وقوفي على ركح قرطاج مع الفنان حسين الأعظمي تحية من تونس إلى بغداد يعتبر الفنان زياد غرسة اليوم قامة فنية وذلك على الرغم من صغر سنه فاشتغاله على الاصيل في الموسيقى التونسية اهّله لاحتلال موقع الصدارة على الساحة الموسيقية التونسية.. فصار حضوره مطلوبا في التظاهرات الموسيقية بتونس وكذلك بالخارج. صحيح هو ابن الفنان الكبير الراحل الطاهر غرسة لكن موهبته لا تقبل التشكيك. ينتظر زياد غرسة في مهرجان قرطاج في دورته الثالثة والاربعين موعدان هامان.. اذ يختتم المهرجان في عرض بادارة فرقة الرشيدية ويتقاسم الركح مع الفنان الكبير حسين الاعظمي في سهرة الاربعاء 18 جويلية بالمسرح الاثري بقرطاج.. حول هاتين المشاركتين كان لنا لقاء مع الفنان زياد غرسة. الحديث تعرض ايضا لمشروعه الخاص بالرشيدية التي يقودها منذ حوالي عام خلفا للراحل الفنان عبد الحميد بنعلجية. كيف تصورتم عرض الاختتام للدورة الجديدة لمهرجان قرطاج الدولي مغ فرقة الرشيدية؟ يحمل العرض عنوان «ألحان» الهدف منه تكريم كبار الملحنين بالبلاد. وهو نفس العمل الذي قامت به مجموعة الرشيدية على امتداد هذا العام. و«ألحان» هو عبارة عن حوصلة لعمل عام كامل تمت صياغته في شكل عرض متكامل. ويشارك فيه حوالي 80 عنصرا بين منشدين وموسيقيين وعدد من المطربين التونسيين.. العرض يخصص كذلك وصلات من الموسيقى الاندلسية اي المالوف بالخصوص. العرض كما سبق وذكرنا يكرم كبار الملحنين التونسيين عموما لكنه يقدم تحية خاصة للراحلين عبد الحميد بنعلجية وعلي السريتي وهما من بين اهم الفنانين الذين عرفهم القرن الماضي. فكرة تقديم سهرة مشتركة مع الفنان العراقي حسين الاعظمي.. كيف تبدو لك؟ الفكرة تعود للأستاذ محمد رجاء فرحات وقد اسعدتني كثيرا.. ومشاركتي ستكون تحية للأستاذ حسين الاعظمي بالغناء التونسي، بالقصيد، بالارتجال وبالمالوف.. هي تحية من تونس الى بغداد. ما هي المشاعر التي تثيرها فيك هذه السهرة مع فنان من طرار حسين الاعظمي؟ بمعنى آخر هل تتطلب استعدادات خاصة؟ حسين الاعظمي استاذ في مجاله وقيمة فنية بارزة.. والاداء خلال هذه الليلة.. يتطلب بالفعل استعدادات خاصة والوقوف عند الجزئيات مع المحافظة على خصوصيات الفنان.. لكن بصفة عامة يبقى لاجواء الحفل دور في تحديد نوعية العرض.. وانا اقرب الى الترجيح بان الجمهور الذي سيواكب هذه السهرة جمهور من نوعية خاصة يأتي خصيصا للاستماع. هل يمكن القول انه في صورة ما توفرت الاجواء المطلوبة فان الجمهور سيكتشف وجها جديدا للفنان زياد غرسة؟ اجواء الحفل تجعل الفنان يتحرر ويعطي من نفسه الكثير وهذا هو الفرق بين عرض وآخر.. بالطبع لا يمكن المقارنة بين فنان واخر ولكن عادة حضور الفنان من طينة حسين الاعظمي الذي يؤدي المقام العراقي خاصة على الطريقة التقليدية يكون حافزا للارتقاء بالعرض. لكن الجمهور خلال السهرة لن يحكم بالطبع من خلال تاريخ هذا الفنان او ذلك ولكن من خلال ما يقدمه ودرجة اتقانه. هذه ليست التجربة الاولى بالنسبة لك حينما تقف الى جانب قامة موسيقية عربية على نفس الركح وفي نفس السهرة؟ سبق لي وان تباريت مع اسماء كبرى ومن طراز عال في عدد من الدول العربية (يتحاشى زياد غرسة الحكم على نفسه في حين يؤكد مرافقه ان تفوق زياد كان واضحا في مثل هذه المناسبات) ويواصل ضيفنا: غير اني اؤكد ان مشاركتي الفنان حسين الأعظمي هي تحية تونسية على طريقتنا الخاصة في مدة لا تتجاوز 30 دقيقة الى هذا الفنان الكبير، تحية من تونس الى بغداد. تم تعيينك على رأس مجموعة الرشيدية، هل يحمل زياد غرسة مشروعا خاصا لهذه المجموعة؟ بداية المشروع انطلقت من تنظيم هيكلة الفرقة.. صارت الامور اكثر جدية واشد انضباطا فقد تكثف عدد التمارين ثم اصبحت الفرقة قارة وبدأنا في الاشتغال على اعمال الرواد واستعدنا الطريقة القديمة في العمل. صرنا ايضا نعوّل مجددا على الاصوات مع منحها فرصة للظهور والتميز وذلك بالتوازي مع الاداء الجماعي. يحرص المهتمون على ابراز دور الرشيدية في حفظ التراث لكن عادة ما يوجه لها النقد حول قلة الانتاج؟ الانتاج لم ينقطع ابدا لكن ظروف السوق تجعل هذا الانتاج في اغلبه غير معروف. فنحن بخلاف دعم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لا نحظى بالتشجيع والسؤال موجه الى المستثمرين: لم لا يقدمون على مثل هذه التجربة التي أتصور انها تكون على الأكثر ناجعة؟ بالتوازي مع الانتاج بالرشيدية ماذا عن انتاجك الخاص؟ انا منتظم تقريبا في الانتاج. لدي بعض الاغاني الجديدة وبعض القطع عن الموشحات والموسيقى الآلية ونقدم في حفلات الرشيدية عادة مقطوعات كبرى جديدة. انطلقت ايضا في تجربة التعامل مع المطربين اذ تؤدي لطيفة اغنية «هكة» من الحاني، وقدمت ايضا لحنا جديدا للفنانة ليلى حجيج ولدي مجموعة اخرى من الاغاني سترى النور قريبا. كيف تقبلت بقية عناصر الرشيدية قيادتك للمجموعة؟ تمت العملية بشكل طبيعي، فقد كنت مشرفا على المجموعة الصوتية منذ حياة الاستاذ عبد الحميد بنعلجية كما أنني لا اعتبر نفسي قائدا بل عضوا في المجموعة.. حتى خلال التمارين اجلس الى جانبهم. فقيادة المجموعة لا تعني بالضرورة الوقوف امام الفرقة والظهور في موقع الصدارة.