مقطوعات موسيقية مؤثرة استحضرت أولى أحداث الثورة في نطاق حث مركز الموسيقى العربية والمتوسطية على الإبداع والإنتاج الحديث احتضن فضاء النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد تظاهرة تونسية ألمانيةعلى امتداد أربعة أيام (من13 إلى17 ديسمبر 2011).. هذا القصر الذي أضفى معماره رونقا خاصا وأصبغ على العروض التي احتضنها أبعادا ثقافية متنوعة، ناهيك أن هذا المجمع الثقافي التونسي متعدد الاختصاصات يهتم بالموسيقى بمختلف انماطها ويجمع بين النشاط الاكاديمي وتنظيم الحفلات ويهتم بالتقاليد الموسيقية بتونس والعالم العربي وبلدان البحر الأبيض المتوسط.. لذا ليس من الغريب أن يُحيي هذا المركز حفلا مشاركة منه في إحياء ذكرى اندلاع الشرارة الأولى للثورة بسيدي بوزيد (17 ديسمبر 2010). حفل أقيم مساء السبت المنقضي في فضاء البارون ديرلانجي (الرسام والموسيقي المستشرق) ليمتد الى قرابة الساعتين والنصف تحت إشراف الملحن والموزع الموسيقي محمد علي كمون (على آلة البيانو)، رفقة كل من يوسف حلاوي ورياض لعروس (غناء)، عطيل معاوي (على آلة الكمنجة)، سهيل محجوبي (آلة القانون) وشقيقه سميح محجوبي (على آلة العود)، مهدي عزوز (على آلة القيثارة)، محمد بن صالحة (آلة الناي)، نصر الدين الشلبي (ايقاع)، وضيفين ألمانيين وهما: دوريون قوليس Dorian Gollis (على آلة الكونترباس) وتوماس آش Thomas Esch (على آلة الباتري Batterie).
حنين إلى الماضي
عناصر موسيقية أظهرت الكثير من الحرفية والالتزام بمضمون ذكرى اندلاع الشرارة الأولى للثورة التونسية من خلال توظيف مقطوعات موسيقية مؤثرة يسكنها حنين إلى الماضي واستحضار لأيام الثورة في أيامها الأولى بكل تقلباتها وهي تسير بالبلاد نحو الانتقال الديمقراطي.. على غرار مقطوعات موسيقية مثل Granada et Vertige وLaVoie du Martyr و»يا رب».. هذه المعزوفات التي قدمها أصحابها بكثير من الحماس والاحساس العميق اججت في المتلقى مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الوطن وما أدت اليه الثورة من تحولات وتطورات وجعلت الجمهور يتفاعل ايجابيا بالتصفيق الحار والمطول في أغلب ردهات العرض.