منذ قرابة السنة وعائلات المفقودين التونسيين في إيطاليا تعيش لوعة الفراق والحيرة وأفرادها يمنون أنفسهم بعودة أبنائهم أو تلقي خبر حول مصيرهم الغامض، وبعد النداءات الملحة التي وجهوها للسلط التونسية للبحث عنهم عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة قرروا التعويل على أنفسهم والتكفل بمهمة البحث والاتصال بالأطراف المعنية في إيطاليا على أمل العثور على أبنائهم المفقودين ومن المنتظر أن يتم تشكيل لجنة تضم حقوقيين وأعضاء من المجتمع المدني وحقوق الإنسان وممثلين عن عائلات كل باخرة من البواخر الثلاث المفقودة للتوجّه الى لمبادوزا ومنها الى إيطاليا أيام 1 و14 و29 مارس . والدة المفقود محمد الروافي أولادنا أحياء وابني ظهر في التلفزة بعد إعلان فقدانهم السيدة محرزية الروافي أكدت أن ابنها محمد الروافي ظهر بعد أن أعلن عن فقدان الباخرة «زهير»التي غادرت تونس يوم 14 مارس الماضي من جبنيانة والتي تضم 43 فردا بمن فيهم الرايس المتعود على السفر والبالغ من العمر حوالي 40 سنة وله خبرة في الميدان مؤكدة أن ابنها ظهر في نشرة الأخبار الايطالية وهو يركب الحافلة وتم تسجيل الشريط ووقع نشره في الفايسبوك وهو ما يعني أن ابنها ومن معه في هذه الباخرة وصلوا الى لمبادوزا بسلام وفقدانهم في الوقت الحاضر يبقى محل شك وبالتالي تقول «علينا أن نتحرك لمعرفة مصيرهم إن كانوا في السجون أو غادروا إيطاليا». وتقول كذلك بأن السيد حسن سامي رجل أعمال مقيم ببروكسيل تعهّد بمساعدتهم في البحث عن أبنائهم وقد جاء الى تونس خصيصا لهذا الغرض. ناشط في المجتمع المدني يجب أن نكشف لغز إختفاء المفقودين» حسن سامي القادم من بروكسيل شرع في تكوين جمعية للنجدة والإغاثة وإعادة الأمل لكل العائلات المتضررة وأوضح لنا بأنه سيساهم بمعية المجتمع المدني والحقوقيين في حل هذا اللغز وسيعمل مع كل الأطراف لمعرفة مصير أبناء تونس المفقودين والذين عانوا من القهر والفقر والبطالة والحرمان لذلك غادروا تونس في لحظة يأس على أمل أن يجدوا في إيطاليا ما كانوا يحلمون به بعد أن أغلق النظام السابق في وجوههم كل فرص الأمل من أجل العيش الكريم كما يقول «نحن جميعا علينا أن نتحرك ونضع حدا لهذا اللغز المحير إذ من غير المعقول أن يبقى الوضع على ما هو عليه والحال أن عائلاتهم تكتوي بنار الإنتظار والخوف». ويواصل السيد حسن حديثه قائلا:« أنا أعتز بثقة عائلات المفقودين التي منحوها لشخصي وتكليفي بهذه المهمة وكذلك بالتنسيق مع مختلف الأطراف في الداخل والخارج. كما أعد بأن أبذل كل ما في وسعي للعودة من إيطاليا صحبة اللجنة التي ستتشكل للاشراف على عملية البحث بأن نعود بنتائج مطمئنة وتضع حدا لهذا الغموض غير المنطقي».