أفاد المدير العام لمخابر قمرت السيد نبيل كيلا أثناء لقاء إعلامي نظمه صباح أمس بمقر شركة "كوينتا للاتصالات" أنه متمسك بحقه الشخصي وبصفته ممثلا لمؤسسة مختصة في السمعي البصري في تتبع الانتهاكات والتجاوزات التي لحقتها من قبل بعض الأطراف التابعة لوزارة الثقافة. كما قدم خلال نفس اليوم فيلمين قصيرين لمخرجين تونسيين شابين من إنتاج طارق بن عمار الأول عنوانه "رغوة" للمخرج كريم بسيسة والثاني فيلم " قاع البير" لمعز بن حسن وذلك بحضور المشاركين في هذين العملين إضافة إلى أسماء أخرى ممن سبق أن تعاملوا مع نفس الشركة في أعمال أخرى. واعتبر هذه الأعمال بمثابة الدليل العملي على الدور الذي تقوم به الشركة في دعم السينما التونسية على خلاف ما يروج لذلك البعض خاصة أن نفس المنتج وفر دعم مجموعة أخرى من أفلام طويلة وقصيرة لمخرجين شبان على غرار نصر الدين السهيلي ومراد سلامة وغيرهما. كما تم عرض فيلمين وثائقيين تمحور الأول وهو باللونين الأبيض والأسود حول العقيد الليبي معمر القذافي وبداية صعوده إلى الحكم وما رافقها من دعم القدرات العسكرية للبلاد فضلا عن توجهه لتجييش الشعوب العربية ومناهضة الصهيونية والاستعمار. واعتبر المدير العام لمخابر قمرت أن هذا الفيلم يعد من الأرشيف الذي تملكه الشركة وقدمته منذ أيام إلى المجلس الانتقالي الليبي. أما الفيلم الثاني فهو يقدم مخابر قمرت بين الأمس واليوم أي تلك الاستوديوهات المهملة والفضاء الذي كان خرابا والذي كان يستفيد منه الأجانب فقط وصولا إلى ما أصبحت عليه هذه المخابر منذ سنة 2003 بفضل التحسينات وإعادة البناء والترميم لتصبح من بين المخابر العالمية المجهزة بأحدث التقنيات الرقمية. وكشف في نفس المناسبة عن حقائق وقدم توضيحات حول الظروف الصعبة التي حفّت بعملية إنتاج وتصوير فيلم "الذهب الأسود" الذي أنتجه طارق بن عمار وأخرجه الفرنسي جون جاك أنو وكان من بين أبطاله الممثل العالمي أنطونيو بانديراس خاصة أن تصوير مشاهد بعدد من المناطق التونسية تزامنت مع اندلاع الثورة وتواصل التصوير إلى غاية 25 من شهر جانفي الماضي رغم ما شهدته البلاد في تلك الفترة التي عقبت سقوط النظام الحاكم من انفلات أمني. وبيّن نبيل كيلا أن ما تكبده من ومجهودات وضغوطات مضاعفة أثناء تلك الفترة حيث يقول :" أعترف أن الجيش الوطني كان له الدور الكبير في إنجاح الفيلم وذلك بعد أن أبرمت الشركة اتفاقية مع المؤسسة العسكرية بقيمة 300 ألف دينار لضمان حماية التجهيزات وفريق العمل خاصة أنه كان على ذمة فريق العمل ألف قطعة سلاح يعود تاريخها إلى الثلاثينات وكنت متخوفا من إمكانية الاستيلاء عليها أثناء فترة الانفلات. كما أعترف أني استنجدت في مرحلة أخرى بخريجي السجون مقابل مبالغ مالية كلفت خزينة الشركة حوالي 30 ألف دينار من أجل ضمان حماية المخابر ب ببن عروس والحمامات وكان الانفراج بعد أن جلب طارق بن عمار خمس طائرات بمطار النفيضة يوم 25 جانفي 2011 خصصت لنقل كامل فريق العمل إلى بلد خليجي. وأشاد نبيل كيلا بما لمسه من حب تونس وإكبارا لشبابها من قبل المخرج العالمي جون جاك أنو الذي رفض مغادرة بلادنا في تلك الظروف الصعبة وكذلك بعض الأجانب من المشاركين في العمل مقابل تمسك بعض التونسيين بمغادرة الوطن إلى درجة أني خلت أن تونس وطنهم. وقد كلفتني تلك الفترة العصيبة أتعابا ومعاناة ها أني أدفع وعائلتي ثمنها باهضا." وتجدر الإشارة إلى أن نبيل كيلا الذي لا يزال في أوج عطائه يمر بأزمة صحية حرجة وهو يتلقى العلاج بمصحات خاصة بفرنسا.