تحت إشراف وزارة الثقافة ينظم المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» أيام 14،13 ،15 و16 ديسمبر وبمناسبة مائوية الأديب الراحل محمود المسعدي تظاهرة كبرى أريد لها أن تكون في مستوى أهمية المحتفى به. وترتكز هذه التظاهرة على ندوة دولية محورها محمود المسعدي كمبدع وكمفكر اختارت لها اللجنة العلمية التي سهرت على إعداد برنامجها عنوان «جماليات الكتابة وأسئلة الوجود» وقررت أن تستضيف لها أساتذة ومفكرين يفترض أنهم درسوا أدب المسعدي جيدا وكتبوا عنه دراسات وأبحاث نتمنى أن نجدها في ورقات التعريف بهم عند تقديمهم لمحاضراتهم وأن لا تكون علاقتهم بالمسعدي مجرد مقالات كتبت عنه عندما تمت دعوتهم للتظاهرة لنتفادى ما حصل إبان احتفال بيت الحكمة بمئوية الشابي عندما استضافت «باحثين» لم يقدموا الإضافة المرجوة. ضيوف بيت الحكمة للاحتفاء بالمسعدي سيكونون من الجزائر أمين الزاوي الذي سيقدم محاضرة بعنوان «محمود المسعدي نبي الحداثة المعطوبة» والأستاذ عمر بو ساحة الذي سيتناول «التأصيل الفلسفي لفكر وأدب الأستاذ محمود المسعدي» كذلك الأستاذ سعيد بوطاجين الذي أعد مقاربة سردية من خلال كتاب حدث أبو هريرة قال. ومن فرنسا سيتحدث لوك ويلي ديهيوفال عن كتاب «السد لمحمود «المسعدي وإكسير الفن» والأستاذ بطرس حلاق الذي سيحاضر حول: المسعدي وثورة المجتمع المدني» ومن انقلترا سيقدم الأستاذ محمد صالح العمري محاضرة بعنوان «المسعدي ككائن تراجيدي حديث:مقاربة لنص الأديب ومسيرته» ومن الأردن سيحاضر الأستاذ فخري صالح عن «محمود المسعدي وتهجين الشكل الروائي الأوروبي بالموروث العربي : إعادة نظر في مفهوم الأدب العالمي» ومن السعودية تمت استضافة الأستاذ معجب العدواني ليحاضر حول الآخر في حوارات المسعدي: التبني والمقاومة. موريتانيا أيضا ستكون حاضرة وسيمثلها الأستاذ السيد ولد اباه الذي سيتحدث عن الحضور الفلسفي في أعمال المسعدي : حدث أبو هريرة قال مثالا ومن العراق يشاركنا احتفالاتنا بمئوية المسعدي كل من عبد الله ابراهيم وعلى جعفر وماجد صالح السمرائي ومن المغرب الأساتذة عز الدين التازي وشعيب حليفي وسعيد يقطين الذي تمت استضافته في مئوية انو القاسم الشابي ويبدو أنه أصبح متخصصا في دراسة وتحليل الأدب التونسي وسيشارك بعمل يتمحور حول الإصلاح الثقافي في مشروع محمود المسعدي الفكري. المصري صبري حافظ سيتناول بالدرس مائوية المسعدي ومحفوظ والسؤال الاجناسي دراسة في محتوى الشكل/ الجنس الأدبي وسياقات تلقيه. أما انزوع الصوفي في مسرحية السد فسيتحدث عنه الأستاذ الرشيد بوشعير من الإمارات العربية المتحدة في حين يشارك السوري جمال شحيد ب» ذاكرة اللغة في مسرحية السد» ورواية «حدث أبو هريرة قال». طبعا سيشارك في هذه الندوة أساتذة من تونس تتوزع أسماؤهم على المحاور الستة التي تشتمل عليها الندوة وهي أسئلة الوجود، جمالية الكتابة، الذات والآخر: أسئلة الثقافة، اللغة والأسلوب، المجتمع والأدب. ومن بين هذه الأسماء نذكر الأستاذ منصف وناس الذي سيقدم مداخلة بعنوان «محمود المسعدي وإصلاح التعليم في تونس، عناصر أولية للفهم». والأستاذ أحمد السماوي بعنوان «صورة الذات في مقالات المسعدي السياسية» والأستاذ صلاح الدين بوجاه الذي سيقدم ورقة تتضمن موضوع» الحركة في حدث أبو هريرة قال». والأستاذة فاطمة الأخضر التي تشارك بمداخلة بعنوان «سبل تحقيق الانسجام والتوافق بين البنى والمعاني (كانتقاء أسماء الأعلام على سبيل المثال)».و الأستاذ صلاح الدين الشريف وتتضمن ورقته»بعض خصائص الجملة عند المسعدي». ويقدم الأستاذ منصف الوهايبي في نفس الصدد مداخلة بعنوان «لغة محمود المسعدي والحداثة». والأستاذة سلوى السعداوي أيضا تقدم ورقة عن «الالتزام في كتابات المسعدي» والأستاذ حافظ قويعة مداخلة حول «جمالية المراوغة في خطاب المسعدي». أما الأستاذ محمود طرشونة وهو المنسق العام لمئوية الأديب محمود المسعدي فسيحاضر عن إشكالية المعرفة في تفكير المسعدي.
الأسماء كثيرة وبعضها هام وعناوين المحاضرات مغرية
تعد بالكثير مما قد يفيدنا في جمع رصيد يساعد تلاميذنا وباحثينا ويوفي أديبنا حقه علينا ويحفظ ذكره لأنه لم يثر المكتبة التونسية وحدها بل المكتبة العربية بصفة عامة فهل يكون المحتوى في قيمة هذه الوعود؟ على أنه لا بد من ملاحظة أن عدد المحاضرين كبير جدا وأن 20 دقيقة قد لا تكفي دارسا لتقديم ثمرة مجهود قد يكون سهر من أجله ليال طويلة وأنها لا تكفي أيضا للنقاش وإبراز ما خفي من شخصية المسعدي الذي لم يكن أديبا فحسب وإنما كان رجل سياسة وشارك في الاختيارات الكبرى لدولة الحداثة وما بعد الاستقلال وخاصة في إصلاح التعليم في تونس.