صرح المخرج رضا الباهي ل»الصباح» مباشرة من وهران أن فيلمه «ديما براندو» حظي بإعجاب المختصين في السينما وجمهور الفن السابع الجزائري لذلك توجته الدورة الخامسة من مهرجان وهران للفيلم العربي التي اختتمت ليلة أول أمس بجائزة لجنة التحكيم للأفلام الطويلة. وعن الضجة التي أثيرت حول الفيلم بقاعة عرضه وتناقلتها مواقع الانترنت باعتبار أن فيلم «ديما براندو» ضم مشاهد ساخنة لم تحترم التقاليد الاجتماعية، أكد السينمائي التونسي أنه لم ولن يتاجر بأجساد النساء والرجال في أعماله لأنه يحترم جسم الإنسان مضيفا أن مشاهد الفيلم موظفة ضمن سياق الفيلم وأنه لم يتجاوز في فيلمه الجديد الخطوط الحمراء في السينما.
سوء الفهم
وأشار رضا الباهي إلى أن شريطه بث ثلاث مرات في عروض مجانية لجمهور يختلف كثيرا عن المتفرج التونسي حيث تتسم قاعات السينما في وهران بالفوضى وكثرة حضور الأطفال مع آبائهم والذين لا يكفون عن التجوال في القاعة أثناء العرض لذلك فهمت هذه الضجة بأنها جدل حول الفيلم وهذا التأويل «خطأ سقط فيه الإعلاميون التونسيون الحاضرون في القاعة ونشروه على مواقع الأنترنيت، كما أشاعوا فوز سهير بن عمارة بجائزة أحسن ممثلة قبل إعلان النتائج» وفق تأكيد محدثنا ونفى رضا الباهي مهاجمته للأفلام التونسية المدعمة من الغرب أو من طرف رؤوس أموال الخليج مضيفا قوله «هذا الكلام لا يمكنني التصريح به لأني من السينمائيين الذين اعتمدوا على تمويل أجنبي على غرار فيلمي «شمس الضباع» المدعم من هولندا وشريطي «الخطاف لا يموت في القدس» و»صندوق العجب» المموّلين من قبل أطراف فرنسية». على صعيد آخر عبّر صاحب «ديما براندو» عن استيائه من موقف وزير الثقافة المنتهية مهامه عز الدين باش شاوش الذي وعده بمنحة تكميلية قيمتها 100 ألف دينار لكنه لم يف بالتزامه وقال رضا الباهي في هذا السياق: «سأنظم ندوة صحفية لتقديم الوثيقة للإعلام المحلي خاصة وأن وعد هذا الوزير جعلني أقترض مبلغ 80 ألف دينار من البنك لإكمال الشريط والمشاركة في المهرجانات على أمل إرجاعه بعد نيل المنحة». وختم رضا الباهي حديثة للصباح قائلا: «في مارس القادم ستكون أولى العروض التجارية لشريطي وسيكتشف حينها التونسيون مدى خلوّ عملي من أيّة مشاهد إباحية». وللإشارة فإن فيلم «ديما براندو» يروي مظاهر استغلال الغرب لآثارنا واعتدائهم على حضارتنا من خلال تصوير مشاهد فيلم أمريكي بموقع أثري تونسي قرب إحدى القرى التي يهرع سكانها لمشاهدة الأمريكيين ومن بينهم أنيس الشاب الشبيه ببراندو والمغرم بأرض الأحلام أمريكا غير أن أماله تنتهي بالموت غرقا في بحار الهجرة غير الشرعية. وقد سبق لهذا الشريط التونسي الفوز بجائزة أفضل إنتاج في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للدورة الخامسة لمهرجان أبو ظبي السينمائي وتوّج ضمن أفضل عشرة أفلام في مهرجان تورينتو السينمائي مؤخرا بكندا.