شهدت مدينة صفاقس صبيحة امس تنفيذ الإضراب العام الذي قررته الجامعة العامة التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل والذي أيده أساتذة التعليم العالي وقد ساندهم الطلبة بالمئات لاسيما من المنتمين للمعهد العالي للموسيقى الذين انضموا للإضراب على وقع نوتاتهم الموسيقية ، ضد ما عبّروا عنه في وقفتهم الإحتجاجية ب"انتهاك الحرم الجامعي وعودة الدكتاتورية في شكل جديد". الإضراب يأتي على خلفية الاحداث التي تشهدها جامعة منوبة اثرحادثة منع طالبات منقبات من دخول قاعات الجامعة والاحداث التي تتالت بعدها.أحداث تتزامن مع موجة المد والجزر التي يعيشها المجلس التأسيسي الذي بدا متعثرا في خطواته. وقد شهدت جامعة الجنوب بصفاقس تجمهرا للأساتذة الجامعيين أمام مقر الإدارة لينضم إليهم جموع الطلبة الوافدين من كلياتهم والذين رأوا في المسألة تهديدا لمكتسبات ناضل من أجلها الطلاب منذ عهد حكم الرئيس السابق رافضين المساس بها من أي جهة كانت مرددين شعارات "لا لا للطائفية نحبوا دولة ديمقراطية" و"لا تطرّف لا رجعية لا للدكتاتورية" و"لا لانتهاك الحرم الجامعي"... رئيس جامعة صفاقس سالم بوعصيدة تحدّث ل "الصباح " قائلا بأنه "فيما يخص الهيئة واللباس والنقاب أو غيره فالجامعة لديها قواعد عمل وكل ما يتنافى مع قواعد العمل لا نقبله و نحن ضد أي تعنيف مهما كان شكله ولا نرضاه كجامعة". وأضاف رئيس الجامعة: "لا بد من اليقظة فمنذ أن انطلقت الحركة الثورية لاحظنا انفلاتا حقيقيا وعدم وجود سلطة تعين الحق على الباطل وأطراف ظنت نفسها قادرة على تمرير كل شيء بالعنف". الأساتذة وفي وقفتهم الإحتجاجية في اطار الإضراب استنكروا عدم خروج بيان إلى غاية هذا اليوم بخصوص الموقف مما يحدث داخل الجامعة واعتبروا أن ارتداء النقاب داخل الجامعة يتعارض والطرق البيداغوجية للتعليم. عميد كلية الطب خالد الزغل بيّن وبوضوح موقف الكلية تجاه مسألة دخول المنقبات للجامعة قائلا: "أمام صمت الوزارة لا أطالب رئيس الجامعة بأن يأخذ موقفا لكن على مستوى كليات الطب أخذنا مسؤولياتنا برفض دخول الطالبات المنقبات للكلية و ذلك لما فيه من تعارض مع المتطلبات البيداغوجية وعلى المجالس العلمية تحمل مسؤولياتها". الاستاذ الجامعي عبد الواحد المكني عبر عن موقفه تجاه ما يحدث قائلا: "حرمة الجامعة أمر لا جدال فيه في ظل الحديث عن حرمة الملاعب و فضاءات اخرى لأن الجامعة تجمع الجميع بدون تفريق لا جنسي و لا عنصري وقد دافعنا عن الطالبات المتحجبات في سنوات الجمر و نرفض أن ندرّس من تحمل النقاب لأن هويتها غير معروفة". هذه الوقفة الإحتجاجية تحولت إلى مسيرة انطلقت من مقر جامعة الجنوب إلى مقر إذاعة صفاقس واصل فيها كل من الأساتذة و الطلبة رفع شعارات القطع مع ما عبّروا عنه "بالرجعية والدكتاتورية" في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الطاقات الطلابية و الكفاءات العلمية من خريجي الجامعات. كما شهد إضراب الامس احتجاجا من قبل التقنيين لدى وزارة التعليم العالي التابعين لوحدات البحث العلمي والتفتح على المحيط المتواجدين في اعتصام لأجل مطالب مهنية واجتماعية معبّرين كذلك عن استغرابهم لعدم تحرك عدة أطراف في السابق لأجل مطالبهم الإجتماعية.