سنواجه ارتفاع الاسعار عبر التصدي للتهريب حاول حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة في رده أمس على مختلف تدخلات النواب سيما المعارضة منها أن يوجه رسالة مفادها أن الحكومة تقر تمام الإقرار بجسامة التحديات التي تواجهها سيما الجانب الاقتصادي منها وهي بصدد إقرار جملة من الحلول العاجلة قبل عرض بيانها التفصيلي حتى يتسنى تجاوز الوضعية الصعبة التي تمر بها البلاد. ولعل أهم ما ذكره رئيس الحكومة بشأن تفاقم الاعتصامات التي شهدتها البلاد مؤخرا هو انه على تمام الدراية بالأطراف التي تقف وراء الاعتصامات التي تطال كبرى المعامل ذاكرا في هذا الصدد انه يقف وراءها طرف نقابي يعرفه الجميع تحمل مسؤولية التواطأ مع النظام السابق وهو الآن يصدد المزايدة على اتحاد الشغل مشيرا في السياق ذاته وجود بعض الأطراف الأخرى التي تعمل على إعادة هيكلة مليشيا التجمع. ذاكرا في نفس الاتجاه أن الاعتصامات بلغت حصيلتها سنة 2011 16 ألف و 273 اعتصاما ليبلغ معدل الأيام الضائعة ذروته خلال شهر ديسمبر 2011 ب61 ألف يوم عمل ضائع بعد أن كان هذا الرقم في حدود 33 ألف خلال شهر أكتوبر 2011.
المحاسبة والأموال المنهوبة
أما فيما يتعلق بمسالة المحاسبة أوضح رئيس الحكومة أن الوضعية تعد "مستشكلة" خاصة أن أطرافا كثيرة تهتم بهذا الموضوع إلا أن المحاسبة لا بد أن تكون عبر قضاء مستقل ولن يفلت احد من العقاب في ظل محاكمة عادلة تترفع عن منطق الثأرية والتشفي. وفي جانب اخر وصف الجبالي ملف الأموال المنهوبة بالخارج بأنه ملف هزيل جدا خاصة أن بعض الحسابات التي ضبطت لا تتجاوز قيمتها ال 25 مليار وأضاف انه ولئن لم يقع الى اليوم استرجاع أي شيء فانه سيقع العمل على تعزيز اللجنة بخبراء مختصين في مجال المالية على استغلالها لدعم التشغيل.
ارتفاع الأسعار
تجدر الإشارة الى أن رئيس الحكومة المؤقتة تطرق خلال رده الى معضلة ارتفاع الأسعار وستعمل الحكومة في هذا السياق على مجابهتها عبر التصدي الى معضلة التهريب التي طالت حتى المواد الأساسية المدعمة فضلا عن سياسة الاحتكار لا سيما أن الإشكالية التي تعترض أعوان المراقبة الأسعار تتمثل في شعورهم بالخطر والتهديد أثناء قيامهم بعملهم وستعمل الحكومة في هذا الاطار على تعزيز فرق المراقبة, وفي الجانب الفلاحي ذكر رئيس الحكومة أن هنالك950 ألف هكتار مهددة هذه السنة لنقص في الأسمدة استنادا الى انه حتى الأسمدة تهرب من قبل أطراف مسلحة.
الجانب الصحي
على مستوى الجانب الصحي أشار الجبالي الى أنه تم تخصيص 195 الف بطاقة علاج مجانية و 572 الف بطاقة علاج محدودة الكلفة وتبقى عملية توزيع هذه البطاقات رهين عمليات الاحصاء التي تتولى ضبط من يتمتع بها مشيرا الى ان الجهود مركزة على مضاعفة تواتر الإطار الطبي في الأرياف ودعمها بانتدابات جديدة فضلا عن دعم المستشفيات الجهوية والمحلية بأطباء الاختصاص فضلا عن توسعة هذه المستشفيات الى جانب بعث وحدات استشفائية متنقلة تتعلق بالكشف المبكر وكشف الأطفال..
التنمية في الجهات والعائلات المعوزة
ولان عديد النواب تطرقوا خلال مداخلاتهم الى الواقع المهمش لجهاتهم اورد الجبالي ان باب الحكومة مفتوح لتضمين مقترحاتهم التفصيلية والمشاركة مع الحكومة في بعض المشاورات والتصورات. اما على مستوى العائلات المعوزة فأشار الى وجود مسح ب 185 ألف يتلقوا الآن 220 د وسيتم في اقرب وقت دفع القسط الأول الذي يقدر ب 300 د في الثلاثية كما ستحاول الحكومة في اقرب وقت ضبط قائمة العائلات المعوزة ولكن الحل النهائي هو أن يكون لكل عائلة تونسية فرد يكفلها وهو أمل وتحد كبير سنبدأ في انجازه باليات كبيرة قدرت ب 50 مليون دينار للسنة الواحدة.
برنامج آمل
ذكر رئيس الحكومة أن 140 الف مستفيد ينهون قريبا مدة التمتع بهذه الالية ويضافون الى قائمة المعطلين وسيتم مراجعة هذه الالية استنادا الى انها تشجع على الكسل على ان ترتبط هذه المنحة بالتدريب والتكوين حتى يتسنى للطالب ان يحسن من مستواه وستستعين الحكومة بخبراء من الخارج لا سيما أن كثير المهارات نحتاجها اليوم تتطلب اتقان اللغة الانقليزية كما تطرق الجبالي الى بعض الإصلاحات العاجلة المزمع تنفيذها كدعم تجهيز المدارس الثانوية بالانترنات ومراجعة وتفعيل مواقع الواب الحكومية وتحسين البريد السريع فضلا عن الاصلاحات المزمع تنفيذها في ما يتعلق بالجانب الفلاحي. تجدر الاشارة الى ان الجبالي ذكر خلال هذا اللقاء"ان بعض السادة الاعضاء يذكروننا بمتاعب وماسي الشعب وبودي لو نبتعد عن المزايدات فكان الحكومة لا تتبنى هذه المطالب وكأنها عدو للمطالب لا سيما ان مجيئنا اليوم هو لمعالجة هذه الماسي التي تركها النظام السابق ولايجاد حل للمعضلة الاقتصادية" ذاكرا" ان من يريد افشال التجربة لانها حكومة النهضة فهذا حساب ضيق وخطير" داعيا الى تظافر جميع هياكل المجتمع حتى نصل بر الامان.