حوادث الطرقات القاتلة أو "إرهاب الطرقات" كما يصفه البعض، هذه الظاهرة باتت تؤرق الجميع إذ تخلف الطرقات "حصيلة" ثقيلة من القتلى يصل معدلها الى 4 وفيات يوميا تزهق أرواحهم في الطرقات وهي "حصيلة" تفوق أحيانا عدد القتلى في دول تشهد حروبا. وفي تفسير لتفشي الظاهرة يرى أستاذ علم الاجتماع طارق بلحاج محمد في حديثه ل"الصباح" أن الأسباب التي جعلت من حوادث الطرقات القاتلة في تونس "خبزا يوميا" هي حالة الانفلات الموجودة في المجتمع أمام تراجع هيبة الأمن وضعف انتشاره. واعتبر بلحاج محمد أن المتغيرات التي جدت في بلادنا أزاحت ممارسات التعتيم وأفرزت سلوكيات جديدة أثبتت أن احترام قانون الطرقات لم يكن وازعا مدنيّا بقدر ما كان خوفا من العقاب اي ان احترام القانون كان لأسباب زجرية بالأساس. ويعزو المتحدث الأسباب التي تقف وراء النزيف الدموي في طرقاتنا الى مرحلة الاضطراب الاجتماعي وحالة الاحتقان التي خلفتها عوامل اجتماعية، بينها غلاء المعيشة والصراعات السياسية والخصومات الإعلامية.. أسباب الظاهرة وبالعودة الى أرقام المرصد الوطني للمرور حول "حصيلة" حوادث الطرقات خلال سنة 2011 تبيّن ان الظاهرة سجلت تراجعا بنسبة 5.14 بالمائة مقارنة بسنة 2010 في المقابل ارتفع عدد القتلى ب276 قتيلا وعدد الجرحى ب 100 جريح. ويعود ارتفاع عدد قتلى حوادث الطرقات مقابل تراجع عدد الحوادث في سنة 2011 مقارنة ب 2010 أساسا، الى أسباب الحوادث، حيث سجلت مخالفة الإفراط في السرعة أعلى عدد للقتلى بلغ 477 وفاة وكذلك أعلى عدد للجرحى ب 2428 جريحا, في حين تصدرت مخالفة شق الطريق دون انتباه قائمة المخالفات في تسجيل الحوادث والتي بلغت 1985 حادثا.وجاء في تقييم المرصد الوطني للمرور لحصيلة حوادث الطرقات لسنة 2011 ان شبكة الطرقات داخل التجمعات السكنية تصدرت قائمة الطرقات في تسجيل أعلى عدد حوادث ب 3466 حادثا، كما سجلت أعلى عدد للجرحى ب 4478 جريحا فيما سجلت الطرقات الوطنية أعلى عدد للقتلى ب 484 قتيلا.وحسب أرقام المرصد الوطني للمرور فان السيارات الخفيفة سجلت أعلى عدد للحوادث ب 5528 حادثا مما نتج عنها أعلى عدد للقتلى والجرحى ب 881 قتيلا وأكثر من 9200 جريح فيما خلفت حوادث الدراجات النارية 388 قتيلا و3213 جريحا.