جاء في البرنامج الذي وزعته إدارة أيام قرطاج المسرحية على وسائل الإعلام إن سهرة السبت في المسرح البلدي بالعاصمة ستكون مع عرض "يحيى يعيش" للفاضل الجعايبي وأصر مدير الدورة وحيد السعفي على انه من الطبيعي ان يكون هناك بعض التغيير او الغياب سيتم الإعلان عنه في الإبان وعلى هذا الأساس تنقل الجمهور وتدافع أمام المسرح ليظفر بمقعد ولكن اغلبه فوجئ بعد ان دخل وانتظر أن يبدأ العرض. هذه المفاجأة لم تكن سيّئة بل العكس هو ما حدث إن استحسنها البعض وقالوا رب ضارة نافعة وصفّقوا تشجيعا لصلاح الدّين مصدّق وقابيل السيّاري بطلا مسرحية " زهايمر". ولكن عددا قليلا ممن حضروا ليلتها تعمّدوا إثارة الشغب والصياح وتشاجروا فيما بينهم وحاولوا دفع الممثلين لإيقاف العرض ولكنهم فشلوا إذ طوق الجمهور- الذي أحب وعشق صلاح مصدّق- الخلاف وتم إخراج العناصر المشاغبة. والحمد لله أنه تم تغيير " يحيى يعيش " بزهايمر " وهي مسرحيّة ناجحة جدّا أحبها الجمهور الذي سبق وأن شاهدها كما أحب صلاح مصدّق صاحب المسيرة المسرحية والدرامية التلفزية والسينمائية غير المطروحة اليوم للتقييم أو المقارنة مع أي مسيرة لأي مسرحي آخر. والدليل على هذا هو أن الجمهور لم يخرج من المسرح عندما تأكد من تغير العرض لا في بدايته ولا وسطه بل تابعه بكل انتباه وصفق طويلا أثناءه وبعده. واثبت انه لا يتعامل مع الفنانين على أساس الأفكار المسبقة التي يروجها البعض وانه لا يرى في مسرحنا أباطرة ولا عبيدا فمصدق والجعايبي والجزيري والعرفاوي والعرقي والمزي وقنون وبن إبراهيم والورغي والجبالي كلهم في نفس المستوى الذي سمح بالنهوض بالمسرح التونسي وجعله علامة مميزة بين المدارس المسرحية في العالم فلكل منهم نجاحاته وكبواته لولا أن للبعض أصدقاء أكثر من البعض الآخر في مراكز النفوذ والقرار. أما الجانب السيء في عملية التغيير غير المعلن عنها والتي فاجأت الجمهور فهو أن كل خطأ لا يحسم في الإبان ولا تقع متابعته بالضرورة يولد أخطاء وإشكالات أخرى. ذلك أنه لو تم تدارك أمر تأخر انطلاق حفل الافتتاح في المسرح البلدي بالعاصمة ولم التنسيق بين إدارتي المهرجان والمسرح والاتفاق على طريقة عمل تسمح بعمل التقنيين في اللّيل لتمكن الفاضل الجعايبي من تجهيز ركح المسرح البلدي بالتقنيات اللازمة لمسرحية "يحيى يعيش " ولما اضطر إلى الالتجاء لقاعة المونديال ولما تعرض الفنان القدير صلاح مصدق لذاك الموقف الصعب ولو أنه خرج منه منتصرا متأكدا من حب جمهوره له.