اتصل قاسم الشماخي شقيق الشهيد بإدارة المستشفى في حدود الساعة السادسة من مساء نفس اليوم لإخراج جثة أخيه، لكن طلبه قوبل برفض مسؤولة بالمستشفى، زاعمة أن الجثة تحمل فيروسات خطيرة تشكل خطرا على العائلة وعلى الصحة العامة، وأنه لا ينبغي حمله للبيت بل يجب دفنه مباشرة وعلى عجل ودون فتح الصندوق، فعاد إلى البيت ولم يتم جلب صندوق الشهيد إلى مدينة سليمان إلا يوم الثلاثاء 29 أكتوبر على الساعة الثانية ظهرا تحت حراسة خمس عربات من فرق التدخل لمنع فتح الصندوق... ولكن الحشود الغاضبة من الأجوار والعائلة وأصدقاء رشيد الذين كانوا في انتظار الجثمان فرضوا على هذه القوات تسليم جثمان الشهيد لأهله بعد الوعد بعدم فتح الصندوق وإخراج الجثمان ولكن البعض خالف هذا الشرط وقاموا بفتح الصندوق للتأكد من هوية الجثة، والتي كانت فعلا لرشيد الشماخي، واتضح لكل من عاينها أنها تحمل آثار تعذيب وعنف خصوصا في الوجه والصدر والكتفين وأن جسده كان مطليا بألوان وأصباغ مختلفة لإخفاء الجروح والآثار، غير أن الكثير من الكدمات والبقع الزرقاء كانت بارزة كما عاين من شاهد الجثة وجود جرح طويل يبدأ من الصرة إلى مستوى القفص الصدري مخاطا بصفة عشوائية وعلى غير الصيغ المعمول بها طبيا، بما يوحي أن الجرح كان مفتعلا أثناء التشريح غير القانوني للتضليل والتمويه.