"لن نصمت أبدا.. وسنكون بالمرصاد للسلفيين، ولكل من تخول له نفسه ممارسة العنف ضد التونسيين باسم الدين وبمنطق التكفير واستباحة الدماء".. هذه أهم رسالة وجهها المشاركون في الندوة التي نظمتها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أمس بالعاصمة حول العنف المسلط على النساء في الفضاء العام والسياسي.. وأكدوا على ضرورة تطبيق القانون من ناحية والوقوف صفا واحدا للتصدي بقوة لمن يحاولون جعل تونس "تونستان" أي شبيهة بأفغانستان من ناحية أخرى.. وعبروا عن إنزعاجهم من "الكابوس" الذي يعيشونه منذ ظهور هذه الجماعات التي قيدت على حد تعبيرهم "الحريات وانتهكت الأعراض وشوهت الحقائق". وبينوا انه لم يعد من المقبول ان تتغاضى الحكومة عن التجاوزات التي يرتكبها هؤلاء وحملوا الدولة مسؤوليتها كاملة في اتخاذ الاجراءات الردعية اللازمة ضد المخالفين واستغربوا سبب الصمت على ما يفعلون إلى حد الآن. وتحدثت أحلام بالحاج رئيسة الجمعية عن العنف المسلط ضد النساء في الفضاء العام والفضاء السياسي خاصة خلال الحملة الانتخابية واستنكرت بشدة ما تعرضت له العديد من المترشحات لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي من تقزيم لقدراتهن واستنقاص لكفاءاتهن في العمل السياسي، ونفس الشيء ينسحب على الناشطات الحقوقيات وعلى المربيات بالمؤسسات التربوية والمدرسات بالجامعات حيث يتعرضن يوميا للعنف اللفظي والجسدي المنظم.. ومن الأمثلة التي تحدثت عنها أحلام بلحاج ما تعرضت له مناضلات الجمعية وخاصة سعيدة قراش وبشرى بلحاج حميدة من حملة تشويه وعنف لفظي ومعنوي خلال الانتخابات وما تعرضت له سعاد عبد الرحيم من حزب حركة النهضة يوم افتتاح اشغال المجلس الوطني التأسيسي من عنف جسدي واعتبرت هذه المسألة غير مقبولة بتاتا.. وقدمت فاطمة جغام استاذة التعليم الثانوي بحي التضامن واسماء سعيدان الأستاذة المساعدة للتعليم العالي بالمعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان والجامعية رجاء بن سلامة شهادات حية عن العنف الجسدي والافتراضي الذي تعرضن له وعبرن عن اصرارهن الكبير على مواصلة نضالهن الحقوقي. وتحدثت حياة الورتاني عن مركز الاستماع والتوجيه للنساء ضحايا العنف التابع للجمعية وقالت انه ينصت للنساء اللاتي تعرضن لاعتداءات مادية ونفسية وجنسية سواء تم ذلك في الفضاءات العامة أو الخاصة كما يحاول توجيههن قانونيا.. وقالت سناء بن عاشور الناشطة الحقوقية: "إن العنف انتهاك للحريات ولحقوق الانسان.. لذلك يجب تكوين مرصد لتدارس هذه الظاهرة واقترحت كتابة "لائحة ضد العنف بجميع أشكاله" وتمريرها على المجلس التأسيسي والاحزاب السياسية والهيئات الانتقالية والمجتمع المدني للتوقيع عليها.. وفي إطار الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد النساء التي تتواصل من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر كانت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات قد عبرت في بيان لها عن اندهاشها لما يشهده الفضاء العمومي والسياسي من محاولات للمغالطة والتلاعب بمكتسبات الثورة وهي تتساءل عمّن يقف وراء الجماعات السلفية التي تجندت منذ الأيام الأولى بعد سقوط النظام الجائر للتصدي لكل من يطالب بالمساواة والكرامة والمواطنة.. وهل هي صدفة ان يتزامن الهجوم على كلية الآداب بمنوبة مع النقاشات الدائرة صلب المجلس الوطني التأسيسي وانطلاق محاكمات المتهمين بقتل الشهداء؟