تونس - الصباح: تبقى الاستشارة الوطنية للموسيقى التي أذن بها رئيس الدولة أحد أبرز الاحداث الفنية التي ميزت سنة 2007 حيث تعددت الجلسات وتنوعت النقاشات لأجل تشخيص «الامراض» التي «أصابت» الساحة الفنية التونسية... ويبرز ما عاشه مسرح الهواء الطلق بصفاقس ذات ليلة من ليالي 2007 الجانب الأشد ألما وحزنا على الساحة الغنائية التونسية... فمخلفات حفل «ستار أكاديمي» مازالت تلقي بظلالها بشكل رهيب ومؤلم بتأثيراته السلبية على الإنتاج والابداع الموسيقي في تونس. ركود في الانتاج سنة 2007... لم تكن بالحجم المنتظر على مستوى الإنتاج... بل يمكن القول إنه كان شبه منعدم بدرجة تدفع على التساؤل عن سر هذا «الضعف» الكبير الذي شهدته الساحة الغنائية على مستوى الانتاج. ... فجل الفنانين إن لم يكن جميعهم اكتفوا بدور المتفرج في أغلب الاحيان أو تكرار ما سبق إنجازه أو إعداده في سنوات ماضية... فلا لطفي بوشناق استطاع أن يقدم لنا أغنية لها وقعها لدى المتلقي ولا الفرقة الوطنية للموسيقى حققت الاجماع حول قيمة ما قدمته من إنتاجات... ولا نوال غشام أو حتى علياء بلعيد ومحمد الجبالي ونبيهة كراولي... والقائمة طويلة في هذا المجال... زياد غرسة... الاستثناء وسط هذا الركود برز الفنان زياد غرسة بغزارة حضوره في التظاهرات والمواعيد والمهرجانات الوطنية بما سعى إلى تقديمه من إنتاجات وإبداعات تونسيةأصيلة وحميمة وهو الذي أسس لتقليد فني في رحاب الرشيدية من خلال تخصيص حفلاتها الشهرية لتكريم أحد أعلام الموسيقى في تونس... مهرجان الموسيقى.. غضب كبير إنتاب الغضب الكبير الفنانين التونسيين في دورة 2007 لمهرجان الموسيقى التونسية لعديد الاعتبارات منها على وجه الخصوص اختيارات الهيئة المديرة للمهرجان المتعلقة بالفرق الموسيقية التي كلفت بتنفيذ سهرات المهرجان حيث تم «إبعادها» وتكليف فرقة موحدة لهذه السهرات وكان لهذا القرار أثره السلبي على العديد من الموسيقيين... ثم لا ننسى «الابعاد» لمطربي صفاقس والذي تم اعتباره «مقصودا» رغم ما قدمته الهيئة المديرة للمهرجان من تبريرات. ظاهرة أخرى برزت على الساحة الفنية تمثلت في عزوف الجمهور عن حضور سهرات المهرجانات ويعود ذلك إلى بعض «الاختيارات» التي لم تحقق المرجو منها... وحتى الأسماء العربية التي راهنت عليها بعض المهرجانات أكدت بما لا يدع للشك حالة الركود وعدم ضمانها الاقبال الكبير والربح المادي. هؤلاء فارقونا أسماء فنية تونسية رائدة في مجالها رحلت عنّا إلى دار الخلد نذكر منهم الفنان الكبير عبد الحميد بنعلجية والشاعر حسونة قسومة والفنان مصطفى الشرفي...