تونس (وات)- افاد حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة ان الحكومة تطلق الان "صيحة فزع" امام حالة الاحتقان الاجتماعي وتردي الوضع الاقتصادي الذي ادى الى خسائر كبيرة تناهز 2500 مليون دينار حيث سجل الحوض المنجمي والمركب الكيميائي لوحدهما خسائر تقدر ب 1200 مليون دينار . وعبر خلال حوار تلفزي اجراه مع ثلاث صحفيين من مؤسسة التلفزة التونسية وقناة "حنبعل" و"نسمة" الخاصتين وبثته التلفزات الثلاث مساء يوم السبت عن قلقه من تواصل الاعتصامات والاضرابات وعمليات قطع الطرقات التي ادت الى اغلاق عديد الشركات وتوقف الكثير من مشاريع المستثمرين ورجال الاعمال مستنكرا هذه الممارسات التي قال انها "لا تمت الى السلوك الحضاري والاخلاق الحميدة بصلة بل تشوه اهداف الثورة" وبخصوص برنامج الحكومة في المستقبل اكد حمادي الجبالي انه سوف لن يتجاوز المدة المتفق عليها والمحددة بسنة مبرزا الحرص على تشريك كافة مكونات المجتمع المدني والاطراف الاجتماعية وممثلين عن الجهات في صياغة البرنامج التفصيلي للحكومة قبل موفى شهر فيفري المقبل. واضاف ان الاولوية المطلقة في برنامج الحكومة سيكون لفائدة الجهات الداخلية والفئات المحرومة لا سيما عبر تطوير البنية التحتية بالجهات وصرف اعانات مالية ل 235 الف عائلة معوزة يليها دفع القسط الثاني من التعويضات لعائلات شهداء الثورة وجرحاها وتمتيعهم ببطاقات العلاج والنقل المجاني ومنح الاولوية لاسرهم في التشغيل بالوظيفة العمومية. وفي رده على سؤال حول ارتفاع اسعار المعيشة اوضح رئيس الحكومة ان عمليات قطع الطريق وسكك الحديد والمضاربات والتهريب عبر الحدود ادت الى ارتفاع اسعار المنتوجات داعيا التونسيين الى الانصراف الجاد الى العمل والتوقف عن الاحتجاجات والاضرابات والاعتصامات التي اضرت كثيرا بالاقتصاد وبمصالح البلاد قائلا في هذا الصدد "من يظن انه قادر على تركيع الحكومة والاطاحة بها بهذه الطريقة فهو مخطئ". ولم ينف الجبالي دور ازلام النظام البائد الذين وصفهم ب "الالة الجهنمية" في تعكير الاجواء بالبلاد وتصعيد حالة الاحتقان الاجتماعي خاصة بالجهات وتاليبها على الحكومة معربا عن اليقين "بانهم لن ينجحوا في مساعيهم وبان الثورة لن ترت" على حد قوله . وبخصوص اعتصام طلبة كلية منوبة اكد رئيس الحكومة تمسك الحكومة بالحوار ورفضها استعمال العنف ضد المعتصمين "لان الاحتجاج والتظاهر حق لا رجعة فيه وهو دليل على ان البلاد تنعم بالحرية والديمقراطية" مشددا على ان كل ديمقراطية في حاجة الى ان يحميها القانون الذي يظل فوق كل حزب او فئة او شخص. واقر في جانب اخر من الحوار بتقصير الحكومة المؤقتة في مد جسور التواصل مع المواطنين مؤكدا رفضه ما اسماه //بالاعلام المداح الذي يلمع صورة الحكومة// ومعربا عن امله في ان يبتعد الاعلام عن اللغة الخشبية وان يكون كما قال "مراة يرى كل مواطن نفسه فيها" واستنكر في سياق متصل الحملة المغرضة التي تعرض لها وزير الداخلية علي العريض على الانترنات ملاحظا بان هذه السلوكيات من شانها ان تضر بالصورة المشرفة للثورة التونسية داعيا التونسيين الى تفادي النزول الى هذا المستوى المتدني من الاخلاق والترفع عن هتك الاعراض. وفي رده عن سؤال حول نية الحكومة "تغيير" علاقاتها الخارجية افاد الجبالي بان الاولوية ستمنح دائما لبلدان المغرب العربي يليها الفضاء الاوروبي باعتباره من اهم شركاء تونس الاقتصاديين مبرزا حرص الحكومة على النهوض بالعلاقات مع الفضاء العربي الاسلامي التي تم تهميشها كثيرا في النظام السابق. واكد في جانب اخر ان تونس لن تفرط في حقها في استرجاع الاموال المهربة الى الخارج وستعمل على تسريع الاجراءات في هذا الغرض مضيفا بان الضجة التي رافقت زيارة امير دولة قطر الى تونس ترمي بالاساس الى التشكيك في نوايا الحكومة وعرقلة جهودها قائلا في هذا الصدد "افهم رسالة هؤلاء الذين لا يريدون للحكومة ان تمر" واعرب رئيس الحكومة عن امتعاضه من الشعارات التي رفعها انصار النهضة ضد اليهود واصفا هذه التصرفات بالمنافية للاخلاق وقال في هذا الصدد "ان الانصار واليهود هم اخواننا وارفض رفع الشعارات المنادية بالميز العنصري اوالديني".