لم تسلم مزارع الحبوب في الشمال من تداعيات شلل نشاط المجمع الكيميائي التونسي بقابس جراء الإعتصامات المطوّلة بمحيطه ما تسبب في توقف نشاطه ومنه إنتاج مادة الأمونيتر التي تعد أساسية في قطاع الزراعات الكبرى. ولئن أمكن أمس الأول فض الإعتصام وتمكّن أعوان المصنع من استئناف عملهم فإنّ تعطل الإنتاج لم يمض دون إثارة مخاوف الفلاحين من فقدان هذه المادة واضطراب التزويد وبالتالي عرقلة تقدم أبرز المواسم الفلاحية وإرباك عملية التسميد. وتحسبا لهذه الوضعية تم اللجوء إلى التوريد الذي سجل مؤخرا وصول آخر دفعة (11ألف طن) من حصة إستيراد جملية تقدرب30 ألف طن وبرمجة استيراد 20 ألف طن إضافية ما لم يستعد الإنتاج وتيرته العادية خلال فترات الاستعمالات المكثفة لهذه المادة في التسميد في الفترة الفاصلة بين جانفي ومارس. وإن كان توريد هذه المادة لا يشكل استثناء في حد ذاته على اعتبار أنه منذ قرار التخلي عن تخزين الأمونيتر بمخازن المصنع كإجراء وقائي بالنظر لخطورة المادة تم في السنوات الأخيرة اللجوء إلى التوريد بمعدل يتراوح بين 20 ألف إلى 30 ألف طن حسب المواسم لسد العجز الحاصل على نطاق الخزن،، فإنّ الذي يثير الاستغراب أن تكون الاعتصامات المستمرة وراء أبغض الحلول المستنزفة للعملة الصعبة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الاقتصاد الوطني وذلك بعد تسجيل تأخر ملحوظ في مستوى الإنتاج. وتبعا لما أورده مصدر فلاحي ل"الصباح" فإنّ حاجيات التسميد بهذه المادة تقدر بنحو 180 ألف إلى 190 ألف طن فيما تتراوح طاقة الإنتاج الجملية للمصنع بنحو 300 ألف طن في السنة. وتبرز استعمالات الأمونيتر أساسا في مجال الزراعات الكبرى بداية من موفى ديسمبر إلى موفى مارس ويسجل استعماله بدرجة أقل في قطاع الأشجار المثمرة والزيتون... وتفاديا للإشكاليات التي قد تطرأ في مستوى التزويد وتحسبا لضغط الطلب تم اللجوء إلى التوريد خصوصا أنّ عددا من الفلاحين تعذّرعليهم استعمال مادة "D A P " و هو ما يصعّد من توقعات تزايد الطلب على "الأمونيتر".
تقدم الموسم
على صعيد آخريتصل بتقدم سير موسم الزراعات الكبرى أفاد المصدر أن العوامل المناخية تعتبر ملائمة إلى حد الآن خاصة بالمناطق الحبوبية التقليدية. وقد تقدم موسم البذربنسبة جيدة بالشمال في حدود 90 % من جملة المساحات المبرمجة بهذه المناطق مقابل 70 % بالوسط والجنوب بسبب نقص الأمطارالمسجل خاصة بالجنوب. وتم إجمالا بذر مليون و250ألف هك من مجموع مليون ونصف مبرمجة للبذر هذا الموسم. على أنّ نفس الفترة من السنة الماضية سجلت بذر مليون و490 ألف هك. ويعود الفارق السلبي لهذا العام إلى صعوبة النفاذ إلى المزارع بعد سيول المياه التي اجتاحت مساحات هامة من الأراضي خلال شهر نوفمبر المنقضي ما عطّل عملية البذر. منية اليوسفي بمناسبة انتهاء مهامها في مخيّم الشوشة وزير الدفاع يكرّم البعثة الطبية العسكرية المغربية تم تركيز مستشفى ميداني طبي جراحي عسكري مغربي بمخيّم الشوشة براس جدير منذ انطلاق الاحداث في ليبيا، وقدم العديد من الخدمات الصحية لفائدة اللاجئين من جنسيات مختلفة في مرحلة أولى، ثم للمواطنين الليبيين والتونسيين في مرحلة ثانية عندما انتقل نشاطه الى معتمدية جرجيس. وقد بلغ عدد العيادات الى غاية أول أمس 52659 عيادة، في حين بلغ عدد الزوار 93689، وبلغ عدد العمليات الجراحية 467، في حين تم تقديم 45617 وصفة طبية وأشرف على جميع هذه الأنشطة الصحية 70 إطارا من المملكة المغربية. هذه المعطيات تم تقديمها أول أمس الى عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الوطني بمناسبة الزيارة التي أداها لهذا المستشفى العسكري بجرجيس الذي أنهى مهامه بالجهة، وكان الوزير مرفوقا بالفريق أول رشيد عمار رئيس أركان الجيوش الثلاثة وسفير المغرب بتونس وثلة من الإطارات السامية بوزارة الدفاع الوطني. وتولى الوزير تقديم هدايا تذكارية للإطارات الصحية المغربية المشرفة والناشطة بهذا المستشفى. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة توجه وزير الدفاع الى القيادة المغربية بكلمة شكر للمملكة المغربية وعلى رأسها الملك محمد السادس لمساندته لثورة تونس ولمعاضدته لعملها الانساني على الحدود التونسية الليبية منذ انطلاق الثورة في ليبيا. وأبرز وزير الدفاع الوطني أن الخدمات الصحية التي قدمت من طرف هذا المستشفى المغربي طيلة 10 أشهر، من شأنها أن تثري القدرات العملياتية للإطارات الصحية العسكرية المغربية في مثل هذه الأوضاع، بالإضافة الى احتكاك الإطار الطبي وشبه الطبي العسكري المغربي بنظيره التونسي في هذه المصحة الانسانية وتبادل الخبرات فيما بينهم وترسيخ روح التعاون في كنف تقاسم المسؤوليات، وقد ساعد على ذلك تذليل كل الصعوبات. وفي كلمة خاطفة مع «الصباح» أشار سفير المملكة المغربية بتونس أن بلاده قامت بالواجب نحو تونس بعد الثورة التي عاشتها وذلك بمساعدتها على المستوى الصحي لكل اللاجئين الوافدين من ليبيا أو الليبين أنفسهم نتيجة الأحداث التي مرت بها بلادهم خلال الأشهر الفارطة، مثمّنا التعاون والتكامل بين المنظومتين الصحية العسكرية التونسية والمغربية.