رغم امتداد سواحلها واتساع مساحات غابات زيتونها فإن معتمدية جرجيس وبقية مناطق الجنوب الشرقي وأغلب المناطق الداخلية تشكو قلة المشاريع الاستثمارية ذات الطاقة التشغيلية القادرة على فتح آفاق جديدة في مجال التشغيل وخاصة للمعطلين من أصحاب الشهائد العليا. أبناء الجهة ينتظرون انطلاق انجاز مشروع القرية البيئية جرجيس/جربة الذي كان محور عديد الملتقيات والندوات والذي سيفتح آفاقا جديدة على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبار صبغته المتجددة وارتكازه على توجهات وخيارات تدل كلّ المؤشرات على أنها ستكون المحرك الأساسي للتنمية في السنوات القادمة. ومن أهم خصوصيات مشروع القرية البيئية للطاقات المتجددة جرجيس/جربة أنه يهدف إلى استثمار الطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية قصد تحلية مياه البحر واستغلال المياه المحلاة لإنتاج منتوجات فلاحية بيولوجية ونباتات طبية قصد دفع التنمية المستديمة بجهة الجنوب الشرقي وخلق مواطن شغل إضافية، فهو عبارة عن مركب تكنولوجي متخصص في الطاقات المتجددة وتحلية المياه والفلاحة البيولوجية. ومن أهم مكونات هذه القرية مدرسة خاصة لتكوين المهندسين في الاختصاصات ذات العلاقة بالطاقات المتجددة بطاقة استيعاب 500 طالب، ومعهد خاص عال لتكوين التقنيين في اختصاصات ذات علاقة بأنشطة المركب بطاقة استيعاب 300 طالب. أما بالنسبة لمجال البحث العلمي والمؤسسات المجددة فإنه سيتم تركيز 30 مؤسسة ومركزا للعمل عن بعد ومحضنة للمشاريع وإلى جانب هذه الوحدات ستوفر القرية منطقة صناعية مساحتها 28.5 هك ومنطقة للتجارب التكنولوجية والفلاحية على مساحة 28.5 هك، فيما ستكون المساحة الجملية المخصصة للإنتاج في مجال الفلاحة البيولوجية 71.5 هك محاذية لمحطة لإنتاج الطاقة وتحلية المياه على مساحة 26 هك لإنتاج الكهرباء قوتها 12 ميغاوات ولتحلية المياه بالطاقة المتجددة بمردود 4000 متر مكعب/اليوم. القرية البيئية الأولى من نوعها بالجهة سيتم انتصابها على أرض تابعة لملك الدولة الفلاحي وتمسح قرابة 160 هك توجد بمفترق الطريقين خلف الله/القنطرة وجرجيس/جربة بالمنطقة المعروفة براس الخصيم والمتاخمة لبحيرة بوغرارة، كلفتها الجملية 80 مليون دينار منها 20 مليون دينار استثمارات في مجال الفلاحة وسيتم تمويل هذه الاستثمارات على النحو التالي: 40 بالمائة عن طريق مستثمرين خواص تونسيين وأجانب، و60 بالمائة عن طريق الاقتراض. طاقتها التشغيلية جيّدة توفر 4000 موطن شغل مباشر بعد 5 سنوات و6100 موطن شغل مباشر بعد 10 سنوات... ومن أجل تحسيس المستثمرين الخواص للمساهمة في تمويل هذا المشروع الحلم، فإنه من المؤمل أن تسرع الحكومة الجديدة في دعمه بما يستحقه من امتيازات على غرار دعمها لعديد المشاريع المماثلة المنجزة بمناطق أخرى من البلاد.