وقفة احتجاجية وإيقاف العمل الاداري بمراكز الشرطة وحمل الشارة الحمراء اليوم في كامل الجمهورية نشرنا أمس تفاصيل أحداث العنف المسجلة بالقصرين اثر موت سجين هارب توفي يوم الاحد في مستشفى صفاقس متاثرا باصابة بليغة حصلت له اثناء محاولته الفرار قبل حوالي اسبوع من دورية امنية حاولت القبض عليه... وذكرنا أن أصدقاء السجين المتوفى الذي تمكن منذ مدة من الفرار من السجن حيث كان يقضي عقوبة بثماني سنوات واثر انتشار خبر موته تولت مجموعة من أصدقائه الهجوم على منزل عون امن وحرقه. فإننا ومن خلال الحديث الى مصادر امنية واقارب لعون الامن المستهدف تحصلنا على معلومات اضافية تفيد المعلومات أن المنزل الذي استهدفه الحرق من طرف المجموعة المذكورة يوجد في حي الخضراء بمدينة القصرين وهو لمعتمد سابق انتهت مهامه بعد الايام الاولى للثورة واسمه رابح جابلي ولم يكن هو المستهدف بل ابنه ضابط الامن بالقصرين الذي ساهم في الايقاع بعدد كبير من المجرمين والفارين من السجون.
حالة حرجة للعضو السابق بمجلس النواب
المتضرر الاكبر من عملية حرق المنزل مثلما اشرنا الى ذلك امس هو صهر العائلة وقد تحدثنا الى شقيقه فروى لنا كيفية الاعتداء عليه بقوله:" كان شقيقي وهو متفقد تعليم ثانوي وعضو سابق بمجلس النواب (الى غاية الثورة) واسمه منعم الشعباني في المنزل لما اقتحمت المجموعة المكان ولما خرج هو لاستجلاء الامر قام المعتدون برشه بالبنزين من عبوة حارقة كانوا يحملونها واشعلوا فيه النار فاصيب بحروق بليغة في وجهه ويديه ونصفه الاسفل ونظرا لخطورة حالته فقد تمت احالته من مستشفى القصرين الى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس حيث تم الاحتفاظ به تحت العناية المركزة وحالته الى حد الامس ما تزال حرجة " نفس المصدر اكد لنا ان حادثة حرق المنزل اصيب فيها ايضا شقيق ضابط الامن وهو موظف بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقصرين بحروق من الدرجتين الاولى والثانية وهو ما يزال يقيم بالمستشفى الجهوي بالقصرين.
وقد أكدت مصادر امنية ل" الصباح " انه وقع التعرف على المجموعة المعتدية وهي تتكون من 5 افراد كلهم من المفتش عنهم والفارين من السجون وتعلقت بهم قضايا متعددة وقد تم اصدار برقيات تفتيش جديدة ضدهم وهناك تنسيق مع النيابة العمومية بالقصرين للقبض عليهم...
وقفة احتجاجية وإيقاف العمل الاداري
وللتنديد بهذا الاعتداء نظم اعوان الامن بالقصرين وقفة احتجاجية واوقفوا صباح الاثنين العمل الاداري بمنطقة الشرطة وكل المراكز وذلك الى حد منتصف النهار مع مواصلة القيام بالدوريات والعمل الامني وحسب الكاتب العام المساعد للنقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي بالقصرين محمد العتيري شعباني فإن كل النقابات الامنية الجهوية بكامل البلاد ابدت تضامنها مع ما وقع لزميلهم بالقصرين وسوف يضع بداية من اليوم كامل اعوان الامن بالجمهورية الشارة الحمراء احتجاجا على ما حصل كما ذكر ل "الصباح" ان النقابة الجهوية في اجتماع متواصل للنظر في كيفية التعامل مع الحادثة الخطيرة التي تمثل تهديدا مباشرا لجميع اعوان الامن وهي تطالب السلط المسؤولة بتفعيل قانون الطوارئ وتوفير الحماية التشريعية اللازمة لاعوان الامن عند القيام بمهامهم. نفس المسؤول النقابي ذكر ان رجال الامن بالقصرين وخاصة الذين يشتغلون في فرقة الشرطة العدلية وفوج حفظ النظام الذين يقومون يوميا بإلقاء القبض على المجرمين والمفتش عنهم اصبحوا مستهدفين بعمليات انتقام وحادثة حرق منزل عائلة الضابط المذكور تدخل في هذا الاطار وقد سبقتها وتلتها تهديدات لاعوان اخرين بحرق منازلهم ومن بينهم عون اضطر اول امس الاثنين الى تهريب عائلته من مسكنها في حي السلام الى منزل آخر بعد تهديدات كبيرة تلقاها عبر الهاتف. وقد علمنا أن جثة السجين الفار الذي توفي في مستشفى صفاقس قد سلمت الى اهله وتم دفنها امس الثلاثاء بالقصرين في اجواء عادية.