنشيط الحركة الثقافية في الجهات الداخلية للبلاد من جهة والعمل على استقطاب والاستفادة من المواهب والكفاءات المختصة في مختلف المجالات الثقافية بما في ذلك السينما وذلك في إطار المساعي المبذولة لتحويل هذه القطاعات إلى مجالات تساهم في دعم التنمية الاقتصادية داخل الجهات.