الانتقال الديموقراطي والربيع العربي، الموقف الامريكي من المصالحة الفلسطينية، المناورات الايرانية تلك كانت أبرز النقاط التي تعرض لها السيناتور الامريكي جو ليبرمان خلال لقائه بالصحافيين مساء أول أمس، في أعقاب زيارته الى ليبيا وقبل أن يواصل جولته باتجاه القدسالمحتلة خلال الساعات المتبقية من العام الحالي بما أثار الكثير من نقاط الاستفهام حول توقيت الزيارة واهدافها في الوقت الذي يتجه فيه العالم للاحتفال بأعياد نهاية العام. وقد أشار ليبرمان الى أنها المرة الثانية التي يزور فيها تونس خلال أشهر مذكرا بأنه كان بين أول المسؤولين الامريكيين الذين زاروا تونس بعد الثورة وعاد مجددا اليها بعد الانتخابات. وشدد ليبرمان على قناعته بأن تونس لم تكن مهد الصحوة العربية التي انطلقت في العالم العربي فحسب، وإنما أيضا البلد الذي سيشهد نجاح الثورة. وأضاف ليبرمان أنه يعود اليوم كزائر ليلتقي ويتحدث مع القيادات الجديدة في الحكومة المنتخبة وللتعبير عن الالتزام الامريكي بمساعدة تونس في هذه المرحلة الانتقالية الطويلة من الديكتاتورية الى الديموقراطية و«التي لا تتحقق بين عشية وضحاها» حسب رأيه. وقال ليبرمان «ان تونس تبقى أولوية في هذه المرحلة، وهي تجسد مستقبل الديموقراطية في العالم العربي» معبرا عن تطلعه الى اتفاقية للتجارة الحرة بين تونس وأمريكا معتبرا أنها «ستكون لفائدة البلدين». ومؤكدا على التزام الولاياتالمتحدة تقديم مساعدات لتونس في هذه المرحلة الانتقالية. وكشف السيناتور الأمريكي أن هذه المساعدات تشمل جانبا اقتصاديا يشمل تقديم قروض استثمارية الى جانب تشجيع رجال الاعمال الامريكيين على الاستثمار في تونس والاستفادة من المناخ الجديد في المنطقة الذي فرضه الربيع العربي بالإضافة الى تعزيز التعاون العسكري بما في ذلك التدريب والتكوين. وعن أهداف هذه الزيارة التي تأتي مع احتفالات العام الجديد قال ليبرمان انها تهدف الى اجراء لقاءات مع القيادات الجديدة بعد الانتخابات وأضاف انه التقى خلال الزيارة بكل من الرئيس الجديد ورئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي ووزير الخارجية، وأنه «يعود اليوم الى تونس للمرة الثانية منذ الثورة ليكتشف ما تحقق من تطورات وأهداف المرحلة الانتقالية» في أعقاب انتخابات 23 من أكتوبر الماضي. وكشف ليبرمان بعد التقائه القيادات الجديدة في البلاد أنه «يشعر بالتفاؤل ازاء التقدم الحاصل في المسار الانتقالي». قائلا «اننا بصدد تعلم درس اساسي»، موضحا أنه قد استمع الى قيادات النهضة في زيارتهم الى واشنطن واستمعنا اليهم في تونس و«نحن نتعلم الدرس». وأضاف ان قيادات النهضة ملتزمون بمقولة أنه «لا تناقض بين الاسلام و الاسلاميين ولا تعارض بين الاسلام والديموقراطية» وان «الاسلام يحترم حقوق المرأة والاقليات». وخلص ليبرمان الى أن النهضة التزمت بهذه الوعود، معبر عن اعتقاده بأن الحركة ستواصل في هذا التزام للتونسيين وللعالم. ومضى قائلا بأن هناك «درسا تقدمه حركة النهضة لامريكا» وأنه «لا مجال للحكم على الافراد والاحزاب انطلاقا من الالقاب، والاهم هي الافعال والتصرفات» وأن «ما رآه حتى الآن مشجع وأنه يشعر بالتفاؤل». أما في الملف الايراني، فقد اشار المسؤول الامريكي للمناورات الايرانية في مضيق هرمز، وعبر عن قلقه قائلا ان «الوضع يدعو الى الانشغال وأن البرنامج النووي الايراني يبقى مصدر تهديد ليس على الولاياتالمتحدة فحسب ولكن على المنطقة والعالم». وأوضح ليبرمان قائلا «حتى هذه المرحلة فإننا نحاول تجنب اللجوء الى الحلول العسكرية لوقف برنامج ايران النووي ونعمل على جلب الايرانيين الى طاولة المفاوضات». وأضاف ليبرمان أن الطريق مفتوح أمام تسليط المزيد من العقوبات، و«انه لا يمكن السماح بما يعطل الملاحة في مضيق هرمز» الذي يعد معبرا مهما للملاحة الدولية، مضيفا ان الوضع حساس جدا وان أمريكا وحلفاؤها في المنطقة مستعدون للوقوف امام أي تهديد. وتناول ليبرمان في هذا اللقاء أيضا ملف المصالحة الفلسطينية، قبل مغادرته تونس باتجاه القدسالمحتلة، مبرزا أسباب معارضة بلاده المصالحة بين «فتح» و«حماس»، قائلا ان دعم بلاده المادي للفلسطينيين وتأييدها لحل الدولتين لن يستمر مع حكومة تضم «حماس». وأضاف ان هذا ما يتعين على منظمة التحرير أن تفهمه مضيفا أن على «حماس» أن تتخلى عن العنف والا سيكون من الصعب أن «نواصل دعم الفلسطينيين بالمال»... ونفى ليبرمان في هذا السياق وجود مؤشر على العودة الى المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيلين في الوقت الحاضر.